آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » غنّى” ضد الصهيونية ” وملأ الدنيا وشغل الناس.. الذكرى الـ 48 لوفاة عبد الحليم .. “اليتيم” الذي عبّر عن أفراح الناس وآلامهم

غنّى” ضد الصهيونية ” وملأ الدنيا وشغل الناس.. الذكرى الـ 48 لوفاة عبد الحليم .. “اليتيم” الذي عبّر عن أفراح الناس وآلامهم

برغم مرور اليوم 48 عاما بالتمام على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فإنه لا يزال باقيا في قلوب محبيه وعارفي قدره.

رحلة ” حليم ” التي بدأت في قرية” الحلوات ” بمحافظة الشرقية 21 يونيو عام 1929، وانتهت في عاصمة الضباب “لندن” في 30 مارس عام 1977 كانت رحلة ثرية مملوءة بالكفاح والأمل تارة، وبالأحزان والهموم تارة أخرى، استطاع فيها أن يحفر لنفسه اسما بات عصيّا على النسيان، متبوئا مكانًا عليًّا في سماء الفن العربي الأصيل.

كان(عبد الحليم علي إسماعيل شبانة) الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليّة. توفيت أمه بعد ولادته بأيام ، ليتجرع مراراة اليتم مبكرا، وقبل أن يتم عامه الأول توفي أبوه ليتأكد اليتم من قبل ومن بعد.

كفله خاله الحاج متولي عماشة، حيث كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته.

قال ذات مرة: “أنا ابن القدر”، حيث أجرى خلال حياته 61 عملية جراحية.

كان حليم الابن الرابع وأكبر إخوته هو إسماعيل شبانة الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية. التحق حليم، بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلّى شغفه بالموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943. حين التقى بالفنان كمال الطويل، كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة.

قدّم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة “الأوبوا ” عام 1950.

تقابل عبد الحليم رفقة مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر، واكتشفه الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه «حافظ» بدلا من شبانة.

كان نموذجا للعزيمة والإصرار، حتى أصبحت أغانيه جزءا لا يتجزأ من الوجدان المصري العربي وتحديدا منذ أوائل الخمسينيات، حيث علا نجمه مع ثورة يوليو التي شهدها فتجاوب معها، وعبر عنها.

في العام التالي لهزيمة يونيو 1967 – التي صدمت الجميع بقوة – قدم حليم من كلمات الأبنودي وألحان بليغ في قلب لندن أغنية” المسيح” التي تمثل فيها مشاعر أحد الفلسطينيين من أبناء القدس وربط بين آلامه وآلام المسيح، مؤكدا أنه سيعود إلى أرضه ولو بعد حين.

ومع صعود المقاومة الفلسطينية غنّى أنشودة” فدائي” التي أكدت أن الحق لن يعود إلا عن طريق: الرجال والسلاح!

كان لحليم دور مشهود في حرب أكتوبر، حيث قدم بمحبة عددا من الأغنيات التي أججت الحماس في الصدور، منها: ” باركي الولاد يا صبية..ولد ولد” من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجي، وقومي يا مصر .. كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي. والفجر لاح..إلخ.

ظلت الأجيال المختلفة تردد أغانيه:

موعود، قارئة الفنجان، حبيبتي من تكون، أي دمعة حزن ، ابنك يقولك يا بطل، عاش اللي قال..إلخ.

من أغاني حليم القومية المشهودة -التي قد لا يعرفها الكثيرون- أغنية ” ضد الصهيونية ” التي تقول كلماتها:

ضد الصهيونية بالمرصاد واقفين..و حترجع عربية حبيبتنا فلسطين “.

وعن صورة عبد الحليم والغناء العربي لدى الغرب، يقول بوهدان هورفات (مستعرب ومترجم أوكرانى) :

“صوت عبد الحليم حافظ يأسر القلوب ويثير الإعجاب، فهو ليس مجرد مطرب بل هو رمز للأصالة والفن الراقي”.

ويضيف لـ”رأي اليوم” أن “حليم ” أبدع في أداء سطور كبار الشعراء مثل سمير محبوب و محمد علي أحمد و محمد حمزة و وخاصة الشاعر العظيم صلاح عبد الصبور، مشيرا إلى أنه ألهمه لاستكشاف ثقافة الشعب المصري وتاريخه المثير ،كما أصبحت بعض أغانيه عزيزة على قلبه،ترافقه في أوقات الفرح والحزن ولا سيما أغنية “سواح” التي أحيانا يغنيها لنفسه وتعلم عزفها على الجيتار.

ويقول إنه يقدّر بشكل خاص ألبوماته التي تحتوي على تسجيلات حفلاته الحية، حيث يمكن من خلالها أن يشعر المرء بأجواء المجتمع في ذلك الوقت، وكيف كانت تلك العروض تثير حماس الجمهور.

ويوضح أن الاستماع إلى هذه التسجيلات، والتي يمتلك ثلاثة منها حتى الآن تجربة لا تُنسى.

وبحسب هورفات فإن عبد الحليم ليس مجرد صوت بل هو مرآة لعصر كامل حمل في طياته مشاعر وأحاسيس كانت ولا تزال تمس القلوب، لافتا إلى أن أغانيه كانت بمثابة نافذة مفتوحة على أعماق الثقافة المصرية والعربية.

ويختتم مؤكدا أن عبد الحليم حافظ ألهمه بشكل شخصي لاكتشاف المزيد عن ثقافة الشعب المصري، حيث إن بعض أغانيه أصبحت جزءا من حياته، ترافقه في أوقات السعادة كما في فترات الحزن، مشيرا إلى أن ما يميزه حقا هو الألبومات التي تحتوي على تسجيلات حية من حفلاته وهي تأخذنا في رحلة عبر الأجواء الاجتماعية لزمنه، حيث يمكننا أن نشعر وكأننا في وسط الجمهور، نتفاعل مع صوته وأدائه الساحر.

ويردف: “كانت تلك الحفلات تجربة فريدة من نوعها، استثنائية لدرجة أنني أمتلك ثلاثة من هذه التسجيلات الحية حتى اليوم، وأظل أستمتع بها دائما”.

رحم الله عبد الحليم أحد أجمل وأصدق الأنغام التي عرفها هذا الوطن.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“الباوباب: شجرة الحياة”، نسج الأسطورة والذاكرة في فن ليلى جبر جريدني

يتساءل المعرض عن تأثير انتزاع أيقونة ثقافية أو طبيعية من بيئتها الأصلية: هل تفقد هذه الأيقونة قيمتها ومعناها، أم أنها تتطور إلى كيان جديد يحمل ...