عن الصوم والصيام ومعاني الصوم الحقيقي

حسن حرفوش

بمناسبة تشريف شهر رمضان لنا وبعيداً عن التنظير والتعليم وتسميع محفوظاتنا دعونا نثّبت أمر وكلنا متّفقون عليه عالمنا وجاهلنا قوّينا وضعيفنا أن ( الصيام عن الطعام والشراب ) فقط بمعزل عن الصوم الحقيقي والذي هو فريضة أزلية على المؤمنين
والذي هو صوم الجوارح والأعضاء عن كل الذنوب والموبقات التي نهى الله عباده عنها في سائر الشرائع
فإن (الصيام) عن الطعام والشراب فقط لاطائل منه غير الجوع والعطش
فالصيام مضاف للصوم شهراّ واحداً كل عام لمن يستطيع
وكثيراّ مايخلط أهل الكلام مابين الصوم والصيام وهذا خطأ ليس فقط شائع بل مستفحل ومنتشر حتى بين الكثير من شيوخ وقتنا هذا !ربما لجهلهم بأحكام الشريعة أو لجهلهم بأحكام المذهب أو لحفظهم بعض العرفانيات دون الإحاطة بمضامينها الجوهرية
فالصيام والصوم هما ظاهر وباطن لايقوم أحدهما دون صاحبه كما أوضح شيخنا (ن) عن أهل البيت الطاهرين
وقوله ( من جمع الحالين فاز واهتدى)
فلا فوز لمقيم أحدهما دون الآخر
إذاً
إن الإستخفاف بالصيام عن الطعام والشراب هو خطيئة
والسخرية ممن يصوم هو ذنب عظيم
وبصراحة متناهية
لانطلب من عديم الأخلاق ولا السارق ولا المرتشي ولا آكل حقوق الناس ولا ذوي صفات السوء أن يصوموا
فالله لم يفرض عليهم هذا التكليف
وما أوقع التكليف إلا على المؤمنين حصراً بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا فرض عليكم الصيام )
ومن بداهة الفكر ان نعي أن المؤمنين حقّاً هم صوّامون عن العصيان ومخالفة الخالق يطيعون الله بما أمر وينتهون عمّا نهى
ولمزيد من الإيضاح
لافسحة لمؤمن بترك (الصوم) طيلة حياته وعلى مدار كلّ عام ولاعذر
بينما هناك فسحة وعذر وكفّارة لمن لايقدر. على -(الصيام) عن الطعام والشراب
ومن لايجد التكليف واقعاّ عليه وإن نسب نفسه للإيمان لامشلة لنا معه شرط ألا يفتي بجهالته لغيره حتى يقلدّوه
والله وليً التوفيق
وأخيراً
ماكان قول الرسول الكريم (صوموا تصّحوا ) إلا شاملاً حديّ الصوم والصيام
فبالصوم السلامة من القصاص والعقاب والتردّي
وبالصيام صحّة البدن وسلامته
(وهو جوهر قوله الكريم (إن لبدنك عليك حقّاً ولروحك عليك حقّاّ )
فسبّق حق البدن بالدجة على حقّ الروح لأنه من سلامة البدن ونظافته وطهارته يحصل المعراج لأداء حقّ الروح
وقيل في هذا اختصاراً ( الحسيّات معابر إلى العقليات )

(سيرياهوم نيوز ٢-اختيار الاستاذ عمران عمران)