سمير حماد
في يوم الشعر العالمي , لابد من الحديث عن الشعر والشاعر …
الشعر دين الجمال والشاعر نبيّه …وبدونهما تصبح الحياة صحراء قاحلة …
الشاعر هو ذلك الطائر الذي يحلق بجناحي القصيدة , والقصيدة ابنته وابنة الهامه….
القصيدة الحقيقية بالنسبة للكلام , هي كالتبر بالنسبة للتراب ……
كلما حاول الشاعر التبرؤ من آثام القصيدة , ازدادت هذه الآثام في قصائد جديدة لايعرف كيف يهرب من جنونها …….
القصائد لاتقبل الحياد , فحيناً ترفع نسبة الرحيق في الزهر , وحيناً ترفع نسبة الضغط في الدم …..
القصيدة دائما تنبثق من لاوعي الشاعر لامن صحوه …وهاجسها الزمن , الاكثر الحاحاً في مسيرة المعاناة ….
تسألني عن الشعراء , وأين هم ؟؟؟؟ وانت تعرف الجواب , معظمهم في الوليمة ….او في المهرجان الذي تعوّدوا فيه الانحناء للجهلة والعبيد من الاسياد ….اعداء الثقافة الالدّاء ……
ماعاد المطلوب من الشاعر ان يسكب معاناته , بل ان يُخرسها …..بعد التحاقه بقطيع الجهلة , والفساد والهيمنة والبداوة الوحشيّة ومهرجاناتها العُكاظية ….
الشاعر الآن , مع الاسف , لاينافس على الجديد , في الحروف والايقاع ….بل على بضعة قراريط من الذهب او الفضة ….أو على لقب قديم متخلّف …( أمير الشعر) ….في دولة الخلافة , أو ما يشبهها …..كيس من المال يرميه له شيخٌ جاهلي بدويّ , اوحاكمٌ مستبدٌّ مستفزٌّ , أو عدوّ غاشم ……
بات الشاعر , مع الاسف , مُسترْزقا , مُتسوّلاً , على ابواب النخّاسين …..وكأنه نسي , ان الشاعر مجنون وليس رب مهنة , أو مرتزق …..
الشاعر حارس النار المقدسة , والمصلوب ابدا على خشب القيامة ………
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)