آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » فارق العمر… متى يكون مقبولًا..ومتى يصبح خطرًا؟

فارق العمر… متى يكون مقبولًا..ومتى يصبح خطرًا؟

 

 

بقلم د. يزن عبده

 

 

حين يُطرح موضوع الزواج، يظهر دائمًا سؤال محوري: كم يجب أن يكون فارق العمر بين الزوجين؟ وهل يؤثر هذا الفارق على جودة العلاقة واستقرارها؟ بعض الأزواج ينجحون رغم فوارق عمرية كبيرة، وآخرون يتعثرون رغم تقارب أعمارهم. فما السر؟ ومتى يصبح فارق العمر عامل بناء، ومتى يكون سببًا للتباعد؟

أولًا: فارق العمر ليس مشكلة بحد ذاته، بل ما يصاحبه من وعي أو غيابه

السن مجرد رقم إذا كان الطرفان يمتلكان نضجًا نفسيًا وفكريًا يقود العلاقة بحكمة. أما إذا كان أحدهما في طور الاكتشاف والتجربة، والآخر تجاوز ذلك بسنوات، فإن فجوة التفاهم تصبح حتمية.

ثانيًا: اختلاف مراحل الحياة يصنع فجوة الاهتمامات

عندما يكون أحد الطرفين في مرحلة بناء الذات والطموحات، والآخر في مرحلة الاستقرار والهدوء، قد تنشأ صعوبات في التناغم اليومي. فبين من يريد السفر وخوض المغامرات، ومن يبحث عن الاستقرار والسكينة، تتباين التطلعات.

ثالثًا: الجانب الاجتماعي لا يمكن تجاهله

نظرة المجتمع قد تُلقي بظلالها على العلاقة، خاصة حين يكون الفارق كبيرًا وغير معتاد. قد يتعرض الطرفان لتعليقات جارحة أو أحكام مسبقة تؤثر على مشاعرهم وعلى تقديرهم الذاتي، ما لم يكونا مستعدين لمواجهتها معًا.

رابعًا: اختلاف التوقعات حول الأدوار الزوجية

قد يحمل الطرف الأكبر سنًا تصورًا تقليديًا عن العلاقة، بينما ينظر الطرف الأصغر إليها بروح شراكة حديثة. هذا التضاد في التوقعات قد يولّد احتكاكًا مستمرًا ما لم يتم التعامل معه بحوار واضح ومبكر.

خامسًا: الجانب البيولوجي لا بد من التفكير به

حين يكون الفرق في العمر كبيرًا، خاصة إن كانت المرأة أكبر سنًا، فقد تتأثر خطط الإنجاب، أو مراحل النمو الأسري. كما أن اختلاف النشاط الجسدي والقدرة على التفاعل مع الأبناء قد يخلق نوعًا من الفجوة في المستقبل.

سادسًا: النضج لا يقاس بالعمر فقط

كم من شاب في الثلاثين أكثر حكمة من رجل في الخمسين، وكم من فتاة ناضجة رغم صغر سنها. لذا فإن التركيز على فارق العمر وحده دون النظر في السمات الشخصية والقدرة على التفاهم هو تبسيط مُخل.

سابعًا: ما هو الفارق المقبول منطقيًا؟

لا توجد قاعدة ثابتة، لكن في معظم الثقافات يُعتبر الفارق بين 3 إلى 10 سنوات مقبولًا إذا توافرت عوامل النضج والتوافق. أما الفارق الذي يتجاوز 15 عامًا، فيحتاج إلى وعي استثنائي وإرادة مشتركة لتعويض الفارق الزمني بالتفاهم الحقيقي.

ثامنًا: متى يصبح الفارق خطرًا؟

إذا شعر أحد الطرفين بأنه “يربّي” الآخر بدلًا من أن يشاركه الحياة، أو إذا بدأت العلاقة تأخذ شكل علاقة “أبوة/أمومة” بدلًا من الندية، فهنا يكمن الخطر. كذلك إذا بدأ الطرف الأكبر يشعر بالغيرة من شباب الطرف الآخر، أو العكس، فقد تدخل العلاقة في متاهات نفسية معقدة.

خاتمة

فارق العمر لا يُقاس بالسنين وحدها، بل بالقدرة على التفاهم، الاحترام، والانسجام في الأحلام واليوميات. فإن وُجدت هذه العناصر، غاب العمر عن المعادلة. وإن غابت، حضر العمر كعقبة مهما كانت بسيطة في ظاهرها. فليكن القرار مبنيًا على نُضج لا على انبهار، وعلى وعي لا على اندفاع.

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجهولون يعتدون بالضرب على شابة سورية في البداوي شمالي لبنان

تم نقل الشابة إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج. أقدم مجهولون يستقلون سيارة من نوع “نيسان” اليوم الثلاثاء على الاعتداء بالضرب المبرح على الشابة “م.س” من ...