بخطوات متسارعة يمضي البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة لاتخاذ كافة الإجراءات التشخيصية والعلاجية والتأهيلية، وصولاً للإجراء الجراحي وتركيب الحلزون للأطفال الملتحقين بالبرنامج، حيث بيّن عضو اللجنة الوطنية للبرنامج الدكتور حسام حديد في تصريح لـ”البعث” أن عملية زرع الحلزون ضمن البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة هي جزء مهمّ من البرنامج في حال لم ينجح موضوع التدخل والتدابير والمعينات السمعية عند الأطفال المشخصين بنقص السمع، وهنا يكون لا بدّ من إحالتهم لعملية زرع الحلزون، ولاسيما بوجود نسبة ليست بقليلة من الأطفال المشخص لديهم نقص سمع شديد أو عميق.
وبين حديد أن جهاز زرع الحلزون هو جهاز صنعي يعمل على تحويل الإشارة الصوتية إلى إشارة كهربائية من خلال برمجة معينة مما يؤدي لإيصال الإشارة إلى الأذن الداخلية للعصب السمعي، وبالتالي تنبيه المراكز العليا في الدماغ لتعطي التنبيه الصوتي اللازم، والعمل الجراحي يتمّ بعد تحضير ومتابعة من خلال لجنة خاصة ضمن البرنامج “لجنة زرع الحلزون” التي يتمّ إحالة الحالات التي لم تستفد على المعينات السمعية إليها ليتمّ دراستها وتقييمها وبيان تفاصيل دقيقة متعلقة بكلّ حالة بعد إجراء كافة الإجراءات اللازمة من صور شعاعيه وتحاليل مخبريه معينة ليتمّ بعدها اتخاذ قرار العمل الجراحي.
كما بيّن حديد أنه بعد مرور عام على انطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة كان هناك نحو 8 أطفال تمّ تشخيصهم بنقص سمع شديد، وتمّ البدء بتأهيلهم لعملية زرع الحلزون، حيث تمّ إجراء عملية زرع حلزون لطفلين في مشفى دمشق “المجتهد” وتركيب الجهاز الخارجي بعد حوالي 15 يوماً تقريباً من إجراء العملية، كما تمّ إجراء عملية لطفل بمشفى تشرين العسكري، وتمّ برمجة مريضين لإجراء عملية زرع حلزون في مشفى المواساة، حيث تمّ إجراء عملية لطفل والطفل الآخر خلال الفترة الحالية سيتمّ إخضاعه للعملية.
مع الإشارة إلى أن الأطفال الذين تمّ تركيب الجهاز الخارجي لهم تمّ إيصالهم مع مهندس مختص لبرمجة الجهاز ومتابعته، كما تمّ وضعهم على برنامج اختبارات سمعية ليتمّ تقييم الاستجابة، وبناء على تلك الاختبارات التي تتمّ حالياً في منظمة آمال يتمّ تحديد الإجراءات الأخرى من ناحية برمجة الجهاز، بحيث يتمّ رفع استجابة الجهاز ليصل إلى المستوى السمعي الطبيعي، بالتزامن مع مرحلة التدخل بالتأهيل اللغوي الذي يكون بوجود اختصاصيي لغويات للمتابعة مع الطفل بجلسات متتالية بشكل أسبوعي بجلستين أو ثلاث جلسات يتمّ من خلالها تدريب الطفل والأهل على إتقان اللغة بشكل جيد من خلال استقبال الأصوات وربطها مع المحيط. وأضاف: حالياً هناك مجموعة من الأطفال الذين شُخّص لهم نقص السمع يتمّ تحضيرهم حيث تمّ تركيب المعينات السمعية لهم وبانتظار ملاحظة النتائج مع التأهيل اللغوي.