آخر الأخبار
الرئيسية » شكاوى وردود » غزارة الينابيع لم تشفع لقرى طرطوس من العطش

غزارة الينابيع لم تشفع لقرى طرطوس من العطش

شارف فصل الصيف على الانتهاء ولم يهنأ لأهالي قرى طرطوس التنعم بالصيف ومياهه وأيامه رغم وجود الينابيع وغزارتها، إذ كان المشهد اليومي هو السعي الحثيث في سبيل تأمين المياه التي كانت تغيب لأيام طويلة في الكثير من القرى مع عدم عدالة الضخ، ما دفع بالأهالي إلى تأمين المياه عن طريق أصحاب الصهاريج بقيمتها، مستهجنين عدم استثمار مياه نبع السن التي تصبّ في البحر؟

ويشكو أهالي قطاع الجرد الشمالي لمنطقة القدموس، وقرى ريف بانياس، من أن نبع نعمو الجرد يغذي عدة قرى وينال كل قرية يوم ضخ أو يومين بالشهر، تتخللهما انقطاعات عديدة، وفي قرية الغنصلة حي كامل يتواجد فيه أكثر من ثلاثين منزلاً غير مخدم بشبكة مياه، كما يشكو أهالي قرى الشيخ بدر من العطش كقرى بغمليخ وبوردة وسريجس، وقرى ناحية القمصية بالكامل.

ويأمل الأهالي من مؤسسة المياه مساعدتهم بتعبئة صهاريج من الينابيع المنتشرة في القرى وتوزيعها على الأهالي، ولاسيما أن المياه متوفرة، على أن يدفع المواطنون مبلغاً رمزياً، بدل أن يدفعوا ثمن الصهريج بين ٢٥٠ – ٣٥٠ ألف ليرة.

مدير مؤسسة مياه الشرب المهندس عماد ديوب اعتبر أن الواقع المائي في محافظة طرطوس مقبول رغم الظروف الحالية الصعبة وما رافقها من انخفاض كبير في مصادر الطاقة (كهرباء ومازوت)، حيث وصل عدد ساعات التقنين الكهربائي إلى عشرين ساعة يومياً، وأصبح اعتماد المؤسسة الرئيسي في تشغيل المشاريع على مجموعات التوليد الاحتياطية رغم محدودية كمية المازوت المسلمة للمؤسسة؛ إلا أنه رغم هذه الظروف، يعتبر ديوب أن المؤسسة استطاعت تأمين مياه الشرب لمناطق المحافظة بما يتناسب مع الظروف الحالية بحيث تحقق استقراراً مائياً في مراكز مدن المحافظة بتأمين التغذية بمياه الشرب يومياً كمدينة طرطوس وبانياس، ومن يوم إلى أربعة أيام في مشتى الحلو والدريكيش والشيخ بدر والصفصافة ومدينة القدموس، مشيراً إلى ظهور بعض الاختناقات، ولاسيما في قرى ريف المحافظة فرضتها طبيعة المحافظة الجبلية وتعدّد مراحل الضخ وأطوال الشبكات الطويلة.

وبيّن ديوب أن المؤسسة انتهت من تركيب 10 مجموعات ضخ أفقية لمشروع خط الجر الثاني إلى القدموس بدلاً من المجموعات القديمة الكثيرة الأعطال، ما أمن بشكل مستمر وصول كمية من المياه مقدارها 300 م3/ساعة إلى خزان المحطة الخامسة بدلاً من 80 م3/ساعة متقطعة، بحيث انخفضت أدوار المياه لتصبح على اليوم الثالث في المدينة وعلى اليوم السابع في القرى القريبة من المدينة، وكل عشرين يوماً حالياً في الريف الشمالي الغربي، متوقعاً أن ينخفض إلى خمسة عشر يوماً تدريجياً، كما تعمل المؤسسة لربط المحطة الخامسة في المشروع بخط توتر كهربائي معفى من التقنين لتصبح جميع المحطات الرئيسية للمشروع مربوطة بخط معفى من التقنين مما يؤمن استمرارية الضخ على مدار 24 ساعة،

ولفت مدير المؤسسة إلى الانتهاء من التعاقد على تنفيذ المرحلة الثانية لخط رديف باتجاه قرى الريف الشمالي الغربي مما سيساهم في تخفيض أدوار المياه في القطاع المذكور، علماً أنه تمّ إعداد دراسة لحفر وإكساء بئر داعم في قطاع المشروع، وذلك للتعويض عن انخفاض غزارة الينابيع صيفاً والذي يعتبر سبباً رئيسياً في زيادة أطوال أدوار المياه للقرى المستفيدة، خاصة وأن محطات المشروع مربوطة بخط معفى من التقنين.

وبالنسبة للحيّ غير المخدم في قرية الغنصلة، أشار مدير المؤسسة إلى إجراء الدراسة اللازمة لتخديم هذا الحيّ وإدراجه في خطة المؤسسة للعام القادم 2025، علماً أن قرى منطقة الشيخ بدر المشار إليها تستفيد من أربعة مصادر مائية. وتعمل المؤسسة، وفقاً لديوب، وضمن خططها السنوية على معالجة الاختناقات من خلال العديد من المشاريع، أهمها متابعة ربط محطات الضخ في المشاريع بخطوط معفاة من التقنين وفق الأولويات وتوفر الإمكانية الفنية والاعتمادات المالية، كون الاختناقات تعود أسبابها بالدرجة الأولى إلى نقص مصادر الطاقة، واستبدال العديد من تجهيزات المشاريع، واستبدال الشبكات القديمة للتخفيف من الهدر ومواكبة التوسّع السكاني، وصيانة التجهيزات والشبكات، مع الإشارة إلى وجود ثماني لجان ضابطة عدلية موزعة في مختلف مناطق المحافظة تقوم بقمع المخالفات وتنظيم الضبوط وفق نظام الاستثمار المعمول به في المؤسسة، وتوزيع المياه بالصهاريج للمناطق الأكثر تضرراً.

وحول استثمار نبع السن، أشار المدير إلى أنه يتمّ استثمار مشروع نبع السن لإرواء مدينتي طرطوس واللاذقية، حيث تبلغ الغزارة المستجرة من النبع 0.75 م3/ثانية عبر خط جر أول تستفيد منه مدينة طرطوس ومدينة بانياس، إضافة للقرى الساحلية بينهما، أما القسم الأكبر من غزارة نبع السن فتضخ إلى مدينة اللاذقية عبر أربعة خطوط جرّ، مع الإشارة إلى أن المشروع حالياً يتبع للهيئة العامة للموارد المائية.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_البعث

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الألبسة الشتوية لـ” الأجسام اللبّيسة” والجيوب الدافئة.. ومسؤول تمويني يشهر سيوفاً من خشب

يأتي الشتاء حاملاً معه لكل أسرة أعباء تأمين الاحتياجات الضرورية لاستقباله من مؤونة وتدفئة، وتعتبر “الكسوة” الشتوية ضرورة ملحة، لكن ارتفاع أسعارها في “ماراثون” جنوني أمام ضعف ...