نجوى حسن العلي
تتجلى الملكات الفطرية للفنان في تجربة التشكيلي علي البودي من قرية النمرية في ريف الشيخ بدر الذي بدأ رحلته الفنية باكراً منذ نعومة أظفاره وأخذ يشبع شغفه بالفن في مختلف أجناسه.
ويتحدث البودي لمراسلة سانا عن ميوله الفنية التي بدأت عنده منذ سنينه الأولى في المدرسة فكان دائماً يرسم في جميع الحصص وأغلبها أشكال للحيوانات وتشغله الألوان والرسوم في كل مكان وبعد أن تمكنت منه الموهبة بدأ بصقل قدراته علمياً فالتحق بمعهد خاص للرسم.
وتأثر البودي بأستاذه الفنان والنحات علاء محمد الذي ابدع بانوراما برمانة المشايخ مبتدئاً أعماله بلوحات مرسومة بالرصاص والفحم ومن ثم تدرج إلى الألوان الزيتية والتي لم تلب شغفه بجودتها وأكثر ما كان يعبر عن مكنوناته هو لوحات البحر بألوانها الباردة وتفاصيلها الدقيقة.
البودي الذي اتبع المدرسة الواقعية بجمالياتها افتتح بعد تمكنه من الفن مرسماً في الشيخ بدر وأخذ يعلم الهواة مهارات الرسم وفنونه وتدريس الخط العربي وتنفيذ مشاريع لطلاب هندسة العمارة والأعمال اليدوية كنحت مجسمات بالقطع الخشبية بأشكال متميزة كالغيتارات والأسماء مستخدماً أدوات بسيطة (مشرطاً ودبابيس وخشباً معاكساً).
لاقت أعمال البودي الخشبية رواجاً وطلباً من قبل المهتمين بالمنحوتات الخشبية ولا سيما أنه يستخدم أدوات النجارة البسيطة كالمثقب والصاروخ والملازم مطوراً أعماله بمتابعة كل ماهو جديد في عالم الفن على الإنترنت واستخدمها أيضاً لتسويق أعماله والتي طلبت في بلدان عدة كفرنسا ولبنان والإمارات.
ولم يعتمد البودي على طباعة الكمبيوتر وآلة الكتر في الحفر على الخشب لأنها لا تمكنه من إبراز ابداع يديه وجمالية خطه وما تملي عليه ملكته الفنية ومن شدة شغفه برسم اللوحات فإن مدة إنجاز أي واحدة منها تتم في جلسة واحدة رغم أن الرسم الزيتي يأخذ مراحل عدة ولكن الخبرة والشغف يدفعانه لجمع تلك المراحل منتجة تحفة فنية بذهن وعقل ومهارة لا تقارن.
ولا بد من ذكر بعض المشاكل التي يعاني منها الفنان فهي قلة الدعم المادي والمعنوي للفن والفنانين وعدم توافر المواد بالجودة المطلوبة والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الكل جراء الحرب والحصار وآثارهما.
ويشار إلى أن الفنان علي البودي شارك بمعارض عدة أبرزها معرض المجاهد الشيخ صالح العلي ومعرض المتحف الفني في طرطوس.
سيرياهوم نيوز 6 = سانا