syriahomenews أخبار سورية الوطن
| هلال عون
قد لا يعرف الكثيرون من العرب، وخصوصًا الجيل الجديد، أن سلطنة عُمان متجذِّرة في تاريخ عريق وفاعل وطويل، حيث ذكرتها الكتابات السومرية باسم مجان قَبل أكثر من اربعة آلاف عام .
فقد كانت على علاقة تجارية وحضارية مع حضارة بلاد الرافدين قَبل الميلاد، كذلك كانت أهمَّ ميناء تجاري في المحيط الهندي، وصِلَة الوصل التجارية بين العالم والخليج العربي . وتاريخيًّا كانت مسقط الميناء التجاري الرئيسي في منطقة الخليج العربي .
ومن أهمِّ موانئها تاريخيًّا، صحار وصور ومسقط وصلالة ومطرح. ويُشكِّل موقع عُمان جغرافيًّا قلب العالم الإسلامي، وعند شواطئها تنتهي الحدود الشرقية للوطن العربي. و”تمتلك عُمان أربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي، وصنفت رقصة البرعة ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، واختيرت عدَّة مرَّات كوجهة سياحية لتاريخ البلاد وثقافتها وتنوُّع تضاريسها الجغرافية”.
وقد لا يعرف الكثيرون أن “سلطنة عُمان كانت إمبراطورية قوية، تتنافس مع المملكة المتحدة والبرتغال على النفوذ في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي”. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تُعدُّ عُمان البلد الأكثر تحسنًا على مستوى العالم في مجال التنمية .
وأرضها غنية بالثروات الطبيعية، فبالإضافة إلى النفط والغاز فيها أجود الأصناف العالمية من الثروات المعدنية، مثل النحاس والكروم والمنجنيز والذهب والرصاص والفضة. أيضًا، وبحسب مؤشر السلام العالمي فإن عُمان تُعدُّ البلد الأكثر سلمية في العالم، وهي بالعموم بلد مستقر وخالٍ من الإرهاب. وهي تتمتع بعلاقات قوية مع بلدان العالم المختلفة، عبر تاريخها الطويل الممتدِّ إلى أكثر من سبعة آلاف سنة . وفي سلطنة عُمان مواقع أثرية كثيرة جدًّا، وهي مليئة بالمباني التاريخية، ومن بينها صُور وصلالة وجعلان بني بو علي وبني بوحسن والقابل وإبراء والمضيبي ونزوى والحمراء ومنح وبركة الموز، وهذه الآثار والمباني التاريخية تُشكِّل جزءًا مهمًّا من الهُوية الحضارية العُمانية . وقد تمَّ الكشف “في موقع سمد عن عدد كبير من المدافن التي تُمثِّل مراحل زمنية مختلفة ترتبط بمواقع سكنية من فترات تعود إلى الألف الرابع ق.م وحتى العقود الإسلامية”.
كذلك “تمَّ الكشف في موقع سمد الشأن عن أولى محاولات التعدين واستخراج النحاس وصهره وتصنيعه وتصديره إلى مناطق سكان بلاد ما بين النهرين من السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين الذين كانوا على علاقة وثيقة مع عُمان أو مجان”.
و”في محافظ جنوب الشرقية تمَّ اكتشاف مواقع سكنية يعود أقدمها إلى الألفية الخامسة ق.م.
كما تمَّ الكشف عن بقايا قوارب وأختام مستوردة من الهند، وهي مربعة الشكل تحمل مشاهد من أصل هندي وكتابات هندية.
وعثر على كميات كبيرة من الفخار وأدوات الزينة تبين أنها من مصدر فينيقي”.
و”بيَّنت دراسات مكثفة حول كتابات اكتشفت برأس الجنين تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م.
وتُعدُّ أقدم كتابة هجائية عرفت حتى الآن تعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م. ولهذه الكتابة اتصال واضح بنظام الكتابة العربية الجنوبية”.
و”يتميز العُمانيون بأنهم من أكثر الشعوب ارتباطًا ببيئتهم”. لا بُدَّ من الإشارة أخيرًا، وبمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين المَجيد لسلطنة عُمان إلى أن الشَّعب العربي عمومًا يحمل مشاعر المَحبَّة والاحترام للشَّعب العُماني، ولقيادته التي تتمتع بالحكمة، وهي خير من يُمثِّل تطلعات الإنسان العربي للتكامل الاقتصادي بين العرب، وحل المشاكل عبر الحوار والبُعد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى . ويحمل الإنسان العربي عمومًا، وأهل بلاد الشام، والسوريون بشكلٍ خاصٍّ مشاعر المودة والتقدير للراحل الكبير، السُّلطان قابوس لمواقفه العروبية المشرفة، وكذلك لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم لِسعْيِه الدؤوب لحلِّ الخلافات داخل البيت العربي بما يُحقق المصالح العربية، ولدَوْره في الدفع قدمًا لتطوير العلاقات العربية العربية، وصولًا إلى تحقيق التكامل الاقتصادي وتحقيق التنمية العربية الشاملة .
نشير اخيراً الى ان العيد الوطني لسلطنة عمان يصادف الثامن عشر من تشرين الثاني من كل عام وهذا العام تحتفل بالذكرى 52 للعيد
* المصادر: موقع وزارة التراث والسياحة ووكالة الأنباء العمانية .
(سيرياهوم نيوز3-الوطن العمانية19-11-2022)
