| آمال خليل
توصّل الجيش اللبناني وممثّلون عن حركتَي «فتح» و«حماس» إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين «فتح» و«الشباب المسلم» مساء أمس. الالتزام بوقف القتال كان صعباً على عناصر «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» بشكل خاص، إذ استمروا برمي القنابل ورشقات القنص بين الحين والآخر باتجاه معاقل «جند الشام» و«فتح الإسلام» في حي حطين وباتجاه «الشباب المسلم» في حي الطوارئ.
وكان رئيس فرع استخبارات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب قد استضاف أمس أمين السر في «فتح» فتحي أبو العردات وممثّل «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، بعد انفجار الوضع الأمني في المخيم، واستمرار الاشتباكات على محور جبل الحليب – حطين. ومن المرجّح أن يتحوّل الاتفاق كما سابقه إلى هدنة، بانتظار الجولة الثالثة.
وقال مطّلعون لـ«الأخبار» إن «أولوية المجتمعين كانت وقف النار. ومن بعدها، تعاود هيئة العمل الفلسطيني المشترك استكمال المفاوضات لتنفيذ المقرّرات التي صدرت بعد جولة الاشتباك الأولى من تسليم المطلوبين باغتيال العميد الفتحاوي أبو أشرف العرموشي ومرافقيه والإسلامي عبد فرهود وإخلاء مدارس الأونروا من مقاتلي فتح والإسلاميين».
وتتوافق قوى لبنانية وفلسطينية على أن الجولة الثانية من القتال كادت أن تكون نسخة مُكرّرة عن الجولة الأولى، وهي لم تُنجز أصلاً سوى المزيد من المآسي لأهالي المخيم. حتى إن المرجعيات اللبنانية التي تسابقت في الاشتباك الأول إلى عقد لقاءات التنسيق بين الفلسطينيين والتفاوض بين المتقاتلين، لم يُسجل لها حضور هذه المرة. وفي هذا السياق، توقّف مصدر عسكري عند «عجز فتح عن تحقيق إنجاز عسكري بوجه الإسلاميين على غرار عجزها عن ضبط مقاتليها بعد وقف إطلاق النار». وتحدّث المصدر عن «التباين الفتحاوي الداخلي الذي يتحمّل مسؤوليته بشكل رئيسي أحد النافذين وشقيقه المرتبطان مباشرة برئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج».
سُجّل إقدام مدفعية الجيش على توجيه ضرباتٍ رداً على قصفِ خارج المخيمكات في مخيم عين الحلوة
من ناحية المجموعات الإسلامية، فقد احتشد عناصرها في موقع مُوحّد، مع دعم واضح لهم من قبل «عصبة الأنصار الإسلامية» و«الحركة الإسلامية المجاهدة»، بعدما ابتعدت العصبة والحركة عن تأدية دور التّفاوض بين الدولة و«فتح» و«الشباب المسلم»، كردّ فعل على التضييق الأمني ضدّهم. وعمدَ شبابُ «العصبة» إلى قصف مراكز فتح، رداً على قصف معقلها في حي الصفصاف، ليل الخميس الماضي.
انكفاء اللاعبين الرئيسيين اللبنانيين والفلسطينيين، حوّل القتال بين ليل الخميس وعصر الجمعة إلى اشتباك عبثي في الوقت البدل من الضائع. لكن، بخلاف الاشتباك الأول، لم تنحصر المعارك هذه المرّة بين البراكسات وجبل الحليب من جهة والصفصاف والطوارئ من جهة أخرى، إذ دخلت مجموعة الإسلامي عبد حوراني المتواجدة في حي حطين على الخطّ بقوة، لتخفيف الضغط عن جبهة الطوارئ.
عسكرياً، لم يُسجّل الطرفان أيّ تغيير ميداني. كما أن الجيش جدّد رفضه التدخل عسكرياً في ظل عجز «فتح» عن الحسم. لكن سُجّل إقدام مدفعية الجيش على توجيه ضربات إلى معاقل في الطوارئ، رداً على قصف مناطق خارج المخيم.
وتحت وطأة الاشتباكات العنيفة، نزح الآلاف باتجاه صيدا وجوارها وتمركز المئات في مسجد الموصلي وبلدية صيدا. وخوفاً من إطالة أمد القتال، نُقل نازحو «الموصلي» المحاذي للمخيم إلى تجمّع سبلين في إقليم الخروب بشكل مؤقت. لكنهم عادوا ليلاً إلى المخيم بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار مساء.
وكان لافتاً إطلاق قذائف في أجواء مدينة صيدا، وبوتيرة أعلى من الاشتباك الأول. وتسبّب القصف الذي اعتبره البعض مُتعمّداً، بأضرار جسيمة في مبانٍ سكنية وفي مبنى سراي صيدا، وأوقع عدداً من الجرحى بينهم عنصر في الأمن العام.
سيرياهوم نيوز3- الأخبار