تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول خطر وجودي على إيران قد يترتب على التصعيد الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان.
وجاء في المقال: كان يظن، على مدى طويل، أن جنوب القوقاز ساحة معركة بين روسيا وتركيا والغرب (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، حيث يلعب الجميع “ضد الجميع”. ولكن، أضيفت الآن إلى المعادلة جمهورية إيران الإسلامية. الدولة (التي خلاف الدول الغربية) لا تنظر إلى الصراع في القوقاز بوصفه معركة من أجل النفوذ، إنما ترى فيه صراعا يهدد وجود الدولة الإيرانية.
بل عبّرت الخارجية الإيرانية بتفصيل أكبر، فحددت موقف البلاد من الصراع الحالي بين أرمينيا وأذربيجان. وبحسب طهران، يجب الحفاظ على وحدة أراضي أرمينيا بأي ثمن.
بالنسبة للبعض، قد يبدو أن إيران تسير في الطريق الذي عبّدته فرنسا. فهي، على خلفية موقف روسيا الحذر، تحاول إظهار استعدادها للدفاع عن أرمينيا، وبالتالي انتزاع ورقة السيطرة على هذه الجمهورية القوقازية من موسكو.
إنما الأمور أكثر تعقيدا من ذلك. فـ للإيرانيين، خلاف فرنسا (وتركيا والولايات المتحدة والجهات الغربية الفاعلة الأخرى)، مصلحة في روسيا قوية في منطقة القوقاز. وفي حين أن إيران تعد سوريا مجالا لنفوذها وتشعر بالغيرة من وجود لاعبين آخرين هناك (بما في ذلك روسيا)، ففي منطقة القوقاز ترى طهران خاصرة ضعيفة خطيرة، أي منطقة يمكن أن تأتي منها مخاطر للجمهورية الإسلامية، إذا كانت هذه المنطقة نفسها تحت سيطرة قوى معادية لإيران، سواء، أمريكيا أو تركيا أو إسرائيل.
لا تستطيع إيران حل هذه المشاكل بمفردها. فهي غير قادرة على السيطرة الكاملة على جنوب القوقاز. فهناك كثير من اللاعبين هناك ولهم مصالح كبيرة في المنطقة. لذلك، لطهران مصلحة في تقوية لاعبين عالميين في جنوب القوقاز لا ينوون استخدام المنطقة ضد إيران، واللاعب الوحيد الذي ينطبق عليه ذلك في الواقع هو روسيا. والإيرانيون قلقون للغاية من حقيقة أنهم لا يرون موقفا روسيا واضحا من هذه القضية. وتعني طهران بـ “الواضح”، قبل كل شيء، خط القوة. لهذا السبب كان على الحرس الثوري الإيراني الإدلاء بمثل هذه التصريحات الصارمة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم