دمشق – خاص بـ”رأي اليوم”:
اختفت جرّاء الأزمة المعيشية والاقتصادية الحادّة في المدن السورية وعلى رأسها العاصمة دمشق وضواحيها العديد من مظاهر الزواج الذي رافقت المجتمع السوري بعقود خصوصا مع وصول نسبة المواطنين الذين يمكن تصنيفهم تحت خط الفقر إلى نحو 80% حسب تقارير اللجان الدولية التي تتابع الملف السوري.
ويؤكد ناشطون سوريون حصول تبدّلات وتغييرات حادة في المنظومة الاجتماعية المتعلقة حصريا بمظاهر الزواج والاقتران والاعراس حيث تخلو الصالات المتوسطة والراقية الآن باستثناء نادر وكذلك قاعات الفنادق من تلك الاحتفالات المبهجة كما تؤكد لـ”رأي اليوم” الناشطة الاجتماعية المختصة بمتابعة الاسرة السورية هدى الحسني.
بالنسبة للناشطة الحسني ومجموعتها تم التأكيد على اطلاق مبادرة لتمكين الشباب السوري من الجنسين خصوصا في الاحياء الفقيرة او المعدمة من اتمام مراسم الزواج والزفاف بالحد الادنى من التكاليف مع ان غلاء الاسعار قدم مساهمة فعالة وكبيرة في انقراض العديد من العادات الاجتماعية.
اختفت تلك الخيم التي كانت تقام في الاحياء الشعبية.
وارتفع سعر الذهب بشكل جنوني حيث يبلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 172 الف ليرة سورية على الاقل ومبادرة جمعية العفة التي تساعد العرسان الشباب في محيط دمشق العاصمة بدأت تحث الاهالي والعائلات على استبدال الذهب بالإكسسوارات البسيطة وهنا يؤكد تاجر الصاغة في سوق الحميدية معتز البلوي بان مبيعاته انخفضت في السنوات العشر الماضية الى حدود لا تسمح له بالإنفاق على بقاء وصيانة محله التجاري.
يتفهم البلوي ما يحصل مع السوريين.
لذلك لجأ الى التوقف عن شراء المزيد من الذهب ووضع في محله التجاري عدة أرفف من الاكسسوارات بسيطة الصنع.
تتحالف العائلات اليوم فيما بينها لإتمام الزفاف بالحد الادنى من النفقات حيث الاكتفاء بخاتم من الفضة المصنعة محليا.
وحيث لا مهور بعد الان واختفت تماما الولائم كما يقول البلوي وغابت مظاهر الاعراس ويكتفي اهالي الحي والمجاورين بجلسة جماعية في الازقة والحواري بهدف اشهار الزواج.
ومن يستطيع تقديم فنجان القهوة المرة العربي الشهير من العرسان الجدد يحقق انجازا فسعر الكيلو الواحد اصبح 22 الف ليرة سورية وهذا الرقم يعادل نصف رواتب الفئة الاولى من العمال والموظفين.
ويتم الاستعاضة عن فنجان القهوة الذي رافق لعقود طويلة الشعب السوري بعبوة بلاستيكية من الشاي مع حلوى بسيطة تصنع في المنازل البائسة علما بان كيلوا الشاي الواحد يبلغ نحو 60 الف ليرة سورية.
ويتم الآن تعميم مبادرات اجتماعية للاكتفاء بأبسط احتفال ممكن فيما اصبح استئجار الشقة بهدف الزواج من الاحلام والشبان المضطرون يوافقون على الاقامة اما في منازل بعيدة ومناطق نائية تخفيضا للنفقات او في غرف صغيرة عند اهل الزوج او الزوجة.
غياب مظاهر الأعراس والاحتفالات اصبح متلازما ويعبر عن الازمة المعيشية وبدلا من استئجار فرقة فنية في الازقة لإحياء رقصة العراضة الشامية الشهيرة تعاني الفرق الفنية مثل ما يقول وليد قيس وهو احد مؤسسي فرقة عراضة متخصصة في الاحتفالات والاعراس بالقرب من حي المالكي الشهير بالعاصمة يقيم الفقراء والبسطاء رقصة العراضة الخاصة بهم في الزقاق باستخدام عصا وعبوة حديد تصدر صوتا مع ترديد الاهازيج المطلوبة من قبل الاطفال والموجودين وبدون توفر القدرة على استجار فرقة محترفة.
لولا المسلسلات والأرشيف القديم – يقول قيس – لاختفت رقصة العراضة المحترفة جدا من ارشيف العائلات السورية خصوصا وان ابتهاجات الاعراس البسيطة يتم فيها تقديم ابسط نوع من حبوب الحلوى الصغيرة جدا والمصنعة محليا بدلا من الشوكلاتة التي لا يقوى غالبية السوريين ليوم على شرائها لمناسباتهم الاجتماعية.
سيرياهوم نيوز 6 – الرأي اليوم