فاوست والخيميائي..وحالنا.!!

باسل علي الخطيب

أن يتصل بك أحدهم ويعرض بيع كليته لمن يشتري، وقد مسه الضر حتى لم يبق غير هذا الحل، وسوى ذلك أن فيه من عزة التفس مايضاهي بها جاه الملوك أن تلك اليد لن تمتد لتسأل إلا إلى السماء….
إن يحصل هذا – وقد حصل – فتتجمد عاجزاً و قد أعياك الرد، وتلك الأحرف الثمانية والعشرين ليست كافية لتسعفك برد تبرر به عجزك أو تبحث فيها عن مواساة، فلا تجد إلا أن تضرب خمساً بخمس، وتكاد تنثني على خاصرتك ألماً، و لسان حالك يقول أن لاحول ولاقوة إلا بالله….
هذا هو الرد الوحيد المناسب: لاحول ولاقوة إلا بالله…..
هذا ولم اخبركم عن بقية الرسائل والاتصالات والتي هي بالالاف، اول كل رسالة أن الحمد لله، وختامها أن لاحول ولاقوة إلا بالله، ومابين هذا وذاك كل ذاك الوجع والألم والعجز والفقر….
نعم….
هذه هي الحال، و لم يبق في الحيل من حيل، و الناس صارت تقاتل بالرمق الأخير لتحافظ على الرمق الأخير، و قد صار اغلبها تحت خط الخبز، وتحت خط حبة الدواء….
والحال هذه إياها، ومع هذا ترى مترفينا إياهم (يتاكدشون) بعضهم بعضا أيهم يمثلنا، و بين أرجل هؤلاء واولئك كل تلك المجالس و السياسيين والاعلاميين و الناشطين و المؤثرين يتقاذفون التهم فيما بينهم تخويناً و تكفيراً، و خذ على بيانات و (فيديوهات)، وكلها ليس لها في ميزان العلم النافع أو العمل الصالح من ذرة واحدة…..
نعم،كل تلك البيانات، كلها دون استثناء، لم تطعم مسكيناُ أو كفلت يتيماً أو فكت ضائقة أسير، والأنكى من ذلك أنه إن تحرك احد ما هنا في الداخل ليساعد أهله باي طريق كانت انقضوا عليه تخويناُ وتكفيراُ، و حتى تتحقق تلك التي يسمونها شر البلية مايضحك، تراهم يتحدثون باسم (الولاية)، وكأن (رضوان) إياه قد أعطاهم نسخاً عن المفتاح…..
تستغربون الكلام أعلاه؟؟!!!….
استغرب انكم تستغربون، ألم يقل الله في محكم تنزيله:
وإذا أردنا إن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا….
؟؟!!!….
نغم مترفونا إياهم والذين ذات نظام قد كدّسوا ماكدّسوا من أصفر واخضر، وقد كانوا قبل ذلك يوزعون صكوك الوطنية والغفران، وذات سقوط كانوا على أول طائرة حيث اموالهم او ودائعهم… ودون تلك الودائع دماء و كرامات و اعراض وقطرات عرق….. اولئك إياهم الذين سرقونا واستعبدونا ذات (حرب كونية)، و هم إياهم يريدون ان يعيدوا تلك الأيام سيرتها الاولى و الهدف ظهورنا عبر تلك اللقمة، وسبيلهم إلى ذلك تلك المجالس باشكالها المختلفة والسياسيين والناشطين وأصحاب المنصات والمؤثرين….. والويل كل الويل لمن يعارض، فهم على بعضهم كلاب مسعورة؟؟!!.. فكيف علينا؟؟!!… عدا عن ذلك مازالوا حتى تاريخه يعتقدون أنهم وحدهم دون غيرهم يمتلك حق توزيع تلك الصكوك أعلاه…

نعم شهور عشرة مضت تقريباً، ولم نسمع أن أحدهم أطعم مسكيناُ أو كفل يتيماً أو فكّ ضائقة عائلة اسير، لم نسمع منهم الا بيعهم لتلك الأوهام والاكاذيب عبر صغارهم، صغارهم إياهم الذين صار عندهم مجالساً مختلفة، او صار عندهم صفحات ومنصات ومواقع….
وكلهم، كلهم، كلهم دون استثناء يبيعون الوهم….
تتسمع لأحدهم وتكاد تظن أنه اتى لتوه من عشاء عمل مع دونالد ترامب إياه…
وهو في حقيقة الأمر ينتظر آخر الشهر ليقبض ذاك الشيك….
ثمن النباح أو النواء….
و انت يامن تتابعهم وتصفق لهم، تبدأ حالتك بالاستماع لهم و رغيف الخبز يعجزك، و تنتهي من الاستماع لهم ومازال رغيف الخبز يعجزك، ولكن صرت تحتاج اضافة لذلك الى حبة للضغط أو السكري…..
نعم يقول المثل: من يجرّب المجرّب يكون عقله مخرب….
اولئك المترفين يستطيعون بدفتر واحد من دفتر شيكاتهم أن يقيلوا عثرة الاف العائلات، ولكن دفاتر الشيكات تلك لم توجد إلا لتركيب السروج عبر تلك اللقمة….

عنونت مقالي ب ( فاوست)….
هذه مسرحية كتبها غوته….
فاوست هو رجل باع روحه للشيطان ليحقق له كل مايريد…
نحن لانملك هذا الترف….
ولكن لدينا ذاك الحديث إياه:
المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين…
فهل انتم مؤمنون؟؟….
على فكرة فاوست كان خيميائياً…
بعد أن كتب غوته مسرحيته (فاوست) ب 150 عام تقريباً، كتب باولو كيلو رائعته الروائية (الخيميائي)…
كتبها عن راع قطع المسافة من اسبانيا إلى الاهرامات في مصر للبحث عن الكنز – الحقيقة…
وعندما وصل الأهرامات اكتشف ان تلك الحقيقة هي مدفونة في بيته تحت شجرة زيتون…
اسألكم جميعا كم من رحلة طويلة قطعناها حتى تاريخه؟؟…
ألا يكفي كل هذا الترحال؟؟….
والحقيقة موجودة في كل بيوتنا….
تلخصها تلك الجملة إياها:
أتيتكم بجلبابي هذا….

(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)