آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » عندما نغيّب المرأة يكون المجتمع أعرج …لايقوى على السير …!!بقلم:المحامي ياسين زمام

عندما نغيّب المرأة يكون المجتمع أعرج …لايقوى على السير …!!بقلم:المحامي ياسين زمام

 

في بلد عربي مسلم حتى النخاع لو ذكرت لأحدهم أمه أو زوجته أو أخته يعقب بالقول : تحشم عن طاريها أي ذكرها…
أي أن المرأة ذكرها منقصة ومعيب ، وقانا الله من شره ….هكذا ينخر السوس في الرؤوس وتنحدر إلى القاع النفوس …
ويزعم المسلمون أنهم على دين الأسلام والقرآن الذي هبط بالوحي من الله في عليائه على النبي الهادي والرسول الأمين محمد
وقد تزوج مبكرا من السيدة خديجة التي تكبره خمسة عشر عاما …خديجة كانت ثرية ، والدعوة المحمدية لاقت الأهوال وردود فعل مشينة من قريش قبيلة الرسول ، فلم يوفروا صنفا من صنوف العذاب والتنكيل إلا ولاقاه الرسول من عشيرته وأبناء عمومته ، ووقفت معه خديجة وأنفقت كل ثروتها على الدعوة وعلى المتجاوبين معها ، وجاعت واضطرت لتناول الأعشاب في شعاب مكة -أثناء الحصار الذي فرضته قريش – تأييدا من هذه السيدة العظيمة للرسالة وتضحية من أجلها وحبا بالرسول ( ص ) وفداء ، وقد ماتت وهي تواجه صنوف الالم في سبيل رسالة الهدى ورسوله …..وبقي الرسول ( ص) حتى آخرحياته يتذكرها وما فعلته لنصرة دين الله …إنه الرسول الصادق الأمين ( ص) يتذكر هذه المرأة العظيمة في حبها وإخلاصها لشخصه ، وفي إيمانها العظيم برسالته وربه وجليل هدفه لهداية الخلق والنهوض بمجتمع جاهل و منحرف إلى حيث الإيمان والعلم والحضارة ومكارم الأخلاق وقد تزوج بعديد النساء من بعدها لتظل هي الأهم بينهن لعظيم تضحيتها وعميق إيمانها ….
ويتوفى الله فاطمة بنت أسد زوجة عمه أبي طالب ، وأم علي أمير المؤمنين …ومن كان كهذه الفاطمة الممتلئة نبلا واصالة وهي تزجي اليتيم بن آمنة كل خير وتمحضه المحبة وتؤثره على فلزات كبدها ، فكانت تعطي كل ولد من أولادها رغيفا وتقول له اعط أخاك ( محمدا ) نصفه فيجتمع له وحده مايعادل سائر أولادها من الطعام …كان يعودها في مرضها بحرص بالغ واهتمام ليؤنسها ويخفف عنها ، حتى إذا ماتوفاها الله كفنها بثوبه ونام قبل الدفن في اللحد المعد لجثمانها الطاهر مباركة منه وتعظيما لهذه المرأة العظيمة …
ثم كيف تعامل مع فاطمة الزهراء فلذة كبده وبضعته الطاهرة ، يتفقدها ليل نهار وبنيها بعد زواجها ويمحضها وإياهم الحب كل الحب والرعايةويبذل في سبيلهم الغالي والنفيس . …فاطمة وأبناؤها ، ويقول وكأنه استشف ماسوف تلقاه من سوء المعاملة بعد انتقاله للرفيق الأعلى : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أغضبها فقد أغضبني …وفي رواية : من أغضبها فقد أغضبني وأغضب الله …
الرسول الأعظم والمثل الأعلى لكل مسلم وإلى يوم الدين ( ص ) هكذا تعامل مع النساءاللواتي في كنفه ومن حوله ومن آمن برسالته حق الإيمان منهن ، وهذه هي خلاصة سنة رسول الله في المرأة عموما والتي أراد من أمته أن ترعاها حق الرعاية ، وحتى قيام الساعة، وأراد أن يوصي بها ولها كتابة فيما يسمى رزية يوم الخميس إلى أن حال دون ذلك ماحدث من ردة وتنكر للوحي والموحى إليه …ومن نافلة القول أن الاسلام نص على حقوقها المالية في المواريث وسواها وجسد إرادتها في الزواج وسواه …
حسبنا أن أن نأخذ فيما آتانا رسول الهدى في نسائنا وفي المرأة عموما لتكون المرأة صنو الرجل وعونا له في مضامير الحياة كلها ، وفي النهوض بالمجتمع والتقدم والحضارة بين سائر الأمم ، فالمرأة صنو الرجل ورفيقته في هذه الدنيا لاتقل أهميتها عنه وقد تزيد عنه في بعض الأمور ، فهي ريحانة حياته لاشك في ذلك ،ولكنها رفيقة العمل والبناء والتطور ، وكل مجتمع قيد حركة المرأة وحد من نشاطها. ونبوغها ، فلن يكتب له الازدهار ولن يتقدم قيد أنملة بدونها ، ولا شيء في الدين الحنيف يعتبر مانعا لحضورها ونشاطها ومشاركتها فقد حملت في ظله السيف وحملت المعول ، دون تفريط بأن تكون زوجة وأم وأخت ، محتشمة في سعيها وحركتها ملتزمة بدينها طاعة الله، وفي دنياها لتكون مشاركة بفعالية واقتدار دون تفريط ولاإفراط ….

 

(سيرياهوم نيوز4-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من هي الفرقة الناجية..؟

  يافع منصور لا تكاد تخلو قناة دينية اليوم من الحديث عن الفرقة الناجية وكل يسحب البساط إليه. ولهذا أقول كلمتي وجوهر اعتقادي بالفرفة الناجية. ...