طلال سلمان
حقق العدو الإسرائيلي مكاسب مبهرة، بأفضال العرب، في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أخطرها “إسقاط الحرم” العربي عنه، واختراقه حدود دول عربية كثيرة للوصول بالطائرة الأميركية المزودة بالبترول العربي إلى أغراضه.
وواضح أن الإستعجال في التطبيع كان هدفاً لمن عرف الحكم قبل أن يتعرف إلى السياسة، ولمن ينظر إلى السياسة على أنها مثل صيد اللؤلؤ: لا يهم إن تأخر موعد جني أرباح بل المهم توكيد القدرة على القرار، وإن هو أغضب العديد من “الأخوة” والأصدقاء.. فالذين رحبوا بهذا القرار وأفادوا منه أقوى بكثير من الذين غضبوا منه أو تظاهروا بالغضب لمداراة ردة فعل شعوبهم وإظهارهم الإلتزام بالمحرمات .. خوفاً من شعوبهم.
إن الخيبات العربية التي مُنيت بها الأنظمة التي اجتهدت في مواجهة إسرائيل بل وقاتلت في محاولة تحجيم الوجود الإسرائيلي في فلسطين (وليس انهاؤه) ، قد أغرت بالدول التي لا يبرر وجودها إلا النفط والغاز فيها أو عند سواحلها بإرتكاب المحرمات.
ومن هذا الإندفاع في “نجدة ” الرئيس دونالد ترامب عشية الإنتخابات الرئاسية التي يتبدى- حتى هذه اللحظة- أن نجاحه في تجديد ولايته غير مضمون.. فهؤلاء الأمراء من حكام المصادفات القدرية ينظرون إلى البيت الأبيض على أنه مصدر القرار في كل أمر، وإن رضا ساكنه على من يحكم الإمارات أو البحرين أو سلطنة عُمان (والأردن من قبل وعصر السادات وسلطة ياسر عرفات) هو المقرر الفعلي لمن يحكم في القاهرة أو عمان، أو أبوظبي أو المنامة إلخ..
إنها دول المصادفة… وفي غياب دول القرار فإنها تتحول بثرواتها التي لم تتعب في اكتشافها أو في استخراجها أو في تأمين من سوف يستوردها، إلى رهائن لمن يقرر سعر النفط والغاز، وهو بالضرورة بين الأميركي وحليفه الإسرائيلي.
وفي غياب وحدة الموقف العربي، وغياب الدول المؤهلة على توحيد العرب وتعزيز قدراتهم وحماية قرارهم الوطني، سنشهد الكثير من الإنجرافات بل الخيانات!
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 19/10/2020