|ريانة بسام اسماعيل
بالتعاون بين مديرية الثقافة وجمعية تنظيم الأسرة بطرطوس تم اليوم عقد ندوة تثقيفية في المركز الثقافي حول ظاهرة العنف الأسري بعنوان “عنف الشريك الحميم” أدارها الاعلامي بهاء مهنا وشارك فيها المحامي عبد الكريم يوسف وأخصائية الإرشاد الاجتماعي رزان خضر حيث تم مناقشة هذه الظاهرة من جوانب متعددة إعلاميةواجتماعية وقانونية كما تخللها بعض المداخلات للحضور.
الجانب الإعلامي
تم استهلال الندوة بعرض فيلم قصير ( كوافير) مدته عشر دقائق تقريباً يتناول ظاهرة تعنيف المرأة من الاسرة ( الاب،الاخ ،الزوج) وارغامها على تقبل هذا الواقع بذريعة العادات والتقاليد من خلال التهديد أو الضرب ووسائل التعنيف المختلفة.
ثم تحدث مهنا عن ضرورة استخدام القانون باعتبار خطوة إيجابية في ظل التطورات الأخيرة للتعامل مع حالات العنف على مواقع التواصل الاجتماعي حيث حددت الإحصائيات نسب لهذه الحالات أعلاها لموقع Facebook بنسبة 43% و 16% على Instagram و12% علىwhatsapp.
الجانب الاجتماعي
عرفت رزان خضر بعض المصطلحات والمقصود بها فالعنف الاجتماعي مصطلح شامل لأي عمل ضار يرتكب ضد إرادة الشخص ويستند إلى فروق مكرسة اجتماعياً بين الذكور والإناث تشمل الاعمال التي قد تتسبب بالأذى للاخر او التهديد بارتكاب هذه الأفعال. أما عنف الشريك الحميم فعرفته بأنه أي سلوك يحدث في العلاقة الحميمية والذي يسبب ضرراً جسدياً اونفسياً أو جنسياً لأحد الأطراف في تلك العلاقة
ويعتبر العنف الأسري -وهو الذي يقع ضمن الأسرة الواحدة- أخطر أنواع العنف الموجه ضد المرأة، وأرجعت رزان أسبابه الى التنشئة الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية السيئة كعدم وعي المرأة بحقوقها وغياب الارشاد الأسري، أيضاً كالعادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا
كما اكدت على العلاقة بين التعرض للعنف في الطفولة ووجود عقد نفسية وخلل بأنماط السلوك في المراحل المتقدمة من العمر. واستعرضت بعض النتائج لهذا العنف في العلاقة الزوجية على المرأة وأبرزها الخوف واليأس والانعزال وفقدان العمل والأصدقاء وسوء الصحة البدنية والتناسلية والنفسية أو العقلية مؤكدة على أن العنف المتكرر قد يؤدي لحالات خطرة مثل حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي وبعض الأمراض الخطيرة كما يؤثر بشكل كبير على تنشئة الطفل ويؤدي لنتائج مثل فقدان التركيز والخوف والقلق والإصابة بتأخر النطق أو حالات من التخلف العقلي وعدم القدرة على التواصل.
الجانب القانوني
تناول المحامي عبد الكريم يوسف قانون العقوبات السوري وتحدث عن كيفية تعامل القانون مع الجرائم التي تندرج فيها جرائم العنف الاسري وتطرق إلى موضوع الإتجار بالأشخاص ضمن الأسرة مثل قيام الزوج بتهديد زوجته أو اولاده للقيام ببعض الأعمال وجلب المال له أو من خلال الضرب وإلحاق الأذى
وأكد على صعوبة رصد حالات العنف الاسري وذلك بسبب قلة الشكوى فمن النادر على حسب قوله أن تقدم المرأة شكوى ضد زوجها أو اي شخص من اهلها لأنه قام بتعنيفها.
وبالتالي القانون لا يمكن أن يحلّ المشكلة وحده واكد يوسف على ضرورة دعم المرأة لتحقيق الإبداع.
مداخلات
كانت أبرز مداخلات الحضور حول المساواة بين المرأة والرجل وضرورة عدم سكوت المرأة عن حقوقها والمطالبة بتفعيل دور التربية والمدارس في التوعية حول العنف الأسري وانتقاد القانون الذي لا يعطي الحق للمرأة دون حدوث ضرر
ملموس ودور الإعلام العكسي في تناول هذه الظاهرة.
سيرياهوم نيوز3 -27/4/2022