آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى مدينة غزة وشمالي القطاع عبر معبر “نتساريم”، سيراً على الأقدام، فيما سيسمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد إخضاعها للتفتيش في تمام التاسعة صباحاً.
بدأ آلاف النازحين، صباح اليوم الاثنين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، عبر معبر “نتساريم” (يقع بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى).
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً، سيسمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد إخضاعها للتفتيش، وذلك من خلال شارع صلاح الدين.
وكان الآلاف أمضوا الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، على الرغم من البرد القارس، في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم، بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب، خلال العدوان على غزة.
ويقطع غالبية النازحين طريق العودة عبر شارع الرشيد، مسافة 7 كيلومترات على الأقل، سيراً على الأقدام.
ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمالي القطاع إلى جنوبه، وكان قد شهد خلال حرب الإبادة على مدار 470 يوماً، عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقّ المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أنّها توصّلت، وبجهود الوسطاء، بأن تبدأ عودة النازحين ابتداء من صباح اليوم الاثنين، الموافق 27 كانون الثاني/يناير 2025، وذلك بعد تقديمها مقترحاً للوسطاء بأن تجري عملية تبادل إضافية تشمل الأسيرة أربيل يهود مع اثنين آخرين من أسرى الاحتلال قبل يوم الجمعة المقبل، وأن تبقى عملية التبادل المقررة يوم السبت المقبل كما هي في موعدها وتشمل 3 أسرى للاحتلال.
وأوضحت أنّ ذلك أتى “في إطار جهود الحركة لنزع الذرائع التي وضعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام عودة النازحين إلى شمال القطاع، وحلّ قضية الأسيرة لدى المقاومة أربيل يهود”.
وبعد ذلك، أعلن الناطق باسم “جيش” الاحتلال أنّه، وبناءً على الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه برعاية الوسطاء، “سيسمح بعودة السكان مشياً على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم ومن خلال شارع الرشيد (طريق البحر) اعتباراً من الساعة 7:00 من صباح الاثنين”.
وأضاف أنّه “سيسمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد الفحص عن طريق صلاح الدين من الساعة 9:00 صباحاً”.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “الجيش أعاد انتشاره في محور نتساريم وانسحب من المناطق المحددة في الاتفاق”.
“عودة النازحين انتصار للشعب الفلسطيني”
ومع عودة النازحين، شدّدت حماس على أنّ ذلك يُمثّل “انتصاراً لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير”.
وقالت إنّ “مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة”.
وأضافت حماس أنّ “هذه المشاهد المُفعمة بفرح العودة وحبّ الأرض والتشبّث بها هي رسالة لكلّ المُراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه”، مؤكّدةً وقوفها مع الشعب العظيم في هذه اللحظة التاريخية، وداعيةً إلى تكثيف وصول كلّ المساعدات والمواد الإغاثية إلى كامل مناطق قطاع غزة.
بدورها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ “مئات الآلاف من أهلنا النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة الذي حوّله الإجرام الصهيوني إلى ركام، في مشهد أسطوري”.
وأضافت الجهاد، في بيان، أنّ هذه العودة “تأتي رداً على كلّ الحالمين بتهجير شعبنا بعد أن تمّ تجاوز مشكلة الأسيرة أربيل يهود، المشكلة التي تمّ افتعالها بهدف قتل فرحة أهلنا في غزة”.
وبهذه المناسبة، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ “صمود شعبنا سيقضي على أيّ أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا وسيكسر قيد السجّان والاحتلال”.
كذلك، قال التجمّع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، في بيان، إنّ “شعبنا الفلسطيني العنيد يعود من الوسط والجنوب إلى غزة والشمال، في مشهد تاريخي أسطوري، بعد محاولة العدو التلكؤ والمماطلة في تنفيذ الاتفاق لينغّص على شعبنا فرحته بالعودة المقدّسة، ولإثباته يائساً أنّه صاحب اليد العليا”.
وأضاف التجمّع أنّ “عودة شعبنا اليوم يعطينا الأمل بل اليقين التام أنّنا سنعود إلى أرضنا ومدننا وقرانا التي هجّرنا منها عام 1948 في فلسطين التاريخية، التي لا نرضى عنها بديلاً مهما كان الضغط والإبادة، مثلما يعطينا الأمل كذلك بعودة كافة أسرانا وتبييض السجون ليتنسّموا الحرية والحياة”.
وبين السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/يناير 2025، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفاً، معظمهم أطفال ونساء، وخلّف ما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتسبّب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة، أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين حالياً في مراكز إيواء وخيام في القطاع تفتقر إلى الحد الأدنى من مقوّمات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين.
أخبار سورية الوطن١ الميادين