رشا محفوض
بيئة العمل المعقدة في عصرنا الحالي خلقت صعوبات كبيرة أمام المؤسسات في اتخاذ قراراتها وحل مشكلاتها بشكل فردي لذلك يعتبر موضوع فريق العمل من أهم المواضيع الإدارية لدوره في تحديد المشاكل ووضع مقترحات تحسين الأداء وتطوير التفاعل بين العاملين ومع الإدارة ما يسمح باحترام الذات وتقديرها وينعكس إيجاباً على الأداء وزيادة الإنتاج.
ويبدأ الكتاب الصادر حديثاً بعنوان (فريق العمل ما بين السمات القيادية والأخلاقية) للدكتور وليد حديفة بوضع تعريف لفريق العمل بأنه مجموعة أفراد مرتبطين بعمل ما لتحقيق هدف معين موضحاً أن هذا الفريق يجب أن يتمتع بسمات لكي يكون فعالاً من خلال امتلاك رسالة واضحة الأهداف والعمل بإبداع واتخاذ القرارات بالإجماع وضرورة وجود علاقات قوية بين أعضائه.
ويوضح الكتاب أهمية التفكير الإبداعي لأنه ظاهرة قديمة منذ وجود الإنسان تحتاج إلى التأمل والتفكير والمغامرة والجرأة وتحمل سهام المعارضين إضافة إلى الربط والمقارنة بين عنصرين أو موقفين مبينا الأساليب التي تجعل من الشخص مفكراً مبدعاً بطرق بسيطة من خلال تخصيص خمس دقائق للتأمل يومياً مع رسم صور فكاهية أثناء عملية التفكير وممارسة رياضة المشي وغيرها.
ويتوقف مؤلف الكتاب عند مسألة مهمة تتمثل في تحفيز فريق العمل لتبني عملية التغيير من حيث تقديم أنواع مختلفة للتحفيز من المادي الذي يعتبر من أهم الأنواع إضافة إلى المعنوي مستعرضاً نماذج التغيير التي وضعها خبراء الإدارة في العالم.
وفي الكتاب تأكيد على أهمية تنظيم وقت الفريق وتحديد أولوياته لتحقيق نتائج على المستوى العالي مع ضرورة استخدام الذكاء العاطفي كوسيلة للتواصل مع أعضاء الفريق والذي يعد من أهم الوسائل للتعرف على انفعالات الفرد وبالتالي التحكم في سلوكه وتفكيره.
ويفرد حديفة فصولاً واسعة للحديث عن الأخطاء التي يرتكبها بعض المديرين في بناء فريق العمل كسوء اختيار عناصر الفريق وعدم تعريف الموظفين بأعمالهم والتسرع باتخاذ القرار أو محاولة منع الفريق من إظهار الخلافات وتسويتها مؤكداً أهمية الأخلاق المهنية في العمل من أجل نجاحه.
يذكر أن الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 103 صفحات من القطع الكبير أما مؤلفه الدكتور وليد حديفة فهو حاصل على دكتوراه في العلاقات الاقتصادية والدولية من كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق وهو دكتور محاضر بكلية الاقتصاد الرابعة قسم إدارة الأعمال.
سيرياهوم نيوز 6- سانا