الرئيسية » ثقافة وفن » فلسطـــــين فـــــي عيـــــون المبدعــــين

فلسطـــــين فـــــي عيـــــون المبدعــــين

لم تكن فلسطين يوماً غائبة عن قلب وعيون المبدعين، فكانت ولاتزال مصدر الإلهام والبعث لهم ولأفكارهم وأشعارهم … فمن رحم المعاناة كان الشعراء يكتبون ويطلقون الكلمات كالرصاص فهل ننسى محمود درويش وخالد أبو خالد ونزار قباني وإبراهيم طوقان وغسان كنفاني وغيرهم الكثير الكثير.
اليوم ونحن نشهد مايرتكبه الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين نشعر أن ثمة ما يجب أن يقال .. فكلمة الحق لابد أن تكون ونحن أصحاب حق ..
فلنردد العبارة الشهيرة التي قالها محمود درويش ذات يوم: إن سألوك عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد.
صحيفة «الثورة» التقت ثلة من المبدعين الذين كتبوا لفلسطين الحبيبة ولغزة المدينة التي لاتعرف إلا الصمود فقالوا:

«غزة في القلب والعقل واليقين»
الأديب رياض طبرة : لم تكن غزة رقماً سهلاً في يوم من الأيام ولا في عصر من العصور، بل أجزم أنها الرقم الأصعب في معادلات الصراع جميعها؛ منذ أول غزو غربي للشرق وحتى طوفان الأقصى.
فقد جرّب معظم المستعمرين والطامعين والفاتحين حظوظهم عبر التاريخ فما نالوا غير الهزيمة، رحلوا وربما فروا من جحيمها، وظلت لأهلها وتاريخها ووفائها لأمتها، فهي الوجه الناصع للبطولة والتضحية والفداء وهي الجولات الزاهيات الباهيات في مقاومة العين للمخرز.
ومنذ السابع من تشرين الأول، ويا له من شهر للفداء، وغزة دار للعزة والكرامة والفخار حتى لنكاد نرى أن الأقدار التي وضعتها هذا الموضع من الدمار والخراب وحرب الإبادة أرادت لغزة إلا أن تكون غزة ذاتها عبر كل تاريخها المقاوم.
ففي صمودها صمود أمة وفي نصرها نصر لكل المستضعفين، وفي تضحياتها مدرسة لكل المبتلين بالسفاحين المتغطرسين المدججين بالسلاح وما أشده فتكاً وبالتقنيات الأكثر حداثة وما أظلم وأقبح استخدامها هنا للقتل والعبث بالأرض والبشر، بعدما كنا نأمل أن تظل في خدمة الإنسان وحده.
لقد كتب على غزة أن تواجه أعتى العنصريات في هذا العالم الذين تقوم عقيدتهم وكياناتهم على إبادة الآخر صاحب الحق … لكل ذلك هي في قلوب وعقول الأوفياء المنصفين الذين يرون أن من حق الشعب الفلسطيني أن يكون كغيره من الشعوب، وأن تكون فلسطين ساحة للسلام وليست كما حولها الصهاينة إلى دار حرب وقتل، إلى خزان أحقاد سيظل يغلي ويقذف بالموت وبالخراب.
وغزة في يقيننا أنها الدرب إلى السلام والسلام هو النصر الكبير على الشر.
«الشعب المقاوم الجبار »
الشاعر بديع صقور قال: حكام دول الشر في العالم يحاولون إبادة أهل غزة وفلسطين كما فعلوها في أرض الهنود الحمر حينما أبادوا تلك الشعوب وأسكنوا مكانها اللصوص والقتله والخارجين من السجون، إنها قصة هذا العصر، إنها إبادة وقتل جماعي ومباركة من دول شريرة في العالم، إنه العالم الذي ينحدر نحو الهاوية، يبتعد عن الخير يبتعد عن السلام ويفعل الشر في فلسطين.
وأضاف: هناك بعض الاحتجاجات العالمية، ماذا يفيد الاحتجاج، ماذا سيفيد تلك الشعوب التي تقتل بسلاح دول الغرب.
إنها أرض فلسطين، هذا الشعب المقاوم الجبار الذي لن ينحني وسيبقى إلى أبد الدهر قوياً عزيزاً صابراً مقاوماً مضحياً بدمائه وبكل ما يمتلك حتى تبقى فلسطين حرة كريمة، وحتى تعود إلى أهلها، وحتى يعودوا بمفاتيح بيوتهم أحفاد أولئك الذين استشهدوا وأولئك الذين حملوا مفاتيح تلك البيوت ليصنعوا حياة جديدة لأحفادهم القادمين.
«غزة من أدب اليباس إلى أدب الحياة»
الأديب الأرقم الزعبي قال: الحديث عن الحركة الأدبية في قطاع غزة يعني الحديث عن أدب محاصر في بقعة جغرافية لا تزيد مساحتها عن ٣٦٥ كم مربع، أدب محاصر شأنه شأن الحصار المفروض على هذه المدينة بفعل قوة الاحتلال الصهيوني والخلاف السياسي الفلسطيني الفلسطيني .. حتى من حاول أن يكتب أدباً يصور معاناة أهل غزة راوح في المحلية وكأن المطلوب استمرار الصمت في الحركة الأدبية المعتقلة أصلاً لدى الكيان الصهيوني لخطورة تأثير الأدب المقاوم على المدينة المحاصرة وعدم السماح لحرية الحركة الأدبية بوصفها فعلاً إنسانياً.. هذا ما حدث فعلاً مع الكاتب الغزاوي حبيب هنا(١٩٥٤م) صاحب رواية «غربة وطن» ورواية «هرم كنعان» الذي سجن ١٢ عاماً في حين واجه الكاتب خضر محجر، غزة «١٩٥٣» الاعتقال والإبعاد عقاباً على ما كتب في رواية «قفص لكل الطيور» وروايته «عين إسفنجية» التي وثقت روائياً رحلة ٤١٥ فلسطينياً إلى لبنان عام ١٩٩٣م أما الكاتب معاذ الحنفي صاحب رواية «قمر سجين وجدران أربعة» عام ٢٠٠٥م التي تسجل أحداثاً عاشها الكاتب معاذ الحنفي معتقلاً في سجون الاحتلال لمدة ثماني سنوات.
والملاحظ على الحركة الأدبية في قطاع غزة قبل عام ٢٠٠٠م أن هناك أدب عزلة، وأدباء معتقلات وسجون وروايات ترصد الفشل المولد للفشل من النكبة إلى النكسة إلى أوسلو، ورحلة المخيمات من مخيم إلى مخيم ومن خيبة إلى خيبة ومن حصار إلى حصار .. ومن اعتقال إلى إبعاد واغتيال للشعب ولاسيما للأدباء ..
جاءت معركة طوفان الأقصى لتطلق صرخة دم وتصور قبور ومقابر جماعية في داخلها لحم وعظام أطفال تعطرت بالبراءة..
جاءت معركة طوفان الأقصى لتسجل العين والصورة قبل القلم والمحبرة هول التدمير وحالات الموت المتواصل، حتى الموت بات يصرخ مستغرباً هل أنا هذا الموت فعلاً…
موت اغتال المكان بكل مكوناته الحجر والشجر والبشر.. موت كسر الصلبان وثنى الهلال.. لم يبق من الدمار سوى دمار الدمار وعصافير ترصد حكاية مدينة معذبة، كانت تسمى «غزة هاشم» نسبة إلى «عمر بن عبد مناف» .. تقول الحكاية (سيرة العرب) لابن إسحق، أنه في عام ٤٨٠م حلت سنوات قحط ومحل في مكة.. فحضر عمر بن عبد المناف إلى غزة قاصداً أبناء عمومته بني كنانة الذين هاجروا لغزة للمساعدة فما كان من أبناء عمومته سكان غزة إلا أن حملوه بالخبز والقمح وغير ذلك وعندما وصل إلى مكة صنع موقداً وطبخ لحماً وهشم الخبز الذي أحضره وصنع ثريداً لذلك سمي هاشم بن عبد مناف بدلاً من عمر بن عبد مناف بعد أن هشم الخبز وصنع ثريداً وأطعم أهل مكة..
توفي «هاشم بن عبد المناف» في غزة عام ٤٩٧م .. الرواية لم تكتمل بعد.. عذابات غزة اليوم تكتبها وتنقلها الصورة للرأي العام الذي بدأ يتغير موقفه تجاه غزة وفلسطين عموماً من الكامن إلى الساكن إلى المعلن ولاسيما في صفوف الشباب من طلاب الجامعات في الغرب والشرق باتوا يشكلون ظاهرة شبابية ستلد أدباً شبابياً يضيء على عذابات المدينة وصمودها لا محالة..
«غزة»
د.نزار بني المرجة قدم لنا قصيدة بعنوان (غزة) قال فيها:
غزه لو كان الزلزال … لكنت إذا في أحسن حال .. كانت أبواب الأخوة والأعداء ستفتح.
غزة، لو كان الزلزال كانت كل أيادي العون ستمتد .. وبخيل جداً قد يمنح… لو كان صغارك صرعى دون النار ودون دماء، لتحركت النخوة.
غزة لو كان الزلزال كانت فاجعتي مثل قضاء أو قدر .. كانت فاجعه وتمر … وقد ننسى بمرور الوقت … أحياناً كم أنت رحيم يا موت .. أحياناً كم أنت لطيف يا موت.
غزة لو كان الزلزال كان الموت فضاء أرحب للروح.. صعب قتلك بسكاكين الأخوة… لكأن جريمتهم غسل للعار.
غزة، فيهم كل العار فيا للعار ويا للعار!
كأني بالقاتل يطعن ظهرك ويدنس طُهرك والبعض يراقصهم بالسيف … ويقبل وجنات القاتل.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شكران مرتجى تُكرم من نقابة الفنانين السوريين بعد ثلاثين عاماً من الانتظار

في حدث مميز، كرّمت نقابة الفنانين السوريين النجمة شكران مرتجى ومنحتها بطاقة النقابة، مُعلنةً إياها فنانة سورية رسمياً، وذلك بعد انتظار دام ثلاثين عاماً. شكران ...