آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » غموض حول مصير المفاوضات: نتنياهو يكبّر رهانه على ترامب

غموض حول مصير المفاوضات: نتنياهو يكبّر رهانه على ترامب

 

 

تتقدّم الأيام في اتجاه الرحلة الاستثنائية، لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، لإلقاء خطاب في «الكونغرس» الأميركي، بعد نحو أسبوع. وكما كان مقرراً مسبقاً، أعلن «البيت الأبيض»، أن اللقاء المقرّر بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو «سيُعقد كما هو مُخطط له في واشنطن، على الرغم من إصابة الرئيس بكورونا». لكنّ الجديد الذي كشفته قناة «كان» العبرية، هو أن مكتب نتنياهو «يعمل على عقد لقاء مع (المرشّح الرئاسي والرئيس السابق دونالد) ترامب خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل»، وهو ما قد يؤشّر إلى ما يتطلّع إليه نتنياهو فعلياً، وهو بقاؤه على رأس الحكومة الإسرائيلية، بأي طريقة، حتى وصول ترامب إلى السلطة في واشنطن، لما يراه في الأخير من طوق نجاة وحيد له.وفي موازاة ذلك، يفعل نتنياهو كل شيء لتأخير – إن لم يكن لعرقلة – التوصّل إلى صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية. ويسري اعتقاد لدى مختلف الأطراف بأن نتنياهو، على الأقل إلى حين موعد زيارته لواشنطن وخطابه في «الكونغرس»، لن يُقدم على أي خطوة حقيقية في اتجاه الصفقة، بل سيعمد إلى تمرير الوقت والمراوغة. وفي هذا السياق، عقد رئيس حكومة العدو، أمس، في مكتبه، نقاشاً «روتينياً» كما وصفه الإعلام العبري، حول الأهمية الأمنية لمعبر رفح ومحور فيلادلفيا، موضع الخلاف الأكبر بينه وبين المؤسسة الأمنية، خلال المفاوضات الحالية، إذ يرى نتنياهو ضرورة إبقاء قوات جيشه في المحور والمعبر، أو على الأقل في الأول دون الأخير، ويُبدي تردداً كبيراً في الوثوق بالخطة التي طرحها الأميركيون مع المصريين، والتي تتعلّق بترتيبات أمنية على الحدود بين قطاع غزة ومصر، لـ«تطمين» إسرائيل وتأمين مصالحها المتمثّلة في وقف التهريب المزعوم للسلاح من صحراء سيناء في اتجاه القطاع. وبحسب قناة «كان»، يُبدي مسؤولون إسرائيليون كبار، تخوّفهم من أن «إصرار نتنياهو على الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، يمكن أن يُخرج الصفقة عن مسارها».

كما التقى نتنياهو، خلال هذا الاجتماع نفسه، بأعضاء الوفد المفاوض، «بهدف تأكيد الموقف الإسرائيلي الرسمي من المطالب الجديدة التي طرحها رئيس الوزراء في خطاباته الأخيرة بشأن الصفقة»، بحسب ما نقل مراسل موقع «واللا» العبري، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع، أضاف أنه في حال «تم الاتفاق على هذه الخطوة، فسترسل إسرائيل نسختها عن الصفقة إلى الوسطاء». وقال رافيد إنّ قطر ومصر ترغبان في الحصول على «موقف إسرائيل المفصّل والرسمي بشأن المفاوضات من أجل نقله إلى حماس»، في حين أشارت «القناة 12» العبرية إلى أن «رئيس الموساد، ديفيد برنياع، لن يغادر إلى قطر قبل حسم القضايا المتعلّقة بالموقف الإسرائيلي».

«واللا»: قال هليفي إنه «ليس صائباً» التنازل عن محور فيلادلفيا، ومعبر رفح

 

وفي المقابل، نقلت قناة «كان» عن مصادرها، أن «الوسطاء أبلغوا حماس، ألا تهتمّ بتصريحات نتنياهو حول المفاوضات لأن جزءاً منها مخصص للإسرائيليين»، في حين أكّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أمس، تمسّك بلاده بانسحاب جيش الاحتلال من رفح، وتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية لتشغيله، وهو ما لا يزال نتنياهو يرفضه. وكان موقع «واللا» العبري قد كشف عن عقد «اجتماع سري» بين مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل وآخرين في السلطة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، لبحث إعادة فتح معبر. وأوضح الموقع أن الاجتماع الثلاثي عُقدَ في تل أبيب، بمشاركة مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك. ونُقل عن مصادر مطّلعة أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن «نتنياهو يعارض أي دور رسمي للسلطة الفلسطينية في معبر رفح». وأشارت المصادر إلى أن «رئيس الشاباك حاول إقناع المسؤولين الفلسطينيين المقرّبين من الرئيس محمود عباس، بالسماح بإشراك موظفين في السلطة في إدارة معبر رفح بشكل غير رسمي»، لكنّ «الجانب الفلسطيني رفض العرض الإسرائيلي». ووصف تقرير «واللا»، الاجتماع الثلاثي، بأنّه «الاجتماع الأول الذي يُعقد بمشاركة إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمناقشة مسألة تتعلق بـ»اليوم التالي» للحرب على غزة».

على خط مواز، أجرى نتنياهو، أمس، جولةً ميدانية في جنوب قطاع غزة، وتحديداً في معبر رفح ومحيطه. وجاء ذلك فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، ترى أن إبقاء قوات بحجم لواء على طول محور فيلادلفيا هو «الحلّ المفضّل». لكن ضابطاً إسرائيلياً كبيراً اعتبر، في حديث إلى الصحيفة، أنه «يجب السيطرة على مدينة رفح كلها». وعدّدت الصحيفة في تقريرها البدائل التي أعدّتها قيادة المنطقة الجنوبية في حال انسحاب قوات العدو من المحور، وهي:

– بناء عائق تحت سطح الأرض في الجانب المصري، يكون مشابهاً للعائق الذي بنته إسرائيل عند حدودها مع قطاع غزة.

– وضع مجسّات للتحذير من حفر أنفاق.

– تشكيل وحدة عسكرية كبيرة نسبياً، يُطلق عليها اسم «لواء فيلادلفيا»، لتتواجد بشكل دائم في هذه المنطقة.

وكان موقع «واللا»، نقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهم إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي قال خلال محادثات مغلقة، إنه «ليس صائباً التنازل في هذه المرحلة عن أوراق المساومة الأساسية التي لدى إسرائيل في قطاع غزة، وهما محور فيلادلفيا، ومعبر رفح»، وإنه «إذا كنا سنتنازل عن التموضع في محور فيلادلفيا، فإن الأجدى أن يحدث هذا في نهاية صفقة تحرير المخطوفين».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فوز ترامب يثقل على أوروبا: لا «أمان» مع أميركا بعد اليوم

سعيد محمد   لندن | ألقى فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، بظلال ثقيلة على القارة الأوروبية التي اجتمع زعماء دولها الـ47، ...