في غابات السافانا بدولة غينيا، تصاب نباتات عشبية بفطر يسبب لها العقم وينتج «زهوراً» زائفة غريبة، تتكون جميعها من ذلك الفطر، حيث اكتشف عالِم النباتات كينيث ووردك وهو يتجول على طول مهبط الطائرات في متنزه كايتور الوطني في غينيا، أزهاراً نامية على نوعين من الأعشاب الصفراء التي تنتمي إلى فصيلة الزيرونيات؛ فعلى عكس الأزهار المعتادة لهذين النوعين من النباتات العشبية، كان اصفرار هذه الأزهار أكثر ميلاً إلى اللون البرتقالي، ووجدت في تكتلات مُحكمة وكان لها ملمس إسفنجي، يعلق ووردك على هذه المشاهدة قائلًا: «لم أُعِر الأمر اهتماماً واعتبرته شيئاً عارضاً» .؟
ولكن بعد دراسة الأزهار، اكتشف ووردك أن فطر Fusarium xyrophilum يصيب نباتات الزيرون ويُحدث فيها عقماً لمنع أزهارها الخاصة من النمو، ثم يستولي الفطر على جانب غير معروف حتى الآن من عمليات النمو في النبات بحيث يصير مضيفاً لأزهار زائفة تتكون بأكملها من نسيج فطري، مما قد يخدع الملقِّحات ويجعلها تنشر أبواغ الفطر بدلاً من حبوب اللقاح الموجودة في الأزهار الأصلية للنبات، وبذلك يُعتقد أن هذا أول اكتشاف من نوعه يسجّل على الإطلاق.
فهناك عدد قليل من الفطريات المخادعة الأخرى، لكنها لا تحقق إلا جزءاً مما يحققه فطر Fusarium xyrophilum؛ فهي عادةً ما تُجري تعديلات على أوراق النبات المضيف دون أن تنشئ زهورها الوهمية الخاصة بها، لذلك تساءل مؤلفو الورقة العلمية الجديدة عما إذا كان هناك المزيد من أشكال المحاكاة المتقنة التي يقوم بها فطر F. xyrophilum في الزيرونيات، بالنظر إلى أن الكثير من الحشرات يتنقل تبعاً للرائحة ويستطيع تمييز الأشعة فوق البنفسجية.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة