تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، عن محاولات طهران دفع موسكو للاصطفاف معها في خلافها مع بلدان الخليج العربية.
وجاء في المقال: أبدت إيران الرسمية استياءها من مضمون الإعلان الذي وقعه ممثلون روس مع عدد من الدول العربية حول عدد من الجزر المتنازع عليها في الخليج.
الحقيقة هي أن إيران (التي تسيطر على الجزر) لا تعترف بالطبيعة المتنازع عليها لهذه الأراضي، فهي، بالنسبة إليها، ليست موضوعًا للمفاوضات.
من الواضح للجميع أن التوقيع على بيان مشترك يطالب يحل جميع القضايا بالطرق السلمية، خطوة طقسية بحتة. إن إدراج قضية الجزر، وهو أمر مهم لدول الخليج العربية، يعبر عن تقدير دبلوماسي للقادة العرب، الذين هم شركاء مهمون لروسيا. لكن الإيرانيين لم ترضهم التفسيرات الروسية.
ولزيادة حدة الصراع، تحاول طهران إجبار موسكو على تعديل سياستها في المنطقة. الحقيقة هي أن روسيا بنت نموذجًا فعالًا ومفيدًا للتواصل مع دول الشرق الأوسط: أن نكون أصدقاء مع الجميع وليس ضد أي أحد. بفضل سياسة عدم التدخل هذه، نأت روسيا بنفسها عن العديد من النزاعات الإقليمية، وتمكنت من تطوير العلاقات مع جميع القوى الإقليمية. وهو ما منحها مكاسب خلال العملية العسكرية الخاصة الحالية، بالتعاون مع كل من إيران والأنظمة الملكية العربية.
طهران لا يعجبها هذا النهج كثيرًا. فـالإيرانيون، على الرغم من سيرهم الحالي نحو المصالحة مع الدول العربية، يتمنون أن تنحاز موسكو إليهم بالكامل في كل الأمور. لذلك، من غير المستبعد أن يحاولوا استغلال البيان الروسي العربي المشترك للضغط على موسكو.
وفي الصدد، قال نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة دميتري سوسلوف: “على الرغم من محاولات إيران إجبار روسيا على الانحياز الاستراتيجي لمصلحتها، يجب على موسكو بكل الوسائل أن تواصل سياستها متعددة النواقل. أي الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول العربية وإيران وتركيا إسرائيل (إلى أقصى حد ممكن). يجب تفهم المساعي الدبلوماسية الإيرانية، ولكن في الوقت نفسه عدم التخلي عن النهج القائم”. (روسيا اليوم)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم