لجينة سلامة:
في تظاهرة فرح الطفولة ٢٠٢٣، التي أقيمت برعاية وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا على خشبة مسرح طرطوس القومي، كان الأطفال على موعد مع أوقات ممتعة أيام عيد الفطر السعيد.
البداية كانت مع مسرحية (الوردة الحمراء) من إعداد وإخراج أمل العلي وبمشاركة 18طفلة، استوحت فكرتها من الواقع والتي تتمحور حول رفض الآخر وعدم تقبل الاختلاف، بعيداً عن الوعي لأهمية هذا الاختلاف الذي يولّد كل ما هو إيجابي.
لاقى العمل تفاعلاً جميلاً من الأطفال مدعوماً بعدد من الأغاني القريبة إلى عالم الطفل ومطعّما برقصات الباليه والجمباز، من عمل مدربة الباليه الكوتش آية المحسن ومدربة الجمباز الكوتش دلال العلي.
عن التظاهرة تقول المخرجة أمل: ليس هناك أجمل من زرع الفرحة في القلوب والبسمة على وجوه أمل الغد، فكيف إذا ترافقت مع مناسبة العيد وفي ظل معوقات عدة، إلا أن المسرح كان يضج بالحضور صغاراً برفقة الأهل الذين حرصوا على متابعة هكذا نشاطات، وهو الأمر الذي يدل على التعطش لكل ما هو جديد وممتع وذات غاية نبيلة تعنى بحياة الأطفال.
في اليوم الثاني للعيد كانت مسرحية (المزرعة السعيدة) من تأليف غادة عيسى مديرة المسرح، وإخراج وعد الجردي التي استطاعت أن تجسد شخصيات العمل الحيوانية من خلال مسرح العرائس- مسرح الدمى- واستطاعت أيضاً أن تجلب الفرح والسعادة لقلوب الحضور وأهاليهم، وأوصلت رسالة العمل بمهنية عبر طرح المشكلة والحل المناسب بكل منطق وموضوعية عندما ركزت على التأثير السلبي لجهاز الموبايل على الأطفال في إبعادهم عن التفاعل مع المحيط والإهمال في الدراسة، من دون إغفال دوره في كونه مصدراً للمعلومة أو وسيلة ترفيهية، وكل ذلك على لسان شخصيات العمل وهي الحيوانات القريبة والمحببة للأطفال والأكثر تأثيراً في خيالهم المطلق.
وعن توقيت هذه التظاهرة المسرحية تقول الجردي: العرض في العيد كان توقيتاً مناسباً، فهو الفرصة التي يجتمع فيها الأهل مع الأولاد، فكم جميل ذلك الوقت الذي يكونون فيه سوياً في المسرح حيث الفرح والمعلومة والفن المحترم.
اختتام أيام التظاهرة كان مع مسرحية (حلم) من إخراج ونص أنس حرفوش وأداء (فرقة شهرزاد) لومضات مسرحية مع رقصات، من خلال السكيتشات المحملة رسائل اجتماعية للكبير والصغير، بالإضافة للرقصات الفلكلورية والتعبيرية المتنوعة.
وقدمت (شهرزاد) جديدها من الحوارات المسرحية، حيث اعتادت (شهرزاد) سابقاً على استعراض لوحات راقصة لكن هذه المرة قدمت مشاهد مسرحية للأطفال واليافعين.
أما عن مشاركة (شهرزاد) في التظاهرة فترة العيد تقول حرفوش: جاء التوقيت مناسباً للأطفال ليشعروا بفرح العيد من خلال مشاركتهم بالدرجة الأولى بهكذا نشاطات، وللحضور الذي هو بحاجة أيضاً إلى مساحة فرح وسعادة وضحكة نفتقدها خلال حياتنا اليومية.
”فرح الطفولة على المسرح”
مشكورة وزارة الثقافة وعبر نوافذها المسرحية على حرصها في أن يكون للأطفال نصيب من الفرح وبالأخص في العيد تدخله إلى قلوبهم الكبيرة رغم صغر أعمارهم في عصر التسارع والسلعة الذي يأخذنا جميعاً صغاراً وكباراً إلى التفكير فقط بتلبية الحاجة ليس إلا وإن فقدنا البراءة وجزءاً من عالم الطفولة البسيط.
لقد استطاعت التظاهرة وعبر عناوينها الثلاثة أن تدخل عالم الطفولة في عام ٢٠٢٣ وتسلط الضوء على المشاكل الاجتماعية والثغرات التي تعكر صفوه والذي هو بأمس الحاجة إلى الهدوء والاستقرار لمتابعة حياته، مشبعاً بالمحبة والرغبات الإنسانية ليعيش بسلام ووئام.
تناولت التظاهرة على ألسنة الأطفال أو الشخصيات الحيوانية أغلب شؤون هذه الشريحة الاجتماعية وشجونها وحاجاتها وشجعت للعمل على تحقيق الحلم بالصبر والأمل والسعي في سبيل أن نحيا كما نحب ونرغب، خاصة وأننا نعيش في ظل ظروف قاسية وفي ظل اختراق التكنولوجيا لعالم أطفالنا ومساهمة الأهل بشكل أو بآخر في هذا الاختراق من دون وعي أو انتباه للمخاطر الجسيمة لأجهزة الموبايل وهي في أيدي أبنائهم، فتبعدهم عن واقعهم الحيّ الفعّال الذي يجب أن يكون متفاعلاً دائماً مع المحيط، لا أن تسلب طاقاته وإمكانياته في زوايا مظلمة.
(سيرياهوم نيوز ٤-الثورة)