آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » عوامل ارتفاع سعر الذهب عالمياً ومحلياً | الخبير الاقتصادي عبود :كلما ارتفع سعر الذهب محلياً انخفض سعر صرف الليرة السورية بسبب ضعف الانتاج

عوامل ارتفاع سعر الذهب عالمياً ومحلياً | الخبير الاقتصادي عبود :كلما ارتفع سعر الذهب محلياً انخفض سعر صرف الليرة السورية بسبب ضعف الانتاج

| ريانة بسام اسماعيل

شهدت الأسواق العالمية والمحلية في الفترة الاخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب حيث وصل سعر الاونصة عالمياً أمس لـ 1975 دولارا وسجل سعر غرام الذهب عيار 21 في الأسواق المحلية 212 ألف ليرة سعر مبيع.

للذهب أهمية اقتصادية كبرى فالكثير من الدول لديها احتياطي من الذهب ويقاس على أساسه قوتها الاقتصادية ومقدرتها على الوفاء بالتزاماتها كما يحدد قوة العملة المتداولة فيها ،كما ان للذهب  بورصة عالمية خاصة به ويلجأ إليه الافراد بشكل كبير للحفاظ على قيمة المال المُدّخر ،كلها أسباب تجعل لهذه التغيرات في سعره ابعاد ومؤشرات لحدوث تغييرات في واقعنا الاقتصادي.

الملاذ الآمن

وللإجابة على أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين فيما يتعلق بارتفاع سعر الذهب ومدى أهمية التغيرات الحاصلة التقى موقع “سيريا هوم نيوز” الخبير الاقتصادي د. ذوالفقار عبود الاستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة طرطوس حيث تحدث بداية عن أهمية الذهب الاقتصادية والاستثمار فيه اذ يقول : يعد الذهب ملاذا آمنا للاستثمار، وتكون نسبة المخاطرة فيه قليلة قياساً بالسلع الأخرى؛ وتُشير الإحصائيات والمؤشرات منها مؤشر “ستاندرد آند بورز” إلى أنَّ الذهب – على الأمد الطويل  يحقق عائدات سنوية مقدرة بنسبة 10.4%.

كما يعدُّ الذهب من أكثر الاستثمارات المُتسمة بالتنويع مقارنةً بالسلع الأُخرى، وذلك من خلال بحث المُستثمرين عن أصول سائلة تحفظ لهم رأس المال وتقلل من المخاطر والخسائر، مما زاد على طلب الذهب في الآونة الأخيرة.

كذلك يعدُّ الذهب آمناً من حيث المخاطر المُتعلقة بالتضخم، حيث إنَّه خلال فترة التضخم المنخفض حققت السلع الأُخرى عائدات سلبية، في حين أنَّ الذهب قد سجل عائدات إيجابية، وهذا أمر يعدُّ في غاية الأهمية، ولذلك لا بُد أن يتفوَّق الذهب على بقية السلع، وتشير التوقعات المستقبلية إلى تزايد خطر ارتفاع التضخم، وهذا من شأنه أن يرفع الطلب على الذهب.

واضاف: من مزايا الذهب أنَّه أكثر ثباتاً واستقراراً بالمقارنة مع السلع الأُخرى، حيث إنَّ أداء الذهب يتميز بتقلبات وتذبذبات أقل من السلع الفردية والأساسية، ويُمكن القول: إنَّ الذهب يساعد على استقرار المحفظة الاستثمارية.

أيضا يُعدُّ الذهب من أنجح المخازن التي تحفظ القيمة، وخصوصاً على الأمد الطويل، وهو كذلك من أنجح المعادن التي تعدُّ كالنقود، ولا تزال المصارف المركزية والحكومات تحتفظ باحتياطيات من الذهب، من أجل الحفاظ على الثروة الوطنية والحماية من عدم الاستقرار الاقتصادي، كما يُعدُّ الذهب من الاستثمارات التي تتسم بسرعة سيولتها حيث يتراوح التداول اليومي للذهب في السوق العالمية ما بين 100 و 200 مليار دولار.

العوامل والأسباب

أما بالنسبة للعوامل التي أدت لارتفاع سعر الذهب عالمياً قال: تأتي تلك الارتفاعات مرتبطة بعدة عوامل اقتصادية دافعة إلى زيادة الإقبال على الذهب كاستثمار آمن، من بينها التراجع الذي تشهده العملات المشفرة، وكذلك انخفاض سعر الدولار الأميركي، وتراجع عائدات السندات الأميركية طويلة الأجل، وغيرها من العوامل ذات الصلة.

وأشار إلى رأي الخبراء بإمكانية ارتفاع أسعار الذهب العالمية على المدى القصير وذلك لأسباب منها  تراجع العملات الرقمية، وزيادة الطلب على الذهب من صناديق الاستثمار، باعتباره مخزن قيمة عالية في ظل التطورات الراهنة، وتراجع الدولار ما يدفع المستثمرين للإقبال على الذهب.

 من بين الأسباب أيضاً تراجع عائدات السندات الأميركية طويلة الأجل، فضلاً عن ارتفاع معدل البطالة، مع زيادة طلبات السوق المركزية على رفع الاحتياطي الاستراتيجي للذهب.

الاقتصاد الضعيف يتأثر

أما عن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع فأكد د. عبود أنه يعود

للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فنتيجة تداعيات هذه الأزمة تراجعت البورصات الآسيوية والعربية بشكل حاد، وشهد النفط والذهب ارتفاعا عالميا، وهذا سيؤثر على الاقتصادات التي تعاني بالأساس من إجراءات قسرية وضعف إنتاج، كالاقتصاد السوري وغيره، فقد سجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع 212 الف ليرة سورية مع العلم بأن لا أحد من الصاغة يتقيد بالتسعيرة النظامية،

ومع ارتفاع أسعار النفط والذهب فإن الأسواق السورية ستشهد ارتفاعا أيضا، وحتما سيؤثر ذلك بشكل كبير على الحياة المعيشية، والأمر مرهون بما تمتلكه الحكومة من احتياطيات من الذهب والنفط.

انخفاض سعر صرف الليرة

وعند سؤالنا عن التوقعات للمرحلة المقبلة أكد لنا د.عبود أنه كلما ارتفع سعر الذهب انخفض سعر صرف الليرة وقال: عالميا يرتبط الذهب بالدولار بعلاقة عكسية بمعنى أن سعر الذهب يرتفع مع انخفاض سعر صرف الدولار والعكس صحيح، إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على الاقتصاد السوري فعندما يرتفع سعر الدولار يرتفع سعر الذهب أيضا بسبب ضعف الإنتاج والتصدير وزيادة الطلب على الدولار للاستيراد وبسبب زيادة معدل التضخم بشكل شبه يومي مما يدفع المدخرين على التوجه نحو الذهب والدولار لحفظ قيمة مدخراتهم،  وهذا ما يؤدي مجددا لانخفاض سعر صرف الليرة وتعود الحلقة من جديد للدوران.

سوق الصاغة

خلال جولتنا في سوق طرطوس لرصد تفاعل الناس وحركة البيع والشراء بعد هذا الارتفاع من وجهة نظر الصاغة اخبرنا الصائغ عمار مصطفى قائلاً: ازداد الطلب على الليرات وليس المصاغ كما أن الحركة ضعيفة بالنسبة لشراء الذهب

الرجال أكثر فئة يشترون الليرات للادخار  أما للزواج فلا يشتروا سوى  محابس وغالباً محبساً واحداً للفتاة

 كما أن الناس تأتي لبيع الذهب أو تبديله هذا بالنسبة للسواد الأعظم من المجتمع ويوجد فئة قليلة تقريباً ٨٪ تشتري وقد ازداد المبيع بفترة عيد الام وعيد الحب أما الآن فهو منخفض جداً.

نشير اخيراً الى ان الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق تصدر  نشرتها بشكل يومي وتطلب من جميع الحرفيين الالتزام بها وهي تدعو المواطنين الراغبين بشراء الذهب إلى عدم دفع ثمنه إلا بموجب النشرة الصادرة من الجمعية.

(سيرياهوم نيوز17-4-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

باقري كني: دول البريكس مصممة على تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التبادلات التجارية

    أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني أن تصميم دول البريكس للاقتصادات الناشئة على تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في ...