وصفت أوساط سياسية مقربة من حركة المقاومة الإسلامية حماس قرار اختيار يحيي السنوار رئيسا للحركة رغم أنه يترأس الحركة في قطاع غزة باعتباره ثمرة لمجموعة من المشاورات والمداخلات التي بقيت على مدار أيام داخل هيئة أو مكتب مجلس الشورى الحركة ولجنته التنفيذية التي تضم عدّة أعضاء من اللحظة التي استُشهد فيها القائد اسماعيل هنية.
ويبدو أن قرار التنسيب بالسنوار كان محصّلة لسلسلة من التوافقات والنقاشات الحيوية والحادة والساخنة.
ومحصّلة أيضا لقرار معلن من بعض قادة الحركة المرشحين لموقع خلافة هنية بالاعتذار عن قبول الموقع والرغبة في تمرير المصلحة العامة للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ثم الإستناد الى ما تتضمنه اللائحة الداخلية في اطار مجلسي الشورى واللجنة التنفيذية والتي تنظم العمل الشوري في حركة حماس.
وأشارت المصادر نفسها الى ان عدة اعتبارات دخلت أو تدخلت فيما يبدو باختيار السنوار خصوصا وانه نائب للشهيد هنية.
وكما أن قيادة الحركة لم يسبق لها أن وضعت نصا يعالج الحالة التي يغيب أو يستشهد بها رئيس الحركة ونائبه معا.
وهو الأمر الذي اكتشفه عمليا خبراء اللوائح الداخلية في حركة حماس بعد أن استشهد أبو العبد هنية لاحقا لاستشهاد نائبه الشهيد الكبير صالح العاروري، ويبدو أن بعض الآراء دخلت في إطار الترفع والزهد بالمواقع.
وبعض الاجتهادات حاولت اللجوء الى مجلس الشورى وما تقوله نصوصه في السياق.
لكن الثابت أن عدّة عناصر اضافية خارج الاطار التنظيمي للحركة لعبت دورا اساسيا بعدما رصد الجميع مواقف بعض الدول بما فيها تركيا وإيران، الأمر الذي إستوجب عمليا مستجدات قطرية عنوانها نقل النقاش حول مستقبل العلاقة مع المكتب السياسي لحركة حماس إلى ارفع المستويات بين تركيا وقطر وهو على الأرجح ما سيناقش على هامش زيارة الأمير تميم التي بدأت الخميس لأنقرة ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ثمّة تفاهمات في محور “ملف غزة” وملف “حماس ” ستبرز بعد مباحثات الزعيمين أردوغان- تميم.
وتقدير الموقف من إسناد حركة حماس وتوفر مظلة لها وللمفاوضات بإطار الوساطة من الملفات التي ستبحث في لقاءات أنقره وفقا لمصدر دبلوماسي غربي لفت النظر إلى أن حراكا تركيا قطريا سيبرز خلال الساعات القليلة المقبلة.
وعلى الصعيد الحمساوي اكتشفت الرسائل الواردة من الطرف الاقوى في محور المقاومة وهو الجمهورية الإيرانية تعتبر بان حماس مسؤولة عن خياراتها لكن الاشارات وردت مبكرا من جانب طهران بأن إيران لن تستطيع التعاون مع رئيس الحركة و مكتبها السياسي اذا تصدر المشهد القيادي البارز خالد مشعل بسبب خلاف قديم بين طهران ومشعل.
وهو الأمر الذي دفع مشعل في اجتماعات صاخبة وبصوت مرتفع الى تذكير رفاقه في قيادة الحركة واللجنة التنفيذية ومجلس الشورى بانه متمسك بالموقف الذي اعلنه للجميع قبل أكثر من عام وهو أنه لا يريد أن يتسلّم مهام رئاسة حركة حماس ولن يرشح نفسه لأي إنتخابات داخلية تجري في الواقع.
واعتبر خالد مشعل أنه لا يسعى لخلافة هنية وأنه ترفّعًا وحرصًا على المصلحة العامة يتنحّى شخصيا عن هذا الإطار.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم