مع ساعات الفجر الأولى من كل صباح تخرج السيدة صفاء صبح من منزلها لتبدأ يومها بالعمل بهمة وعزيمة متنقلة بين مزرعة الأبقار والحقل لتعود عند الغروب بعد أن أنهكها التعب وهي تقوم بأعمال شاقة لطالما كان يمارسها الرجال كونها تتطلب مجهوداً كبيراً.
صفاء البالغة من العمر42 عاماً ابنة مدينة صلخد في محافظة السويداء التي تركت حياة الراحة وتوجهت إلى العمل بالحقل معتمدة على نفسها تقول لمراسل سانا أنها تعيش تجربتها بهمة عالية وعمل دؤوب لإنجاح مشروعها الزراعي وإثبات قدرتها على تحدي الظروف والواقع لتكسب لقمتها من خير الأرض وعرق جبينها وتلبية متطلبات معيشة أسرتها.
صفاء التي انخرطت في مهنة الزراعة منذ 22 سنة لمساندة زوجها في العمل كما توضح وجدت نفسها أمام تحد بعد وفاته لتتابع العمل وحدها دون مساعدة أحد ما زادها إصراراً وتصميماً على الاهتمام بالأرض لتحولها من أرض بور إلى أرض زراعية منتجة ولتتوسع مزرعتها من بقرة واحدة إلى مجموعة أبقار تعطيها إنتاجاً وفيراً من الحليب.
أم غيث كما يناديها الجميع والأم لثلاثة أولاد ابنتين تتابعان دراستهما بالجامعة أحداهما متزوجة وشاب في عمر الـ17 عاماً لا ترى صعوبة في قيادة الجرار الزراعي والعزاقة أو الدراجة النارية التي يقودها الرجل ويعمل عليها كما هو معروف حيث تحرص على حراثة أرضها وزراعتها بنفسها بالمحاصيل كالقمح والحمص والعدس إضافة إلى زراعة الخضراوات المتنوعة في خطوة منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرتها مع قيامها بصناعة الألبان والأجبان وبيع الحليب عبر دراجتها النارية التي تقودها بنفسها لتوزيع الانتاج حسب ما يطلب منها.
“أعلم جيداً أنها مهنة شاقة لكنها ممتعة والأرض عندما تحبها وتعطيها تبادلك الحب والعطاء” بهذه الكلمات تصف صفاء عملها وعلاقتها بالأرض التي غدت مصدر رزقها داعيةً الجميع “للاهتمام بالأرض من جديد والاعتناء بها لأنها مصدر الخير والعطاء”.
أم غيث واحدة من نساء سورية اللواتي يمثلن نموذجاً مميزاً بإرادتهن وعزيمتهن ويمنحن الأمل والقوة والشجاعة لغيرهن للاعتماد على الذات ومواجهة ظروف الحياة ومتطلباتها.
سيرياهوم نيوز _ سانا