*راميا بدور
في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون أن ما حدث ويحدث في بلدنا ,ما هو إلا مؤامرة كونية (من داخل وخارج الوطن) لسلب ممتلكاتنا وطاقاتنا و حتى كرامتنا ,و محاولة حثيثة لإيصالنا إلى أدنى مستوى من المعيشة فإنني أرى أن ماحدث ويحدث فرصة..فرصة ذهبية للعودة إلى إنسانيتنا بعد أن وصل مستواها فعليا للقاع وقاع القاع أيضا..فرصة لزيادة كمية الحزن والألم والأسى ..فتلك المشاعر وحدها كفيلة بأن تجعلك إنسانا أكثر ..فتصبح عمليا أكثر شعورا بالغير ..فالحزن والألم هما أكثر المشاعر التي يتميز بها الإنسان عن سواه من الكائنات..
ما يحدث هو فرصة لتقدير ما تملك وما كنت تملك وما ستملكه لاحقا مهما كان بسيطا..فرصة لمحاسبة أنفسنا على التقصير في محبة الخير ..ومحبة الغير..ومحبة الحياة على بساطتها .. نعم كانت على بساطتها أرقى وأجمل ,فالمهم أنها كانت تهدينا خبزها وماءها وهواءها على طبق من فضة مقابل مال زهيد ووقت زهيد وحتى..تعب زهيد.
فرصة لنتعلم أن سيف الوقت لا يرحم ولا ينتظر..فالعدو الأكبر لك هو الوقت وهو العدو الذي لا يمكنك أن تغلبه مهما كانت قدراتك..
سيف الوقت لن يعطيك فرصة أخرى .عليك أن تعيش كل شيء في وقته..لاتؤجل ولا تلغي ولا تستهين بأي شي قد يكون هو ركيزتك لتكمل حياتك
سيف الوقت لن ينتظرك لن يعطيك فرصة أخرى ,لتعيش الحب..لتنجب طفل..لتجلس مع عائلتك..لتكون محبا لمن يحتاجون محبتك في الوقت المناسب
فرصة لتعلم أنك كنت تهدم كل شيء جميل لم يكن بإمكانك أن تراه جميلا قبل أن يحدث كل هذا الخراب من حولك
فرصة لتعلم أن وجود جار محب..وصديق مخلص..وأخ وفي..وأم حنونة ..ليست أمور عادية بل هي نعمة ..وأجمل النعم
فرصة لتتخلص من الغل والحقد والحسد وحب الأذية
فرصة لتعلم أن ما خلقت فيه عليك أن تبقى عليه..خلقت إنسانا..فعليك ومن واجبك بل ومن المهم جدا أن تبقى إنسانا.
(سيرياهوم نيوز9-9-2021)