آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » عن خرائط “اسرائيل التاريخية”.. هل تحقق “اسرائيل” خرائطها التوراتية “من النيل إلى الفرات” في ظل مناخات الهزيمة العربية؟

عن خرائط “اسرائيل التاريخية”.. هل تحقق “اسرائيل” خرائطها التوراتية “من النيل إلى الفرات” في ظل مناخات الهزيمة العربية؟

نواف الزرو

 أثارت الخرائط الصهيونية التي نشرت قبل ايام تحت عنوان”خرائط اسرائيل التاريخية” التي تضم فلسطين والاردن واجزاء من سوريا ولبنان والعراق والسعودية ومصر ردود فعل عربية والسعة مستنكرة ومستهجنة هذه التطلعات الصهيونية الاستعمارية، وقبلها اثار سموترتش ايضا ردود فعل واسعة اردنية وفلسطينية وغيرها استنكارا لنشره خارطة في باريس تتحدث عن”اسرائيل التاريخية” ايضا…!

لذلك قد يستغرب البعض من هذا العنوان اعلاه فيقول:

هل من المعقول ان يتحقق هذا المشروع الصهيوني التوراتي المزعزوم في يوم من الايام….؟.

وهل من الممكن ان يتحقق ذلك في ظل مناخات التفكك والتطبيع والاستسلام العربي….؟.

ونقول: هذه هي مشاريعهم واحلامهم وعلينا ان نتابعها ونقرأها ونفهمها ونستعد لها….!.

وكل الاحتمالات واردة في هذا السياق، فتلك المشاريع والاحلام قد تتحقق وتتمدد اذا ما توفرت المناخات العربية والاقليمية والدولية لها، ويبدو ان مناخات التطبيع العربي الرسمي المتهافت الى حد كبير قد تسمح لهم بذلك، ولكن من جهة اخرى فإن مساحة الرفض الشعبي العربي لهذه العدوانية الصهيونية  واسعة وراسخة وقوية وتمتلك أوراق قوة التصدي والردع على الرغم من خناجر التطبيع العربي….!

مفيد جدا للوعي العام في هذا السياق الاطلاع على تلك المشاريع والاحلام الصهيونية التي يعملون على مدار الساعة من اجل تحقيقها ويوظفون كل طاقاتهم وامكاناتهم ولوبياتهم ومفاتح قوتهم من اجل المضي بها لتحقيقها.

وفي المضامين، وووفق الأدبيات التوراتية والتنظيرات والفتاوى الدينية التي يطلقها كبار الحاخامات اليهود_ولدي الكثير من الوثائق التي تتحدث عن ذلك ولا مجال لنشرها هنا) فإن “أرض إسرائيل الكاملة” تمتد من “النيل إلى الفرات”، ووفق تلك الأدبيات والفتاوى فإن العراق مثلا جزء من “أرض إسرائيل الكاملة”، وحسب المضامين الواردة في أطلس الأحلام والأهداف اليهودية التوراتية وحسب اطلس الحاخام هارئيل فإن “على إسرائيل أن تقوم بالاحتلال الأعظم من أجل “أرض إسرائيل الكاملة”… و”أن تقوم بتنظيف المنطقة من ملايين العرب”.

ولعل الحاخام “يسرائيل هارئيل” الذي يعتبر من أبرز وأهم منظري حركة الاستيطان اليهودي في فلسطين” قد وثق تلك الأحلام والأهداف والمخططات الصهيونية في ” أطلس أحلامة ” الذي تضمن بحثاً مفصلاً للحدود التي يزعم أن الله منحها للشعب اليهودي استناداً إلى المصادر التوراتية المشار إليها انفاً .

والجديد في هذا الاطلس أنه لا يكتفي بـ” إسرائيل من النيل إلى الفرات ” بل يتعداها إلى ما هو أبعد بكثير، فحدودها البحرية تصل مثلاً إلى أسبانيا .

لقد نشرت صحيفة هآرتس العبرية ملخصاً لأهم أحلام وأفكار الحاخام هرئيل – حاخام مستوطنه ياميت سابقاً وأحد أبرز وأخطر قادة معسكر اليمين والمستوطنين، فيما يلي أهم ما جاء فيه :” الاطلس الجديد هو طبعة ممتازة ويتطرق بشكل تفصيلي إلى الطرق التي اتبعت في وضع وتخطيط حدود أرض إسرائيل بالاستناد إلى المصادر التوراتية، متطرقاً إلى صورة الحدود السبع العشرة، التي مرت بها الدول اليهودية في هذه البلاد-اي فلسطين حسب زعمهم-، بدءاً من الحدود تحت سيطرة يهوشع وداود، وحزقائيل وانتهاء بالحدود على عهد الحاخام يهودا بار العاري، ومن ثم ينتقل الاطلس لمناقشة سلسلة من الموضوعات العميقة المتعلقة بالمسائل الحدودية، والاحتلال والطرق التي كان ينتهجها “مبام ورشاي ” وغيرهما .

وتؤكد جميع خطوط الحدود التي يوردها الاطلس باستثناء اثنين منها فقط – على أن حدود إسرائيل أكبر بحوالي عشرين ضعفاً من الحدود التي تقوم فيها إسرائيل حالياً .

وتمتد حدود ” المنحة ” الالهية، التي تظهر في جميع الخرائط على أنها تمتد من “الخليج الفارسي”، والكويت وجزءا من العراق وسوريا والأردن ولبنان وسيناء، إضافة إلى فلسطين، أما الحدود التي تشذ عن الاجماع المذكور، فهي تلك الحدود  التي تقلص حدود أرض إسرائيل حتى غرب نهر الأردن .

وإزاء ذلك، فأن الحدود التي يشير إليها الحاخام ” يهودا” تتضمن الحدود الشرقية، وتضيف إليها حدوداً في الغرب أوسع مما أشرنا إليه .. فحسب رأيه فان المياه الاقليمية الاسرائيلية لا تقتصر على الشريط الضيق الملازم للسواحل، بل أنها تمتد على غالبية وجه البحر الأبيض المتوسط، منطلقة في خطين، متوازيين من أقصى الطرف الجنوبي والشمالي للبلاد، نحو الغرب، وبذلك فان المياه الاقليمية الإسرائيلية تتضمن قبرص وجزيرة كريت وشبة جزيرة ” هجاي” – الوادي – وصقلية، وكورسيكا، وقسماً من تونس، وغالبية اسبانيا، بما فيها ” بلمة دي ميوركة “، أي أن الأمر لا يتطلب منا دفع ضرائب انتقال، فكل تلك المناطق ملكنا “.

ولذلك.. واستناداً إلى هذا الزخم الهائل الموثق هنا وغيره الكثير – الكثير، من الوثائق والمخططات والأهداف الصهيونية المستنده كما ذكر إلى الاساطير المؤسسة التضليلية التي جرى تسويقها في الولايات المتحدة والغرب على نطاق واسع، وقع أكثر من (250) من كبار الحاخامات اليهود على فتوى أصدرها الحاخام ” ميرن” جاء فيها :” نحن نرى أن الحديث حول تسليم أي جزء من أرض إسرائيل إلى الأغيار يجعل الحاقدين على إسرائيل يرفعون رؤوسهم يوقعون الاذى بالاسرائيليين في جميع مناحي الأرض المقدسة بوتيرة حثيثة وأننا نجد أننا من المرعب حقاً أن نتصور ما الذي سيحدث إذا ما تم تنفيذ عملية نقل القرى الحدودية إلى الأغيار” ، ولذلك أيضاً دعا الجنرال احتياط آفي ايتام رئيس الحزب الوطني الديني – المفدال – سابقاً والوزير السابق في حكومة شارون في أحدث الدعوات الإسرائيلية إلى” إقامة أرض إسرائيل الكاملة بحدودها التوراتية، وانتهاج القبضة الحديدية مع الفلسطينيين، وإلى ضرب إيران وسوريا قبل أن تطورا ترسانتيهما العسكريتيين” ، وسارع رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق روبي ربلين من الليكود إلى تعزيز توجهات ودعوات ايتان بإعلانه : “ان من حق اليهود ان يستوطنوا في كافة أنحاء أرض إسرائيل الكاملة ” .

ولذلك فهم – أي أقطاب الصهيونية والدولة العبرية – يعتبرون ” أن الصهيونية لم تنه مهمتها بعد ” ، كما أعلن اسحق شامير أحد أهم أقطاب المؤسسة الصهيونية على مدى تاريخها .

ولذلك يمكن أن نثبت في الخلاصة المكثفة المفيدة أن النوايا والمخططات والأهداف والأطماع الصهيونية التوسعية ما تزال قائمة بقوة ومفتوحة على أوسع نطاق، وإن الصراع بالتالي ما زال مفتوحاً .

ما يفرش الأرضية لمواصلة قراءة ذلك الدور والحضور الصهيوني – الإسرائيلي في مقدمات وتطبيقات وتداعيات العدوان على العراق وسوريا، وفي الحصاد الإجمالي لهذا العدوان على وجه الأهمية .فـ” العراق جزء من أرض إسرائيل الكاملة ” ، كما جاء في أخر فتوى يهودية – حتى كتابة هذه السطور، و”مبارك أنت ربنا ملك العالم لأنك دمرت بابل المجرمة” كما أفتى عدد من الحاخامات اليهود.

    ما يستدعي بإلحاح كبير جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات المتعلقة بالأدبيات التوراتية اليهودية، وبأطلس الأحلام والأهداف الصهيونية، وعلى نحو خاص في هذه المرحلة… مرحلة احتلال وتفكيك العراق وسوريا والمنطقة :

– فما مدى صحة ودقة تلك الأدبيات والأحلام والأهداف التوراتية -الصهيونية..؟!!

– وإلى أي حد وسقف وصلت دولة “إسرائيل” في تطبيق وتحقيق أسطورة “من النيل إلى الفرات”.. و”أرض إسرائيل الكاملة” و/ أو “إسرائيل الكبرى” و/ أو “الكاملة  والكبرى والعظمى” معاً..في ظل مناخات التطبيع والتحالف الاعرابي مع الكيان…؟!

حسب الوثائق والتقارير والمعطيات والشهادات اليومية فإن الدولة الصهيونية تشن حروباً متصلة مفتوحة متكاملة على فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والمنطقة مباشرة ، وقد فتحت عدة جبهات إعلامية/ سياسية -عسكرية -استخباراتية موسادية واقتصادية ، وتتحدث تلك الوثائق والتقارير والمعطيات والشهادات عن أن التغلغل الصهيوني واسع النطاق وخطير ويهدد مستقبل العرب والمنطقة…..؟!.

قد يقول البعض أن هناك شيئاً من المبالغة في الحديث عن “الحروب الإسرائيلية في العراق وسوريا ولبنان والمنطقة” وعن “التغلغل والدور الإسرائيلي هناك”..

وربما ينتفض البعض من جهة ثانية مستهجناً مستنكراً الحديث عن “الحروب الإسرائيلية” معتبراً أن في الوثائق والشهادات مبالغة كبيرة…

وقد يرى البعض من جهة ثالثة “أنه يجب أن لا نعظم الدور الإسرائيلي ….في حين قد يرى البعض الآخر من جهة رابعة أهمية عاجلة وحيوية وكبيرة لاستحضار الوثائق والحقائق والمخططات  والمعطيات في هذا الوقت..

ونقول بدورنا وبقناعة راسخة أن الحروب الأمريكية هي حروب صهيونية وتتكامل معها تماماً.. وأن العراق وسوريا ولبنان ومصر كانت ولا تزال على قمة الأجندة السياسية والعسكرية العدوانية الأمريكية – الصهيونية المشتركة…. وأن تفكيك وتقسيم العراق وسوريا وتدمير مقومات نهوضها ووحدتها وقوتها من جديد هي المهمة الأولى والكبرى..

وهذه النوايا والأجندة والمخططات والأهداف حقيقية وجادة وخطيرة وتحت التطبيق..

  ونعود للجوهر: هل اقتربت”اسرائيل” في ضوء كل ذلك من تحقيق اسطورة”من النيل الى الفرات”…؟!

وهل تحول البيئة الاستراتيجية العربية المناهضة للمشروع الصهيوني الى بيئة استراتيجية صديقة للكيان في سياق تحقيق تلك الاسطورة….؟!

أسئلة كبيرة واستراتيجية برسم الجدل والدراسة والتقييم على كل الاجندات العربية..!

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلّة الأركيولوجية

  علاء اللامي       أقدمت سلطات الأمر الواقع السلفية الجهادية في سوريا على اتخاذ قرارات وقامت بممارسات عملية عديدة في سياق ترسيخ سلطتها ...