حسين فحص
لا يمكن تعداد أفضل منتخبات كرة القدم الآسيوية دون ذكر إيران. بطل كأس آسيا في ثلاث مناسبات يدخل الاستحقاق المرتقب وعينه على لقبٍ رابع، فهل يتسيّد «تيم ملي» القارة الصفراء مرة جديدة؟
كانت إيران أفضل منتخبات آسيا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث فازت بثلاثة ألقاب متتالية في أعوام 1968 و1972 و1976. ومنذ ذلك الحين، ضلّ منتخب «أسود فارس» طريق منصة التتويج، آملاً برفع كأس قارية طال انتظارها على الأراضي القطرية لمعادلة رصيد اليابان بأربعة ألقاب في النسخة الثامنة عشرة من البطولة.يحتل المنتخب الإيراني المركز الـ21 ضمن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كثاني أعلى التصنيفات الآسيوية بعد منتخب اليابان (17).
مكانة متقدّمة جاءت بفعل التسلسل الإداري السليم كما الثبات الفني. لطالما ضمّ المنتخب كوكبة من ألمع اللاعبين، الذين زيّنوا كبرى الأندية في مختلف القارات. يبقى المهاجم «الأسطوري» علي دائي على رأس عرش كرة القدم الإيرانية، حيث كان أفضل هدّافي العالم برصيد 109 أهداف دولية لفترة طويلة قبل أن يتسلّم البرتغالي كريستيانو رونالدو (128) الشعلة منه.
بعيداً عن دائي، تضمّ المنظومة الحالية للمنتخب الإيراني أسماءً مميزة، يبرز منها القائد ولاعب فريق آيك أثينا اليوناني إحسان حاج صافي، كما نجم بورتو البرتغالي مهدي طاريمي. ورغم الأداء غير المقنع لهذا الأخير في الفترة الماضية على الأراضي البرتغالية، إلا أن تسجيله خمسة أهداف في آخر سبع مباريات دولية يبدّد قلق الجماهير الإيرانية.
ومن الأسماء المميزة في المنتخب، يبرز أيضاً مهاجم روما الإيطالي ساردار أزمون ولاعب هال سيتي الإنكليزي أللاهيار صیادمنش…
كان تشكيل 4-2-3-1 التكتيكي هو المفضّل لإيران في المباريات الأخيرة، مع وجود علي رضا بيرانفاند صاحب الخبرة في المرمى.
تضم المنظومة مزيجاً جيداً من الشباب وعناصر الخبرة، ما يجعل الإيرانيين على رأس المرشحين لنيل اللقب. في هذا الإطار، أكّد مدرب المنتخب أمير غالينوي قبيل انطلاق البطولة تماسكَ الفريق الواضح، حيث قال: «لقد أخبرت لاعبي فريقي أن الأسماء لا تلعب في ملعب كرة القدم، بل شغف أصحابها وجودتهم هما اللذان يميّزانهم».
حقّق المنتخب 11 انتصارات وتعادلين في 13 مباراة بقيادة غالينوي
وحقّق المنتخب 11 انتصارات وتعادلين في 13 مباراة بقيادة غالينوي، منذ تعيينه مدرباً لإيران للمرة الثانية في مارس/ آذار 2023 خلفاً للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي استقال من منصبه بعد مونديال قطر، حيث ودّع المنتخب الإيراني البطولة مجدّداً من دور المجموعات للمرة السادسة في 6 مشاركات.
وكان غالينوي تولّى تدريب المنتخب الإيراني من عام 2006 إلى عام 2007 دون تحقيقه نجاحاً لافتاً، لكنّ تتويجه بـ5 ألقاب محلية مع أندية إيرانية مختلفة منحه فرصة ثانية رفقة أسود فارس.
تشارك إيران في البطولة من بوابة المجموعة الثالثة، حيث تلعب مع فلسطين (14 يناير/كانون الثاني) وهونغ كونغ (19 يناير/كانون الثاني) والإمارات (23 يناير/كانون الثاني). الاستقرار الفني والإداري يجعل المنتخب الإيراني قادراً على الذهاب بعيداً في البطولة، ولمَ لا، التتويج بلقبه الرابع تباعاً.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية