آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » عيد النوروز: احتفال بالتجديد والصمود والوحدة

عيد النوروز: احتفال بالتجديد والصمود والوحدة

 

بيان سامي عبد الرحمن

 

نحتفل في إقليم كردستان العراق بعيد النوروز في كل عام بإشعال النيران، والمواكب المضاءة بالمشاعل، والنزهات في الجبال والمروج، فتعج الاحتفالات بالنزهات وحفلات الشواء والرقص التي تتخلّلها فترات استراحة وحتى النوم في الهواء الطلق.

 

في 20 آذار/مارس من كل عام، يحمل الشبان والشابات في مدينة آكره، وهم يرتدون الملابس الكردية التقليدية، المشاعل على طول الطريق المتعرج إلى قمة الجبل، ويعيدون تمثيل جزء من أسطورة كاوا الحداد. فوفقاً للأسطورة، كان كاوا شخصية بطولية قاد ثورة ضد الحاكم المستبد “ضحاك”. ولإبلاغ السكان بأن الحاكم الشرير لم يعد موجوداً، أُوقدت النيران على قمم الجبال، حيث كانت كل قرية تشارك الأخبار مع القرية التي تليها. يستمر هذا التقليد حتى يومنا هذا، وهو يرمز إلى انتصار الخير على الشر.

 

ليس عيد النوروز مجرد احتفال كردي بالطبع، إذ يحتفل به نحو 300 مليون شخص في 12 بلداً على الأقل – من إيران إلى أذربيجان – ولكل منها أساطيرها الخاصة واحتفالاتها الفريدة بمناسبة الاعتدال الربيعي. وتقديراً لأهميته الثقافية الغنية، أدرجته اليونسكو على قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009، مسلطةً الضوء على دوره في تعزيز السلام والتضامن واحترام التنوع الثقافي. وتعترف الأمم المتحدة أيضاً بهذا اليوم باعتباره يوماً عالمياً للنوروز، اعترافاً بأهميته الثقافية للملايين في جميع أنحاء العالم.

 

أما بالنسبة إلى شعب كردستان، فيكتسي عيد النوروز أهمية خاصة. إنه أكثر الأعياد بهجةً وفرحاً، وهو وقت التجديد والأمل والوحدة. وبالنسبة إلى العديد من الأكراد، يعتبر عيد النوروز أيضاً وقتاً لتعزيز الصداقة، والاعتزاز بالعائلة، والتكاتف المجتمعي. وحتى في أحلك أيام تاريخنا، كما في ظل ديكتاتورية صدام حسين الظالمة، واصل الأكراد في العراق وإخواننا في المنفى حول العالم الاحتفال بعيد النوروز كرمز للصمود والفخر الثقافي.

 

 

ما زلت أحتفظ بإحدى ذكريات طفولتي عن عيد النوروز، كما لو كانت حاضرة الآن ومؤثرة. أتذكر عشية عيد النوروز مجموعة من البيشمركة – وهم مقاتلون أكراد يشكّلون اليوم القوة العسكرية المعترف بها قانوناً في إقليم كردستان – كانوا مجتمعين حول نار في جبال حاجي عمران الثلجية، حين بدأ أحدهم يغني أغنية احتفالية. وفجأة، وقف جميع الرجال متراصين كتفاً إلى كتف وشبكوا أيديهم، وضربوا بأقدامهم في الثلج وهم يرقصون رقصة الديلان أو الهيلبيركي التقليدية. وعلى الرغم من الصراع والخوف وعدم اليقين الذي كان يحيط بنا في ذلك الوقت، فإن فرحتهم بالاحتفال بثقافتنا وتراثنا كانت واضحة.

 

بالنسبة إلى شعب كردستان، لا يرمز عيد النوروز إلى قدوم الربيع فحسب، بل أيضاً إلى التجدّد والولادة الجديدة والقدرة على الصمود. إنه احتفال بقدرتنا على تحمل المصاعب والخروج منها أقوى.

 

رهان نيوروزتان بيروز.

 

* المستشارة الأولى لرئيس الوزراء في إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني للشؤون الخارجية وتغير المناخ

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في أبوظبي… أول عيادة لمعالجة إدمان الأطفال على الشاشات

  كارين اليان   منذ جائحة كورونا، زاد وقت جلوسنا أمام الشاشات، على اختلاف أعمارنا. ورغم أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات بات واضحاً على ...