طلال ماضي
تعمل وزارة التربية حاليًا على فصل الطلاب الذكور عن الإناث في المدارس المختلطة دون الرجوع إلى رأي الناس أو أصحاب المصلحة، رغم أن المدارس المختلطة في العاصمة دمشق نادرة أو شبه معدومة.
الأهالي، قبل تسجيل أولادهم في أي مدرسة، يسألون عن كادر المدرسة ومستواها، ومن لا يرغب في المدارس المختلطة يتجه إلى المدارس غير المختلطة، والوضع مستقر. وهناك مدارس شرعية، ومدارس غير مختلطة، وأخرى مختلطة. فلماذا تسعى الوزارة اليوم إلى الفصل في المدارس المختلطة، رغم أن الأهالي يعلمون أنها مختلطة ويؤمنون بأن الاختلاط يخلق نوعًا من الوعي بالآخر؟
محاولة فرض لون واحد في التوجه والإدارة أمر غريب، وما نخشاه مستقبلاً هو فرض الحجاب على الطالبات في المدرسة أثناء حصة الديانة أو ضمن الدوام المدرسي.
فصل الذكور عن الإناث في المدارس
يا سادة في وزارة التربية، المدارس موزعة بشكل جيد بين الذكور والإناث في الأحياء. وحدها مدارس المتفوقين في دمشق مختلطة، ويأتيها طلاب من مختلف المناطق لقناعتهم بجو الدراسة بين المتفوقين وبيئة الاختلاط. فإن أردتم إنشاء مدارس متفوقين غير مختلطة، يمكن اختيار أي مدرسة وتحويلها ودعمها. أما الانشغال بفصل الطلاب في مدارس مستقرة تعليمياً، فلا نعلم كيف يخدم العملية التربوية.
المشكلة في المدارس لا تكمن في الاختلاط بين الطلاب، بل في المناهج وأسلوب التدريس، وضعف الرواتب، وانتشار الدروس الخصوصية. المشكلة، يا سادة، تكمن في توجه وزارة التربية واستراتيجياتها، فبين الترويج للغة الروسية تارة، والتركية تارة أخرى، تظهر أن المشكلة ليست في الاختلاط، بل في من يضع الخطط ويرسم المسارات.
انشغال الوزارة بهذه القضية البسيطة، وفصل الطلاب داخل المدارس، يؤكد تجاهلها لرأي الأهالي الذين يرغبون في إلحاق أبنائهم بمدارس مختلطة، وعدم قيامها بسبر آرائهم. هذا يدل على إصرارها على رأي وتوجه واحد، دون الاستماع للطرف الآخر، وكأنها معنية فقط بالشكل الخارجي للمدارس وليس بجوهر العملية التعليمية.
(اخبار سوريا الوطن1-
(A2Zsyria