| ريانة اسماعيل
تستقبل بعض مخابر الأسنان في طرطوس المرضى ضمن المخبر وتقدم لهم معالجات تستوجب العلاج من طبيب أسنان حصراً في عيادة سنية حيث تتوفر المستلزمات الطبية المطلوبة، وتقوم هذه المخابر بأخذ طبعات لتجهيز قالب تجميلي أو تفصيل وتجهيز طقم أسنان متحرك أو ثابت في فم المريض (بدل أسنان)، ويقومون بإجراء إصلاحات الأسنان بدل الطبيب ضمن المخبر أحياناً، وكل هذه الأعمال غير مرخصة لمخبر الأسنان للقيام بها وبالتالي يعدّ هذا عملاً غير قانوني وخللاً ووجب التنويه من طبيب الأسنان؛ نظراً لأننا بحاجة لمكان عمل طبي آمن من ناحية التعقيم وأمان وسلامة المريض، والحد من عدد المرضى المتوجهين للعيادات السنية بقصد العلاج (ضرر مادي للطبيب) كما أن الطبيب يدفع ضريبة مالية أكبر من ضريبة المخبر، ولا يحق للمخبر استقبال المريض إلّا لأخذ اللون ويكون عادةً مُرسلاً من طبيب أسنان، أما عندما يقوم المخبر بالعمل مع المريض مباشرة فإنه يتم تجاوز طبيب الأسنان والحد من دوره وقطع رزقه بغير وجه حق.
مخابر الأسنان تقوم بكل ما يمكن القيام به من إصلاح أسنان وإصلاح أجهزة وتفصيل أجهزة بالمخبر لأي مريض وبناء على مواعيد..!
مصادر هذه المعلومات عدد من أطباء الأسنان والأشخاص الحريصين على سلامة الوسط المهني والمجتمع من أي فساد يحول دون تحقيق المصلحة العامة للجميع، وحرصاً على تطبيق النظام لنشرها في صحيفة تشرين وتوجيه الجهات المعنية لتوقيف هذا العمل المنافي للقوانين والأخلاق.
قمنا بتقصّي هذه الظاهرة وتبين لنا من خلال بعض المصادر المؤكدة بأن عدداً من مخابر الأسنان تقوم بكل ما يمكن القيام به من إصلاح أسنان وإصلاح أجهزة وتفصيل أجهزة بالمخبر لأي مريض وبناء على مواعيد.
وأرسلنا أشخاصاً لبعض المخابر في مدينة طرطوس للتأكد من تقديم الخدمات الطبية ضمن هذه المخابر والنتيجة كانت أنهم وافقوا من دون تردد!
يقدم المخبر هذه المعالجات بتكلفة مادية أقل من عيادة الأسنان، ولهذا السبب يقع الناس في خطأ التوجه إليه مباشرة لتوفير المال، وهذا تصرف غير سليم.. لأن المخبري ببساطة يحق له العمل ضمن اختصاصه فقط، ولا يحق له مزاولة مهنة غير مهنته وبالتالي يمكن أن تنتج عن هذه الممارسة أخطاء كثيرة.
يتجه الناس نحو المخابر توفيراً للمال
وبناءً على ذلك عرضنا هذه المعلومات على الدكتور مصطفى ميهوب رئيس اللجنة النقابية لمخابر الأسنان في طرطوس للاستفسار.. ليبيّن أن المشكلة الأساسية هي عدم وجود نقابة مركزية مستقلة لمخابر الأسنان؛ ولهذا السبب لا يمكن السيطرة على الفوضى وتسيير الأمور بشكل صحيح، من الضروري وجود نقابة ليتم التعاون بيننا وبين نقابة أطباء الأسنان ومديرية الصحة وبهذه الحالة يمكن أن نتابع عمل المخابر ويكون لنا دور رقابي لتتم معالجة الموضوع وحل المشكلة، وصلت لنا منذ سنة شكوى عن هذا الموضوع تتعلق بأحد المخبريين يعمل طبيباً ومخبرياً في الوقت نفسه، وكان مقدم الشكوى متضرراً، وجهته ليقدم شكواه لدى نقابة الأطباء ومديرية الصحة..
أما بالنسبة لنا–الكلام لميهوب- فتم إلغاء دورنا منذ إحداث نقابة التمريض والمهن الصحية وضم المخبريين لها.. وهذا ما رفضناه رفضاً قاطعاً على الرغم من انتساب بعض الخريجين الجدد من المخبريين بشكل إجباري إليها لاستكمال أوراقهم ولكن أغلبية المخبريين في طرطوس معنا في اللجنة النقابية لمخابر الأسنان وليس بنقابة المهن الصحية، كما يوجد عدد من المخابر ليس لديها ترخيص ويوجد العديد من المشكلات المتعلقة بعمل المخابر وحقوق المخبريين أيضاً، كما أن مطالباتنا بوجود نقابة مستقلة مستمرة منذ عام 2006 تقريباً، ورفعنا مطالبات كثيرة لوزارة الصحة وطالبنا القيادة القطرية وفرع النقابات وحتى الآن لا توجد نقابة مستقلة للمخبريين، وبالتالي لا يمكن السيطرة على المشكلات المتعلقة بالمهنة.
عدم وجود نقابة مركزية مستقلة لمخابر الأسنان أدى إلى عدم السيطرة على الفوضى وتسيير الأمور بشكل صحيح
خلاصة
من خلال ما سبق وجدنا غياباً واضحاً للدور الرقابي على مخابر الأسنان، لا بدّ من إجراءات تتخذها مديرية الصحة في طرطوس، بالتنسيق أما مع اللجنة النقابية لمخابر الأسنان أو ممثل مخابر الأسنان لدى نقابة المهن الصحية، ونقابة أطباء الأسنان لمكافحة هذه الفوضى والفساد المهني.
كما نناشد الحكومة لإحداث نقابة مستقلة لمخابر الأسنان لما لهذا الأمر من أهمية بالغة في تنظيم المهنة بكل ما فيها من حقوق وواجبات وتطبيق للقوانين والمحاسبات.
سيرياهوم نيوز3 – تشرين