يحيى شمص
أثارت العملية الأميركية الخاطفة في حلب والتي أدّت إلى مقتل قيادي بارز في تنظيم “داعش”، تساؤلات حيال أهداف الولايات المتحدة الحقيقية من وراء هذه العملية. فهل هي مجرد استمرار لعمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة وفق سردية واشنطن، أم هي بداية لاستراتيجية أوسع تستهدف التنظيمات المناوئة للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع؟
هذا التطور يفتح نقاشاً بشأن الأجندة الأميركية في سوريا ما بعد بشار الأسد، وعلاقتها بالإدارة السورية الجديدة ومساعي الشرع لتوحيد البلاد، والدور الذي تريده وتخطط له في سوريا خلال السنوات المقبلة لجهة دعم الحكم الجديد لتثبيت نفوذه وضرب الجماعات المسلحة.
الرئيس السوري احمد الشرع والمبعوث الأميركي توم براك. (وكالات)
الرئيس السوري احمد الشرع والمبعوث الأميركي توم براك. (وكالات)
يؤكد الصحافي والكاتب السوري علي عيد، في حديث الى “النهار”، وجود عمليات عسكرية وأمنية مستمرة تتسم بالتناغم والتنسيق العالي بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والإدارة السورية الجديدة.
ويشير إلى أن “هذا التنسيق لم يتوقف حتى في مراحل سيطرة ’هيئة تحرير الشام‘ على إدلب، إبان حكم الأسد، إذ كانت هناك عمليات مشتركة، منها استهداف خلية معينة في مدينة الباب شرق حلب، أدّت إلى مقتل عناصر من “داعش”، بمن في ذلك قيادي عراقي.
مرحلة جديدة من التعاون الأمني؟
يوضح عيد أيضاً، أن العمليات ليست فردية، كما حصل في حلب، بل هي جزء من سلسلة متواصلة تستهدف “داعش”، إذ نُفّذت عشرات العمليات في ريف حلب وإدلب على حد سواء، منذ ما قبل سقوط النظام السابق. ومن بين أبرز هذه العمليات، اغتيال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في ريف إدلب في تشرين الأول/أكتوبر 2019، الذي أدّى إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم عبد الله قرداش. ونفذت القوات الدولية عملية إنزال جوّي في قرية أطمان على الحدود السورية – التركية، أدت إلى مقتل عناصر من “داعش”.
تحديات أمنية وسياسية معقدة
ويذكر عيد أن الولايات المتحدة كانت قد أزالت الهيئة من لوائح التنظيمات الإرهابية، وهي تركّز على محاربة “داعش”، مع وجود مفاوضات وتعاون بين واشنطن ودمشق في ملفات أخرى، مثل ملف المعتقلين في شمال شرق سوريا.
وفي ما خص تأثير ذلك على المشهد الإقليمي والدولي، يرى أن تعهدات الإدارة السورية عدم ممارستها الأعمال العدائية حيال الخارج، ودمج بعض الفصائل في وزارة الدفاع، تقلّل من التهديدات، وأن تعاونها مع واشنطن، خصوصاً في ما خص الملف الكردي والمعتقلين، يظلّ هشاً ومعقداً، مع وجود مخاوف من تسرّب عناصر من معسكرات الاعتقال، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي.
في الختام، يُشير عيد إلى أن تنظيم “داعش” لا يزال خصماً رئيسياً، وأن التطورات الأخيرة، بما في ذلك عمليات الاغتيال والتصفية، تظهر “استمرار الحرب ضد الإرهاب”، رغم بعض التغيرات في التصنيفات الدولية والسياسات الإقليمية، والمشهد السوري لا يزال يواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة، تتطلب مراقبة دقيقة وتنسيقاً مستمراً بين الأطراف المعنيّة.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار