رشيد الحداد
تستقبل العاصمة صنعاء عيد الفطر التاسع في ظل الحرب، بفاجعة كبيرة نتجت عن حادثة التدافع التي جرت مساء أمس الأربعاء، أمام مركز للمساعدات الإنسانية الطارئة التي يقدّمها القطاع الخاص اليمني، والتي أودت بحياة 78 شخصاً. تعاظمت مأساة اليمنيين وزادت أعداد الباحثين عن هذا النوع من المساعدات الموسمية هذا العام، في ظل فشل الهدنة الإنسانية التي دخلت عامها الثاني مطلع الشهر الجاري، في الانعكاس بشكل إيجابي على حياة اليمنيين، سيّما وأن صرف مرتبات الموظفين لا يزال عالقاً بسبب الحسابات السياسية والاقتصادية والعسكرية من قبل دول العدوان.
وقد وقعت الحادثة في مدرسة معين الكائنة في منطقة باب اليمن التاريخية، أثناء تجمع الآلاف من الفقراء للحصول على مساعدة مالية زهيدة لا تتجاوز قيمتها العشرة دولارات، يقدّمها بعض التجار كزكاة الفطر.
ad
من جهتها، أكدت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ، أن الحصيلة النهائية للحادث بلغت 78 حالة وفاة و77 إصابة، بينها 13 حرجة، وأوضحت أن 62 إصابة خفيفة غادرت المستشفى بعد تلقيها الرعاية الطبية اللازمة. وفي أول تحرّك رسمي، وجّه رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، هيئة الزكاة بمساعدة أُسر الضحايا والتكفّل بعلاج المصابين، كما وجّه بتشكيل لجنة عليا يشارك فيها القضاء لكشف ملابسات الحادث.
وفي ظل تباين الروايات حول أسباب التدافع، قالت مصادر أمنية في حديث إلى «الأخبار»، إن الحادث نتج عن انهيار بوابة المدرسة جرّاء الضغط عليها من قبل المواطنين الذين تجمّعوا للحصول على معونات مالية، ما أدّى إلى تدافع المئات منهم إلى فناء المدرسة بطريقة عشوائية، ما تسبّب بسقوط العشرات منهم إلى أشبه بخندق كان محمياً بسياج حديدي كونه مخصصاً لمولد كهربائي يغذّي المنطقة.
ad
بدورها، قالت وزارة الداخلية في صنعاء، إن التجار قاموا بتجميع الآلاف من المواطنين لصرف مساعدات لهم، دون التنسيق مع الجهات الأمنية للقيام بدورها في تنظيمهم وحمايتهم من أي مخاطر قد تترتب على الازدحام الشديد. ووفقاً لبيان صادر عن المتحدث الرسمي باسمها، العميد عبد الخالق العجري، فإن الجهات الأمنية قامت باحتجاز المتسبّبين بالحادثة، وألقت القبض على تاجرَين على ذمة التحقيق.
وحمّل عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، «سياسة التجويع والإفقار التي اتخذها “التحالف” ضد اليمنيين» مسؤولية المأساة. واعتبر في تغريدة، أن ما حدث هو نتيجة تجاهل الملفّ الإنساني وعدم التعاطي الإيجابي مع مطالب صنعاء بهذا الشأن، وإيقاف صرف رواتب الموظفين منذ سنوات.
ad
وتزامنت الحادثة مع اقتراب عيد الفطر، وانتهاء موسم الكساء في السوق اليمنية، وخاصة في صنعاء التي بدأت أسواقها تستعد لاستقبال عيد الفطر بعرض الهدايا العيدية والتحف والحلويات التي اعتاد اليمنيون على اقتنائها وإهدائها لأقربائهم في العيد، إلا أن القدرة الشرائية للكثير منهم تراجعت إلى معدلات غير مسبوقة، وانعكست بشكل سلبي على الحركة التجارية في الأسواق المحلية في صنعاء والمحافظات الأخرى. وكانت حكومة الإنقاذ قد وجّهت بصرف نصف راتب للموظفين قبل أيام، لمساعدتهم على شراء أدنى احتياجات العيد، وذلك بالتزامن مع تدخّل عدد من الهيئات والمؤسسات التابعة للحكومة في محاولة لتخفيف معاناة المواطنين من خلال توزيع مساعدات مختلفة.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية