انقضت أيام العيد، تاركةً وراءها ذكريات جميلة.. و كيلو غرامات زائدة! عند الأكثرية، فمائدة العيد العامرة بالحلويات، وإن أغرتنا؛ فغالباً ما تتركنا أمام تحدي استعادة الرشاقة واللياقة!
وهنا لابدّ من خارطة طريق شاملة لاستعادة الحيوية والوزن المثالي لنثبت أنّ العيد يمكن أن يكون بداية جديدة لنمط حياة صحي ومستدام.
بداية جديدة
وهنا أشارت اختصاصية التغذية د. داليا حسامو ومن خلال حوار مع صحيفتنا” الحرية” إلى أنّ أولى الخطوات في التعافي من إفراط العيد، تبدأ بتغيير نمط الأكل وذلك بتجنب تناول وجبات كبيرة دفعة واحدة، والتوجه بدلاً من ذلك إلى تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة متعددة على مدار اليوم، كما نصحت بضرورة الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً، حيث يعزز ذلك الشعور بالشبع ويقلل من كمية الطعام المتناولة، كما يجب تجنب الأكل مباشرة قبل النوم، واستبدال أكل الحلويات بالفواكه والخضراوات الطازجة بكميات” محددة.
ضروريات
وأضافت حسامو أنه يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين، مع ممارسة النشاط البدني بانتظام، وضرورة شرب كميات كافية من الماء بما يعادل (8-10 أكواب يومياً)، حيث إن تناوله يسهم في تعزيز الشبع ويحسن الأيض، مشددة على أهمية وجبة الفطور المتوازنة، مع إدارة التوتر لتجنب الأكل العاطفي، والابتعاد عن المشروبات السكرية المحلاة.
فن” الاعتدال”
وعن كيفية الموازنة بين بهجة المناسبات الاجتماعية والحفاظ على وزن صحي، تقول حسامو: إنّ”الاعتدال فيما نرغب بأكله هو المفتاح؛ لا الحرمان”، فتناول الأطعمة المفضلة بكميات معتدلة، عند حضور الولائم، يجب أن نبدأ بتناول الخضراوات أو الشوربة لتهيئة المعدة، مع تقليل كمية الأطعمة الدسمة، والمشي اليومي لمدة (نصف ساعة إلى ساعة) بعد الوجبات، يعد من أفضل الأنشطة لرفع معدل الحرق وتكسير الدهون.
كما شددت على أهمية شرب الماء بانتظام (كوب كلّ ساعتين)، ويمكن اختيار الحلويات بذكاء، ويكون ذلك بالتركيز على نوع أو نوعين مفضلين وتجنب المقلية أو المحشوة بالسمن، كما حذرت من قلة النوم التي تؤثر سلباً على هرمونات الجوع وتزيد الشهية.
توقيت الوجبات
وبالحديث عن توقيت الوجبات ودورها المحوري في عملية الأيض وفقدان الوزن، أوضحت حسامو أنه يجب عدم إهمال وجبة الإفطار، مع إمكانية تأخيرها لـ3 ساعات بعد الاستيقاظ ، لكن الأهم هو تجنب الأكل المتأخر؛ فمعدل الحرق ينخفض مساءً، ويفضل أن تكون آخر وجبة قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل.
النمط الأمثل
وهنا أشارت حسامو إلى أنّ النمط الأمثل اللأكل هو ثلاث وجبات رئيسية و”سناكين” خلال اليوم، لتقليل الجوع المفرط وتثبيت مستويات السكر في الدم، كما حذرت من التجويع أو تقليل الوجبات بشكل مفرط، لأنه يبطئ عملية الأيض (الاستقلاب)، مؤكدة أن “الهدف هو تنظيم الأكل لا حرمان الجسم.
محفزات الاستقلاب
وعن الأطعمة والمكملات التي تعزز الأيض وتسرع خسارة الوزن بعد العيد، بيّنت الاختصاصية أن هناك قائمة من الأطعمة الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها مثل: “الشاي الأخضر، القرفة، الزنجبيل، القهوة، خل التفاح، الفليفلة الحمراء، بالإضافة إلى فواكه كالأناناس، الكيوي، الكريب فروت، والليمون”، بالإضافة للأغذية الغنية بالألياف كالمصادر الخضراء الورقية (الخس، الجرجير)، وجميع مصادر الحبوب الكاملة، والتفاح، جميعها تسهم في تقليل امتصاص الدهون وضبط مستويات الكوليسترول الضار.
مكملات
ونوهت حسامو بوجود مكملات متعددة منها: القهوة الخضراء – الكروميوم -مكملات خل التفاح – الأناناس والزنجبيل -كارنتين – الفلفل الحار -CLA حمض أميني يساعد في حرق الدهون وزيادة الكتلة العضلية، والكافيين -اليوهمبين.
خارطة طريق آمنة للرشاقة
وقدمت حسامو مجموعة من النصائح الفعالة وهي: (البدء بخطة واقعية وبسيطة- تقليل السعرات الحرارية تدريجياًـ شرب الماء بانتظام- ممارسة النشاط البدني يومياً ولو لمدة 20 دقيقة- تناول البروتين بكميات معتدلة في كل وجبة- تنظيم الوجبات وعدم تخطي الفطور- تقليل السكريات والمشروبات الغازية- الحصول على قسط كافٍ من النوم بما يعادل (-8 ساعات يومياً- وزن الجسم مرة واحدة أسبوعياً).
محاذير
ومن المحاذير الهامة التي أوضحتها تجنب الأنظمة الغذائية القاسية أو الحميات السريعة، و عدم الاعتماد الكلي على المكملات أو الحبوب لخسارة الوزن، بالإضافة لعدم تجاهل وجبة البروتين بعد ممارسة الرياضة، وعدم إهمال أي وجبة من الوجبات الرئيسية والسناكات، مع تجنب الحميات التي تعتمد على صنف غذائي واحد، إضافة لعدم إهمال أي مكون غذائي ضروري لعملية الأيض.