آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » عيد السودان الحزين.. ما سيناريوهات المستقبل القريب؟ ولمن ستكون الغلبة؟ماذا لو فاز حميدتي؟ وهل يمكن أن يتكرر السيناريو الليبي؟

عيد السودان الحزين.. ما سيناريوهات المستقبل القريب؟ ولمن ستكون الغلبة؟ماذا لو فاز حميدتي؟ وهل يمكن أن يتكرر السيناريو الليبي؟

بين عشية وضحاها تصدرت السودان المشهد العالمي، وغطت الأخبار الواردة منها، والتحقيقات المكتوبة عنها على الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا وسط ترقب للنتائج هنا وهناك.

فماذا عن سيناريوهات المستقبل القريب؟ ولمن ستكون الغلبة؟

د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يرى أن السودان يعيش الآن أسوأ حالاته وأوضاعه مع انعدام الأمن وانتشار العنف المسلح ومع الشلل التام لدورة الحياة الطبيعية في كافة ربوعه.

ويضيف أنه بالنسبة للعالم الخارجي، فإن الأمر يبدو مثيرا للخوف والقلق بسبب عدم وجود حكومة مسئولة يمكن التواصل معها لتأمين سلامة الجاليات الأجنبية العالقة هناك والتي لا يعرف أحد مصيرها ولا كيفية تأمين خروجها واعادتها الي أوطانها بسلام، وهو ما تتضاءل احتمالاته بطبيعة الحال مع تصاعد حدة العنف وتسيب الاوضاع وانفلات الامن وتراجع دور الأجهزة الامنية المسئولة عن ضبطه وفرض سيطرة الدولة عليه،وهي مرحلة لا يبدو أن السودان بات بعيدا عنها.

ويضيف مقلد أن الأوضاع المأساوية الراهنة في السودان بكافة جوانبها وابعادها السياسية وغير السياسية ، تبدو ضبابية وغامضة الي اقصي حد ، ولا يوجد مسئول سوداني رفيع المستوي في اي موقع من مواقع المسئولية بمن فيهم الفريق البرهان نفسه ، وهو رئيس المجلس السيادي او الرئاسي الاعلي ، له حضور واضح في هذا الموقف، او يتحرك بدور مهم في ادارة هذه الازمة يتفق وخطورة الاوضاع الراهنة وترديها الي هذا الحد، لافتا إلى أن العالم لا يسمع من الخرطوم سوى تصريحات مقتضبة لا يعرف من أين تصدر إثر اختفاء المجلس السيادي من الصورة بعد أن داهمته الاحداث الاخيرة وأفقدته توازنه وتماسكه بالصراع الذي دب بين رئيسه ونائبه واعضائه وقسمتهم الي معسكرين متخاصمين حتي انه لم يُدع الي اجتماع عاجل لبحث ما يجب ان تكون عليه معالجته للازمة التي تمزق السودان،وهو ما يزيد الامور سوءا وتدهورا في غياب سلطة عليا مسئولة عن ادارة اوضاع البلاد في هذه الظروف العصيبة.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية أنه بسبب هذا كله وكنتيجة له ، فإن العالم الخارجي أصبح يعيش مشكلة حقيقية مع السودان ، فهو لم يعد متأكدا من حقيقة من يمسك بزمام الامور فيه الآن ، ولا من يملك فيه سلطة اتخاذ القرار ، ولا من يمكن التنسيق او التواصل معه، ولا من يمكن تحميله بالمسئولية عن حماية حياة الجاليات الاجنبية المقيمة في السودان من اي عدوان يمكن ان يقع عليها ويعرضها للخطر.

ويتابع قائلا: “هذه وغيرها مشكلات ملحة تضغط علي كافة الحكومات في الخارج وتثير لديها شعورا عميقا بالخوف والقلق علي مصير مواطنيها ، ومع عدم وجود حلول انقاذ متاحة امامها ، فانه لن يكون امامها من خيار يمكنها التصرف به سوي الانتظار والتذرع بالصبر لان التدخل بالقوة سوف يكون كارثيا في فداحة تكاليفه وسوء نتائجه”.

في ذات السياق تساءل مقلد: الا توجد مراكز دولية متخصصة وموثوق فيها تستطيع تقديم تقاريرها الي العالم حول حقيقة العمليات القتالية التي تدور حاليا في السودان ومراكز واوضاع الاطراف المتحاربة فيها ؟

وقال إن ما نراه من مشاهد ونسمعه نقلا عنهم من تقارير عسكرية متخبطة ومتضاربة ، لم يعد يستحق متابعته او الانشغال بتحليله وتقييمه والبناء عليه، مشيرا إلى أنه برغم المتابعات الدولية المكثفة لما يجري في هذه الحرب الداخلية من خلال كافة وسائل الاعلام الدولي وبهذه الصورة غير المسبوقة والتي غطّت علي الحرب الاوكرانية وعلي كل اخبار العالم ، فإن الحقيقة في كل ذلك ما تزال غائبة ومفقودة، واصبحنا امام تخمينات وتكهنات لا تستند الي اساس كاف من الحقائق والمعلومات، بدلا من ان نكون امام حقائق موثقة ومدعمة بالشواهد والاثباتات في ظل تطور وسائل الرصد والاستطلاع كما لم يحدث اطلاقا من قبل.

ويلفت إلى أنه لم يسبق للعالم ان وقع فريسة للتضليل الاعلامي بمثل هذه النوعية العبثية من التقارير البعيدة عن الواقع ، مثلما يعيش مع هذه الحرب التي تجري في السودان الآن، حيث: حرب بلا قيادات عسكرية كبيرة مسئولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة فيها، ولا غرف عمليات تدار هذه الحرب منها، ولا متحدثين عسكريين رسميين لتبديد الشكوك ونفي الشائعات وتوضيح الحقائق.

ويقول إنه لا يتحدث هنا عن الجيش الوطني السوداني كجيش كبير محترف يعرف دوره ومهماته في مثل هذه الظروف الامنية الصعبة ، وليس عن قوات الدعم السريع كمليشيات مسلحة تجمع في صفوفها شراذم من المقاتلين المرتزقة والمأجورين الذين لا تعرف لهم هوية او من اين جاءوا بهم ، وكل ما نراه هي مجموعات محدودة الاعداد من المجندين ممن يحملون معهم اسلحتهم وينتشرون بشكل غير منظم هنا وهناك ، وممن تختلط اشكالهم وازياؤهم العسكرية التي يرتدونها ببعضها علي نحو يصعب التعرف معه علي هوياتهم القتالية الحقيقية، ولا الي اي جانب من الجانبين يتبعون، وحتي المباني والمقرات العسكرية المهمة التي يزعمون سيطرتهم عليها باتت بلا معالم واضحة تكشف عن حقيقتها وما اذا كانت هي فعلا نفس المقرات ام انها غيرها من المباني التي جري تصويرها لاغراض الدعاية والخداع.

وخلص إلى أن الحقيقة غابت عن العالم الا من تصريحات اعلامية متكررة لا جديد فيها ولا نعرف من الذي يكتبها او من يمكن الرجوع اليه فيها، مشيرا إلى أن هذه الحرب بالطريقة التي تدار بها ، هي أشبه ما تكون بحرب نفسية تدور بين فريقين متنازعين لاستمالة المشاعر واستقطاب الدعم َ والتأييد الشعبي لكل منهما ، وليس قتالا عسكريا داميا واسع النطاق ينتشر ويتصاعد والي درجة بات يتهدد السودان معها بكارثة قومية كبيرة غير معلومة النتائج او المدي.

الحسم

من جهته قال المحلل السياسي د.عمرو الشوبكي إن أي وساطة لن تنجح في انهاء القتال في السودان مهما تكن قدراتها سواء كانت الرباعية أو الاتحاد الأفريقي إلا بعد حدوث تغير على الأرض إما بانتصار الجيش وهزيمة الدعم السريع أو تأكد كلا الطرفين أنه لا نصر حاسم لأيهما في أيام أو أسابيع فيبدآ في تحكيم صوت العقل، ويذهبا مرة أخري للتفاوض.

وأضاف الشوبكي أنه إذا استمرت نفس قيادات الأزمة سيعيدان انتاج ماسبق من فشل،لافتا إلى أن المواجهات تسير في اتجاه الحسم العسكري ولو غير الكامل.

وأضاف: “فإذا حدث ونجح الجيش في حسم المعركة ولو بكل أسف بثمن باهظ من الضحايا فما هو مصير الدولة المدنية الديمقراطية؟ الحقيقية معركة بناء الدولة المدنية لم تنته حتى لو خسرت بعض النقاط، فالحسم العسكري سيعني أن الجيش أصبح المؤسسة الوحيدة المحتكرة للقوة مثل كل الدول الوطنية الحديثة، ولكن للوصول للدولة المدنية الديمقراطية يتطلب أيضا الانتهاء من المرحلة الانتقالية المستمرة منذ أكثر من ٤ سنوات، والتوافق على رجل أو مشروع جسر بين الأطراف المتصارعة ينهي المرحلة الانتقالية ويؤسس لمنظومة حكم منتخبة جديدة تمتلكك القدرة على إجراء إصلاحات جراحية وفتح الطريق أمام بناء دولة القانون المدنية الديمقراطية” .

وأردف قائلا: هذا هو المسار المتفائل.

ماذا لو انتصر حميدتي؟

السؤال الذي طرحه البعض، وثار بشأنه جدل كبير: ماذا لو انتصر حميدتي؟ أجاب عنه الشوبكي بقوله: احتمال وارد، لكني لا أرجحه، وسيعني أن يصبح حميدتي قائد الجيش الجديد الذي سيسعى للحصول على المكاسب السياسية لهذا الانتصار.

السيناريو الليبي

 

السؤال الآخر الذي فرض نفسه: هي يمكن أن يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟

الإجابة على السؤال تفاوتت، حيث يرى البعض أن السيناريو الليبي مرشح بقوة في السودان لو حدث دعم إقليمي لأي من الطرفين المتصارعين.

في كل الأحوال بات الجميع مترقبا للوضع في السودان وسط قلق بالغ على شعبه الطيب، في أيام العيد الحزين!

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة وقف النار… ليلة القدر

    نبيه البرجي   ايلون ماسك، الرجل الذي قد نراه قريباً يختال على سطح المريخ، هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـاحراق شاربيه من الفضاء. ...