احمد يوسف داؤد
فُقراءُ الوَطنِ في سوريّةَ العَربيّةِ كُلُّهم مُستاؤونَ منَ التّردّي الشّاملِ في أَحوالِهمُ المَعيشيّةْ.. وهذا القَولُ هوَ لِمُجرّدِ الإبلاغِ عمّا لاتجهَلُه الجِهاتُ المَعنيّةُ في إدارةِ شؤونِ البلادِ والعِبادْ. وإصلاحُ هذا الأمرِ ليسَ مُعجزاً، كما إنّهُ ليس تَمَنُّناً أيضاً، فَكلُّنا نُدركُ سويّاتِ التّردي التي خَلّفتْها الحَربُ على سوريّةْ، وكلُّنا نَعرفُ أَسبابَها كما نُدرِكُ انعِكاساتِها على الفِئاتِ الفَقيرةِ من الشَّعبِ السّوريِّ إدراكاُ عامّاً غَيرَ تَفصيليّْ، إذ إنَّ التّفصيليَّ هو أَمرٌ مَتروكٌ لِمن هم أَهلٌ لذلك!.
في اعتقادي أنّ إصلاحَ الحالِ بالقَدرِ المُمكِنِ ليس أَمراً غَيرَ مُتاحٍ أَو إنّهُ شِبهُ مُستَحيلْ، وأُخمّنُ – رَغمَ أنّني لستُ من ذوي الاختِصاصِ في مِثلِ هذهِ الأمورْ – أًنّ ذلك مُمكِنٌ، وأنّهُ ليس أَمراً صَعبَ المَنالْ.. لا بل إنّهُ قد لا يَكونُ عَسيراً على وَجهِ الإجمالْ!.
إنّ عامّةَ فُقراءِ السوريينَ، حسب تقديري، يُريدونَ ذلك، أو ربّما يُريدونَ أكثرَ بكثيرٍ ممّا أَقتَرحْ، وهم قد صَبَروا كثيراً حينَ كانَ المُرتَزِقةُ من نَحوِ ستّينَ بَلداً يَعيثونَ فَساداً ويُخرّبونَ ويَقتُلونَ ويُدمّرونَ في سوريّةَ بأوامرَ أَميركيّةٍ واضِحةٍ، وهوَ ماتأكّدَ بتدخُّلِها المُباشَرِ وبِبَقائِها حتى الآنَ في مَنطِقةِ الجَزيرةِ الغنيّةِ بالثرواتِ الهامّةِ النّادرَةْ، وبإصدارِها (قانون سيزارْ)، حيث يَدلُّ ذلك كُلُّهُ على أَنّها – هيَ لاسِواها – صانِعةُ كلِّ ما جَرى من أَحداثٍ في سوريّةَ مُنذُ أَنْ بدأتْ حتّى هذهِ اللّحظَةْ، بِصَرفِ النّظرِ عنِ أَيّةِ ادّعاءاتٍ ثورجيَّةٍ أًيّاً كانَ مُدَّعوها!.
أَمّا ماقيلَ، أو مازالَ يُقالُ من كلامٍ آخرَ عن الأَوضاعِ في سوريّةَ قَبلَ بدءِ الحَربِ عَلَيها فذلكَ أَمرٌ آخرُ لاصِلةَ لِما ادّعتْهُ أميركا وحُلفاؤها بِوُجوبِ الحربِ عَلَيها!.
إنّ الأَخذَ بأيدي المُفقَرينَ في وطنِنا ليس مِنحَةً أَو تمنُّناً عَليهِم بل هو حَقُّهمُ الذي دفعوا ثَمنَهُ من دِمائِهم ودماءِ أَبْنائِهم فِداءً لِوَطَنِهم في مُواجَهةِ أَميركا وشُرَكائِها في عدوانِهمُ الضاري على هذا الوطن الغالي: سوريّةَ العَربيّةْ.. وفي تَقديري أَنّ هذا هو حَقُّهم الذي لاشَكَّ فيهْ!.
(سيرياهوم نيوز4-خاص)