مالك صقور
عيد بأية حال عدت يا عيد..بما مضى أم لأمر فيك تجديد
ومنذ أذاع جدنا العظيم ابو الطيب المتنبي هذه القصيدة والناس تردد هذا البيت من القصيدة العصماء ، كلما هلّ هلال العيد. ويعرف الجميع قصة هذه القصيدة حين غادر مصر وهجا كافور..
شرح أبو العلاء المعري العظيم هذه القصيدة في الجزء الرابع من كتابه “معجز أحمد”، وهو شرح لديوان المتنبي
الذي يعتبره المعري ( معجز ).. يقول أبو العلاء :”كأنه قال :هذا عيد . ثم خاطب العيد فقال : ياعيد بأية حال عدت؟ هل عدت بما مضى من حالك ، أم فيك
تجديد لأمر آخر ؟
أجل ، ونحن نسأل اليوم ، مع المتنبي
و المعري : كيف يعود هذا العيد في هذه
الأيام ؟! حل العيد قبل ألف ومئة سنة على المتنبي
وهو في مصر بعيدا عن أهله ووطنه. وقد خاب
أمله . والان خاب أمل الفلسطينين من حاكم مصر
كما خاب أمل المتنبي من كافور.. والعيد الذي يمر أو يأتي مرة في العام ، ويفترض أن يحمل معه الفرح والسرور بالاضافة إلى الهدايا و العطايا .. ولقاء الاهل والاحبة ، ولهذا يحسب الناس الحساب لهذا اليوم..
كان للعيد بهجة ، وكان طقسا من الطقوس التي لا تنسى .. ففي الطفولة البعيدة أذكر ويذكر أترابي ورفاقي كيف كان يجتمع رجال كل حي يتبادلون التهاني بعد صلاة العيد ثم ينطلقون إلى كل بيوت الضيعة بيتا بيتا ، يبدأون بالبيت الذي يوجد فيه مريض للمواساة، وتقديم
المساعدة لمن يحتاج.. أما بالنسبة للأطفال فكان العيد الملابس الجديدة والخرجية والاراجيح ، وصندوق الفرجة ، أما بالنسبة للصبايا والشباب فكانوا يعقدون حلقات الدبكة ويلعلع صوت المجوز المزمار ويعلو صوت الطبل.. الخ
بعد الخامس من حزيران عام ألف وتسعه مائة
وسبعة وستين.. على أثر الهزيمة النكراء التي سميت
نكسة.. توقفت الاحتفالات العامة حزنا على الجولان.
وبقي العيد للتهاني الشفهية.، وصار العيد عيد للأطفال.
أما هذا العام فوقع العيد مختلف جدا.. فكيف يحتفل
الأطفال.. وهم يشاهدون يوميا أطفال فلسطين وغزة تحت الأنقاض يقضون تحت الركام .. ومن ينجو بأعجوبة يموت جوعا وعطشا ومرضا. وفي بعض البلدان العربية ، كأن شيئا لم يكن.. لا تعنيهم غزة ولا أطفال غزة..!
أجل.، يتحول فرح العيد إلى حزن ووقفة تضامن
مع أطفال فلسطين وغزة… وتهاني إلى الفدائيين –
الرجال الذين مرغوا الجيش الصهيوني بوحل غزة
وأثبتوا حق فلسطين في المحافل الدولية.. فلهم ترفع
القبعات ولهم تنحني الهامات..
ولك أنت يا قارئي العزيز كل عام وانت بخير..
(موقع سيرياهوم نيوز)