مالك صقور
لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل كامل التراب الفلسطيني . وهذا ما برهن عليه طوفان الأقصى ، الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة أهم الأحداث في العالم . وصمود شعب غزة الأسطوري فضح التضليل الصهيو-أميركي والغربي عموما عن جوهر الصهيونية القبيح الحاقد عدوالإنسانية ، وانكشف زيف الديمقراطية والحرية التي تتبجح بها الولايات الامريكية وحكام الكيان الغاصب .
لقد برهنت المظاهرات الطلابية في أربعين جامعة أمريكية على أمرين اثنين :
الأول : إن الطلاب في الجامعات الأمريكية عرفوا الحقيقة فيما يخص القضية الفلسطينية ، ومظلومية هذا الشعب الذي يعاني من الاحتلال ، والتشريد ،والقمع ،والتجويع ، والسجن خلال خمس وسبعين سنة . والآن ، أدرك الشباب في أمريكا أنهم كانوا مضللين . فبعد سبعة أشهر من الحرب على غزة وبعد أن ألقوا على غزة آلاف الاطنان من القنابل المحرمة دوليا ، ومجموع مأألقي من قنابل على غزة أكبر بكثير مما ألقي على هيروشيما و ناكازاكي .وتم تهديم المباني على الأهالي العزل .وتتم حرب إبادة تامة و العالم يتفرج بلا شفقة ولا رحمة . ولهذا اهتز ضمير هؤلاء الشباب وباتوا يتضامنون مع الشعب الفلسطيني رافعين شعارات التضامن مع فلسطين وشعبها ومنها شعار : فلسطين في كل مكان .
الثاني : كشفت هذه المظاهرات زيف الديمقراطية والحرية في الولايات المتحدة الأمريكية . فلو كان ثمة حرية وديمقراطية وحقوق إنسان لما قامت الشرطة الأمريكية بقمع هذه المظاهرات الطلابية السلمية ؛ واعتقلت أكثر من خمسمئة طالب بشكل فظ وتعسفي .. والطلاب يصرخون متضامنين مع فلسطين وشعبها ومع غزة .
ومن اللافت جدا أن حماسة الطلاب جعلتهم يُلبسون تمثال جورج واشنطن الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني ،
وبهذا التصرف يذّكر الطلاب الامريكان السلطات الراهنة في الولايات المتحدة من هو جورج واشنطن ؟
جورج واشنطن الذي يعتبر هو الأب المؤسس للولايات المتحدة . وكأنهم يقولون : لو كان جورج واشنطن حيا لما سمح بما أنتم تفعلوه في رجم الديمقراطية ، وطمس الحرية ، وانتهاك حقوق الإنسان .
فلسطين في كل مكان – شعار رفعه الطلاب الامريكان في أربعين جامعة في الولايات المتحدة ..والعرب البائدة ، والعرب العاربة ، ومنهم الأشد كفرا ونفاقا ، كما جاء في القرآن ، مازلوا يمعنون في قتل الشعب الفلسطيني بمساعدتهم مجرمي الكيان الغاصب . وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند
لكن الله يمهل ولا يهمل ..وسيلقى هؤلاء الذين تخلوا عن أهلهم وأخوتهم في فلسطين و غزة عقابهم عاجلا أم آجلا . والمهم ،لقد استيقظ الضمير العالمي وهاهم الطلاب في أربعين جامعة أمريكية يهزون الضمير العالمي من أجل وقف الإبادة العنصرية ووقف المجازر التي تقبح وجه العالم ” المتمدن ” الذي يدعي الحضارة و المدنية ، ويقوم بأفعال لا يفعلها وحوش الغابة . وهذا دليل على أنها بداية النهاية للكيان الذي يقوم على الاغتصاب والقتل والفتك والتعسف والغرور والغطرسة ، وإن غدا لناظره قريب .
(موقع سيرياهوم نيوز)