آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » غداً خطاب لنصُر الله.. التوقيت والمضمون؟

غداً خطاب لنصُر الله.. التوقيت والمضمون؟

السفير الدكتور جواد الهنداوي

 خطابٌ لقائدٍ مقاوم، ينتظره الجميع، العدو والصديق والحليف،الشعوب والحكومات والدول .

نادتْ باسمه جماهير مصر الغاضبة وهتفتْ بشعار

” نصرُ الله ياحبيب اقصف اقصف تل ابيب”. قد يكون هذا الشعار مناسب في عقود القرن الماضي، حين كان قصف تل ابيب أمرٌ قاهر او مُحّرم على الجيوش العربية، لم يعُدْ الآن صالحاً للاستخدام مع المقاومة الفلسطينية والاسلامية، ينبغي استبداله بآخر اكثر واقعية و اقترح  شعار ” نصرُ الله يا حبيب اشلعْ اقلعْ تل ابيب ” .

ننتظرُ خطاب السيد غداً، الجمعة، ٢٠٢٣/١١/٣ . بعد مرور ما يقارب شهراً على بدء معركة طوفان الاقصى، بعد انتصار السابع من تشرين، السابع من اكتوبر، وبعد مرور اكثر من عشرين يوماً على قصف جوي بربري وحشي على مدنيين عّزل، بأسلحة محّرمة في الحروب، وبعد مرور اربعة ايام على المعركة البرّية، والتي يسجّل  فيها رجال المقاومة و حماس بطولات و انتصارات ويكبدون العدو خسائر بالارواح والمعدًات .

سَبقَ الاعلان عن خطاب السيد نصر الله دخول اليمن رسمياً في الحرب بجانب المقاومة، اي انضمام قوّة من محور المقاومة الى المعركة

توقيت اعلان اليمن انضمامها الى المعركة مدروس ومحسوب، حيث يأتي بعد اتضاح صورة المشهد ببعده العسكري والسياسي والاخلاقي. فأمريكا، وكما ذكرنا ذلك منذ الايام الاولى لطوفان الاقصى، هي التي تدير الحرب، وليست وحدها، وانما بالتعاون مع دول الغرب، مع الحلف الاطلسي

المعركة هي ليست بين حماس او غزَة واسرائيل وانما هي بين حماس او المقاومة الاسلامية في غزّة ولبنان من جهة وامريكا والغرب واسرائيل من جهة اخرى، هي بين مقاومة شعبيّة مسلّحة وبين كيان مغتصب مُحتلْ ودول حلف الناتو

نفاق وكذب وتضليل امريكا و الغرب لم يعُدْ خافياً على أحد، بل أصبحَ مفضوحاً و صارخاً؛ يصرّحون بعكس ما يفعلون، يدّعون بوجوب عدم اتساع رقعة الحرب وهم دخلوها منذ الايام الاولى، ومن اوسع ابوابها

لا حاج، لصنع الانتصار وديمومته، دخول جيش عربي او اسلامي، المقاومة بكل ساحاتها (غزّة والضفة و المقاومة في لبنان واليمن و العراق وسوريّة) قادرة على تحقيقه. أَولمْ تنتصر المقاومة في لبنان وغزّة؟ أَولمْ ينتصرُ الحشد الشعبي في حربه على الارهاب في العراق؟

ماذا سيقول سيد المقاومة في خطابه؟

هل سيقول لنا ” انظروا رجال المقاومة هم الآن على مشارف الجليل او في مزارع شبعا ” ؟

هل سيقول لنا ” المعركة البريّة الآن بين غزّة واسرائيل و امريكا و الناتو ونواياهم نقلها الى جنوب لبنان غداً، فلن ننتظر”؟

هل سيقول لنا ” هذه الحشود و الاساطيل و قوات النخب الامريكية، ليس لغزّة فقط، وانما لابعّدْ من غزّة، فها نحن جاهزون”؟

هل سيقول لنا ” سنحرّر اراضينا و سنقاتل اسرائيل برّاً وفي الميدان وفي ساحات الحرب،فاذا تعدّت اسرائيل على بيروت والمدن بالقصف الجوي،سنقصف تل ابيب و مدن اسرائيل بالصواريخ …”؟

سيرسم السيد معادلة  وقواعد اشتباك جديدة،بعد الاشادة بانتصارات غزّة وبالمقاومة في جنوب لبنان، وفضح جرائم الكيان الغاصب و داعميه .

مجئ المزيد من القوات الامريكية، مثلما كتبت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية، اليوم،عن وصول قوات امريكية جديدة الى اسرائيل، دليل على استشعار امريكي بنوايا حزب الله في اشتباك برّي واسع على شمال فلسطين .

لابّدَ من سبب في التزامن بين وصول قوات امريكية جديدة الى اسرائيل مع خطاب نصر الله غداً ؟

و لابُّد من سبب حين ينشرُ حزب الله مقطع فديو ثان،اليوم،٢٠٢٣/١١/١ لامينه العام،و يظهر وجه السيد حسن نصرالله، وصورة القدس، مع آية قرآنية ” وكان وعداً مفعولاً ” !

الخطاب الموعود للسيد سيكون رسائل لجميع فصائل المقاومة حيثما وُجدت و تعدّدت عناوينها او مُسمياتها و جغرافيتها .

الخطاب الموعود و المدروس سيضع السيد،لا غيره، قائداً لمحور المقاومة، و قائداً لمعارك التحرير، كي تكون المعركة فلسطينية وعربية الهوية، واسلامية الانتماء و تحررّية الاهداف ( لتحرير الاراضي العربية المحتلة ) .

أستنفذَ العدو، وبعد مرور ما يقارب شهر من انتكاسته وجرائمه، قدراته التدميرية،ليس من حيث المخزون،و انما من حيث التأثير و المردود،دّمرَ القطاع ولكنه في وحلهِ ضاعَ و انكسر، و انفضحت صورته وحقيقته امام العالم . بعبارة اخرى، خسرَ العدو الرهان على قوتهِ التدميرية، وفقدَ ورقة الاعتماد،لتحقيق النصر،على سياسة الارض المحروقة .

فهل يستطيع مواجهة قوات الرضوان،وهو مهزوم وليس له في معارك الغّدْ حيلة، وماذا سيقدّم له الامريكان غير السلاح ؟

رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات و تعزيز القدرات / بروكسل

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قـراءة فـي رســالـة بــايــدن

  | بقلم: أ. د. بثينة شعبان   قال الرئيس الأميركي جو بايدن في رسالة إلى رئيس الكيان الصهيوني بمناسبة الذكرى الـ 76 للنكبة: «إنّ ...