قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء، إن بلاده ملتزمة بمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى وجود جهود عربية مشتركة في هذا الشأن.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي حول “التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب” في بيروت، الذي يستمر يومين، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وقال عون إن “لبنان دولة وشعبا ومؤسسات، ملتزم ببذل كل جهد ممكن لمكافحة كل أشكال الإرهاب، وهذا الالتزام تجسد على أرض الواقع”.
وأضاف أن الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية “قدموا تضحيات كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية (لم يسمها)، وتمكنوا من الانتصار عليها في كل مرة”.
ولفت الرئيس عون إلى أن لبنان “حقق انتصارات عسكرية وأمنية وفكرية ضد الإرهاب”.
ورأى أن “الإنفاق الهائل على الحروب والصراعات، لو وُجه جزء منه نحو تعزيز الأمن الوطني والسلم الأهلي، لكان كفيلاً بالقضاء على المخططات الإرهابية وإنقاذ الأبرياء”.
الرئيس اللبناني دعا إلى “تجنيد الجهود الفكرية والمجتمعية لمواجهة هذا الخطر، وعزل المتطرفين وفضح مخاطرهم”.
دوليا، شدد عون على أهمية “التعاون العربي والدولي في مجالات تبادل المعلومات وتقديم المساعدة القضائية وتسليم المطلوبين وتنفيذ الأحكام”، مؤكداً أن مثل هذا التنسيق “يعزز قدرات الجميع في التصدي للإرهاب”.
وأشار إلى أن “الجهود المبذولة عربيا في هذا المجال تعزز قدراتنا جميعا بمواجهة الأساليب المبتكرة للإرهاب السيبراني والبيولوجي وغيرِه”.
وطالب الرئيس اللبناني بوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان، وذلك خلال استقباله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في وقت كثّفت اسرائيل غاراتها خلال الأيام الأخيرة مستهدفة من تقول إنهم عناصر في حزب الله.
وأكد عون خلال لقائه أورتاغوس، وفق بيان صادر عن مكتب الرئاسة، “على ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية…ولاسيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان”.
وبموجب اتفاق جرى التوصّل إليه العام الماضي، تقوم لجنة مراقبة يشارك فيها لبنان والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والأمم المتحدة، بمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وشدد عون “على ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة الى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء”.
ورغم اقتراب وقف لاطلاق النار من إتمام عامه الأول، تواصل اسرائيل شنّ ضربات، خصوصا على جنوب البلاد. وتقول إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر في حزب الله تتهمهم بنقل وسائل قتالية أو محاولة إعادة بناء قدرات الحزب.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة حفارات وجرافات. ويرى المسؤولون اللبنانيون أن تلك الضربات تهدف إلى منع إعادة الإعمار في الجنوب المدمّر من الحرب.
والتقت أورتاغوس كذلك خلال جولتها في لبنان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام.
وكثّفت اسرائيل خلال الأسبوع الأخير من وتيرة غاراتها على لبنان. ومنذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر وحتى 27 منه، أسفرت غاراتها عن مقتل 23 شخصا، أكثر من نصفهم منذ الخميس، بينهم سوري وامرأة مسنة، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء إنه تحقق من مقتل 111 مدنيا في لبنان على يد القوات الاسرائيلية منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الذي أنهى حربا مدمرة بين إسرائيل وحزب الله استمرت أكثر من عام.
ولا يزال 82 ألف شخص نازحين، وفق الأمم المتحدة.
ونص الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية على تراجع الحزب من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
وإضافة إلى الغارات المتواصلة، أبقت إسرائيل قواتها في خمس تلال استراتيجية في جنوب لبنان، بخلاف ما نصّ عليه الاتفاق.
وعلى وقع ضغوط أميركية، قررت الحكومة اللبنانية في آب/أغسطس تجريد حزب الله، المدعوم من طهران، من سلاحه.
ووضع الجيش اللبناني خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب إلى رفضها، واصفا القرار بأنه “خطيئة”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، افتتح المؤتمر الإقليمي بالنشيد الوطني اللبناني، تحدث بعدها مدير برنامج العدالة الجنائية الممول من الاتحاد الأوروبي القاضي خوسيه فرنانديز فيلالوبوس.
ثم تحدث منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الاوروبي السيد بارتيان ويغتر، في كلمته عن تعزيز العلاقات الأوروبية – العربية في مجال مكافحة الإرهاب.
فضلا عن كلمات سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال، ووزير العدل اللبناني عادل نصار، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفق بيان الرئاسة اللبنانية الذي لم يحدد فحوى تلك الكلمات.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
