الرئيسية » ثقافة وفن » فنانة سورية مغتربة تختار وطنها الأم لانطلاقتها إلى عالم التصوير

فنانة سورية مغتربة تختار وطنها الأم لانطلاقتها إلى عالم التصوير

رشا محفوض

اختارت ابنة مدينة حلب الشهباء الفنانة السورية الكندية تماضر الخطيب أن تبدأ انطلاقتها في عالم التصوير الفوتوغرافي من وطنها الأم بإقامة معرضها الفردي في قلب دمشق القديمة إيمانا منها بأن كرامة الإنسان وقيمته تبدأ من وطنه.

حمل المعرض عنوان “جذور” واستضافه غاليري مصطفى علي للفنون حيث عرضت تماضر خلاله مجموعة صور فوتوغرافية تعكس التنوع الاجتماعي الذي يميز المجتمعين السوري والكندي.

وسلط المعرض عبر 45 لوحة الضوء على المغتربين السوريين في كندا الذين هاجروا منذ زمن بعيد وظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الأصلية إلى اليوم من خلال 9 قصص لعائلات من مناطق سورية مختلفة بدأتها تماضر من قرية المراح أرض الوردة الدمشقية.

وتحدثت عدسة تماضر عن أناهيد وسيمون الزوجين اللذين تركا أرضهما في أرمينيا نتيجة جرائم الاحتلال العثماني بحق الأرمن واستقبلتهما سورية مع أهلهما بكل ترحاب ومحبة ليكونوا لونا آخر انضم إلى المجتمع السوري العريق والمتعدد والمتناغم والذي يشارك الجميع في بنائه.

وبالمقارنة مع المجتمع الكندي انتقلت تماضر بعدستها عبر مجموعة أخرى من الصور التي التقطتها إلى مجموعة الأميش الكندية كما سلطت الضوء في مجموعة اخرى على الشعوب الأصلية الكندية التي عاشت بشكل رئيسي جنوب الدائرة القطبية الشمالية.

ونقلت تماضر المتلقي عبر مجموعة أخرى الى قرية ويستفيلد الكندية التي تحتوي أكثر من 35 مبنى تاريخيا ومازال قاطنوها حتى اليوم محافظين على عاداتهم وثقافاتهم ومهنهم التقليدية كما التقطت عدسة تماضر الزي الشعبي للأكراد الذين هاجروا إلى كندا وهم منتشرون في منطقة هكاري.

وفي حديث خاص لـ سانا أوضحت تماضر أنها اختارت أن تقيم معرضها الفردي الأول في سورية رغم مشاركتها في معارض جماعية في الخارج لإيمانها بان السوري تتحقق قيمته وتكريمه الانساني من وطنه الذي قدم اعظم الفنانين والمثقفين والمفكرين والموسيقيين المنتشرة اعمالهم حول العالم.

وبينت انها حاولت التركيز في المعرض على التنوع الثقافي والحضاري الموجود في سورية والذي وجدته متشابها مع كندا لجهة احتضان جنسيات مختلفة تمتعت بكامل حريتها في ممارسة عاداتها وتقاليدها وطقوسها الخاصة.

وسعت تماضر عبر عدستها إلى ايصال رسالة للعالم بأن مكانة الانسان اينما كان تكمن بثقافته الأصلية التي لا يجب أن يتخلى عنها لمجرد الانتقال للعيش في بلد آخر.

وبهذا المعرض تضع تماضر الأساس الأول لمشروعها التوثيقي الذي يركز على ثقافات العالم ولا سيما المهاجرة منها والتي وجدت بلدانا مثل سورية التي استقبلت كل من لاذ بها وقدمت لهم الأمان والرعاية.

ووجهت تماضر رسالة لأبناء وطنها قائلة “لا نستطيع أن ننكر حجم الضغوطات التي تتعرض لها سورية وتأثيرها بشكل مباشر على الانسان ولكن هذه الظروف مرت بها كل بلدان العالم حتى المتطورة منها ونحن كسوريين داخل بلدنا وخارجها علينا واجب تسليط الضوء على الجانب المشرق في وطننا الذي يملك ارثا كبيرا وقامات إبداعية في كل المجالات والرأي العام في كل المجتمعات يقدر المادة الفنية الغنية بالعلم والموهبة ويحترمها”.

ومن واجب السوريين أيضا كما ترى تماضر تقديم صورة مشرقة عن بلدنا غير ما يروج لها في الإعلام وتوظيف الفن بجميع أشكاله لأنه أداة وجسر لنقل أفكارنا ورسالة حضارية مشيرة إلى أهمية تعريف شعوب العالم بالارث الثقافي السوري العظيم.

وعلى هامش المعرض أحيا عازف العود والمؤلف الموسيقي كنان أدناوي حفلا بمشاركة الموسيقيين المحترفين محمد شحادة على الإيقاع وباسم صالحة على الكلارينت وغطفان أدناوي على الكمان وماهر خضر على القانون.

وقدم أدناوي خلال الأمسية مجموعة من القطع الموسيقية من تأليفه منها حكاية حب وتحية ومجموعة مقطوعات من التراث والموشحات السورية منها قدك المياس ووصلة حجازيات ورقصة للعشاق والتي شكلت مساحة للارتجال والتفاعل بين الحضور والموسيقيين.

وفي تصريح لـ سانا بين أدناوي أنه سعى إلى اختيار برنامج له علاقة بهوية الموسيقا السورية في بعض التفاصيل مع جولة في بعض الثقافات الفنية الموجودة لدينا إيقاعيا وفنيا وغنائيا وذلك بهدف أن تكون الأمسية منسجمة مع موضوع المعرض.

يذكر أن تماضر الخطيب مواليد 1983 درست الإعلام في جامعة القاهرة وتحمل شهادات في التصوير الفوتوغرافي والإعلان والتسويق من جامعة شيرادن الكندية.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طقوسُ الكتابة وعاداتُ الكتّاب… هل اغتالتِ الحربُ جنّياتِ الإبداع؟!

الكلماتُ، كم هي متفلّتةٌ جموحةٌ وعصيّةٌ أحياناً، مطواعةٌ سلسةٌ في أحيان أخرى، وكم هو كاتبُها/مبدُعُها كائنٌ ينوسُ بين خفّة لاعبِ سيرك في التقاطها وصياغتها مهما ...