مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، تتحدّث عن كيفية إسهام التفوّق التكنولوجي لـ”جيش” الاحتلال الإسرائيلي في إفشال الحملة البرية المحتملة ضدّ قطاع غزة.
سياسة
اليوم 06:30
لم يساهم “إحساس الجيش الإسرائيلي بالتفوّق التكنولوجي” في فشل توقّع معركة “طوفان الأقصى”، في الـ7 من الشهر الجاري فحسب، بل شكّل أيضاً عائقاً في الحملة البرية المحتملة على قطاع غزة، بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
وهذه المرة، لن تكون المرة الأولى، التي تظهر فيها هذه المشكلة، وفق المجلة، إذ أشار محلّلون إلى أنّ “عبادة التكنولوجيا” ساهمت في الأداء الضعيف لـ”جيش” الاحتلال في حرب تموز، عام 2006.
ورأت أنّ الإيمان المستمر بالتفوق العسكري النوعي القائم على التكنولوجيا المتفوقة، “يمكن أن يدفع الإسرائيليين إلى الإفراط في التفاؤل مقارنةً بالواقع”، بما قد يسمح لحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدماً على الرغم من الفشل الذي ينتظرها.
وتحدّثت المجلة عن الأسباب التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية لتركيز “الجيش” الإسرائيلي على التكنولوجيا العالية.
أولاً، على مستوى الاستراتيجية والسياسة، أوهمت ثقةُ “إسرائيل” بالتفوق التكنولوجي، صانعي السياسات والقادة العسكريين، بأنّ الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لا تتطلّب اتخاذ ما وصفته المجلة بـ”القرارات الصعبة”.
هذا الوهم، عززته قدرات “إسرائيل” المتطورة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، التي تجعل من غزة وجنوبي لبنان والضفة الغربية، من أكثر مساحات الأراضي مراقبةً في العالم، وهو ما جعل الاحتلال يعتقد أنّ هذا يوفّر وقتاً كافياً للتحذير للرد على أي تهديد عسكري.
ثانياً، ساهم الاعتماد المفرط على مثل هذه التكنولوجيا على المستوى التكتيكي في أن يتحلّى “الجيش” الإسرائيلي بعقلية دفاعية، ما أدى إلى ضمور مهارات مثل القدرة على إجراء عمليات مشتركة معقّدة، لمختلف أذرعه عند الهجوم، وفقاً لـ”فورين بوليسي”.
اقرأ أيضاً: “نيويورك تايمز”: انقسام حاد بين الساسة والعسكر.. لماذا أجّل “جيش” الاحتلال حملته البرية؟
وأشارت المجلة إلى أنّ “جيش” الاحتلال حالياً في منتصف “عملية التكيف العقائدي والهيكلي”، حيث يقوم بتجربة مفهوم جديد للقتال، إلا أنّ هذه العملية غير المكتملة، “تجعل توقيت الحملة البرية على غزة دون المستوى”.
كما لفتت “فورين بوليسي” إلى الاعتقاد الخاطئ، الذي ساد في “إسرائيل”، حيث اعتقد “الجيش” أن لا حاجة لأعداد كبيرة من الجنود على الأرض “من أجل التصدي للاقتحامات”، بسبب وجود السياج “الذكي”، المجهّز بأحدث أجهزة الاستشعار والرشاشات التي تعمل من بعد.
وتفاقم هذا الشعور الزائف بالأمان، بسبب الاعتقاد بأنّ نظام القبة الحديدية لدى الاحتلال، المصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية، سيوفّر حمايةً كافيةً بوجه الاستهدافات الصاروخية والمدفعية، من غزة وجنوبي لبنان.
وأشارت المجلة إلى أنّ “الجيش” الإسرائيلي، لم يفكّر قط بأنّ التكنولوجيا ستجعل الصراع العسكري أقلّ دمويةً، لافتةً في هذا الإطار إلى اعتراف “الجيش” بأنّ خسائره البشرية قد تكون خطرة، إذ قد تطول الحملة البرية، على الرغم من تفضيله “العمليات القصيرة والحاسمة”.
ومن الناحية العملية، فإنّ نصف التخلي عن العقيدة القائمة، مقترناً بفهم أولي فقط لمفهوم العمليات الجديد، قد يؤدي إلى تقليص الحملة المحتملة.
سيرياهوم نيوز1-الميادين