آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » “فورين بوليسي”: ماذا نتوقع من القمة الافتراضية بين بايدن وشي؟

“فورين بوليسي”: ماذا نتوقع من القمة الافتراضية بين بايدن وشي؟

تناولت إيمي ماكينون في مقالة لها في صحيفة “فورين بوليسي” الأميركية القمة الافتراضية المقرر عقدها مساء اليوم الإثنين بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ.

وقالت الكاتبة إنه في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن تايوان وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي، يمكن أن تساعد القمة في وضع بعض حواجز الحماية لعلاقة ذات أهمية عالمية.

وأضافت: يأتي الاجتماع، وبعد مكالمات هاتفية للزعيمين في شباط / فبراير وأيلول / سبتمبر الماضيين، وسط نذير بحرب باردة جديدة حيث تعزز بكين قدراتها العسكرية والاقتصادية بسرعة. وعلى الرغم من الانفراج الذي حدث في أحدث قمة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، إلا أن العداء بين القوتين العظميين في العالم قد واصل النمو. وقامت الطائرات المقاتلة الصينية بتحليق عدد قياسي من الرحلات الجوية فوق تايوان في الأشهر الأخيرة، ولم تتضاءل التوترات التجارية. ورغم أن ترسانة الصين النووية أصغر من ترسانة أميركا، إلا أنها تلحق بالركب، وكذلك صواريخها.

وقد وصل وفد من الكونغرس الأمريكي إلى تايوان يوم الثلاثاء الماضي على متن طائرة عسكرية أميركية، وهي رحلة أدانتها وزارة الدفاع الصينية بسرعة، إذ تعتبر الصين تايوان، التي لم تحكمها أبداً جمهورية الصين الشعبية، جزءاً من أراضيها. كما أجرى جيش التحرير الشعبي تدريبات بالقرب من مضيق تايوان. والولايات المتحدة من أشد المؤيدين لحق الجزيرة في تقرير المصير، لكنها كانت غامضة عن قصد بشأن ما إذا كانت ستنجر إلى حرب على مستقبل تايوان أم لا – في استمرار لأربعة عقود من الغموض الاستراتيجي.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في خطاب افتراضي الخميس إلى معهد لووي Lowy ومقره سيدني، تحدث فيه عن العلاقات الأوسع بين الولايات المتحدة والصين: “ما نبحث عنه هو المنافسة الفعالة مع حواجز الحماية وإجراءات الحد من المخاطر المعمول بها لضمان عدم تحول الأمور إلى صراع”.

ويشير كبار المسؤولين الأميركيين وإجماع الحزبين في الكونغرس إلى الإصرار المتزايد للصين، وقوتها الاقتصادية، وحشدها العسكري، باعتباره أكبر تحدِ للأمن القومي يواجه الولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن إلى حشد الشركاء حول العالم والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل تغير المناخ والصحة العامة والاستقرار الاقتصادي.

وقالت باتريشيا كيم، الخبيرة في العلاقات الأميركية الصينية في معهد بروكينغز: “في حين أن إدارة بايدن كانت ناجحة للغاية حتى الآن على جبهة بناء التحالف، إلا أننا لم نشهد بعد إنشاء علاقة عمل مستدامة مع الصين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مقاومة بكين للإطار المقترح لإدارة بايدن”.

ورأت الكاتبة أنه في حين أن التوقعات صامتة، يوفر اجتماع اليوم الاثنين فرصة لإعادة صياغة العلاقة. فقد شهد الاجتماع الأول رفيع المستوى في أنكوريج، ألاسكا، في آذار / مارس الماضي، تبادل اتهامات مشحونة بين كبار الدبلوماسيين الأميركيين والصينيين.

وقالت بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة: الأشهر التسعة أو العشرة الأولى من العلاقة بين الولايات المتحدة والصين [في عهد بايدن] لم تكن مثمرة للغاية. كان هناك الكثير من تبادل الاتهامات وفي الاجتماعات رفيعة المستوى كان الجانبان يتحدثان إلى جماهيرهما المحلية.

وفي رسالة إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، ومقرها نيويورك، هذا الأسبوع، قال شي إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة. وأوضح أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة هي الآن في منعطف تاريخي حاسم. وقال إن كلا البلدين سيستفيدان من التعاون ويخسران من المواجهة.

وأضافت الكاتبة أن الزعيمين سيلتقيان وسط اعتراف متزايد في كلتا العاصمتين بالحاجة إلى رفع مستوى المشاركة الدبلوماسية من أجل تجنّب حدوث صدام كارثي محتمل.

وقالت كارلا فريمان، الخبيرة البارزة في شؤون الصين في معهد الولايات المتحدة للسلام، “إن الصينييين سيبحثون عن بعض إعادة تأطير العلاقة. إنهم في الحقيقة لا يحبون طريقة “المنافسة والمواجهة والتعاون” لوصف العلاقة”.

وقدمت الأشهر الأخيرة بعض المؤشرات المبدئية على ذوبان الجليد في جوانب العلاقة، بما في ذلك استئناف المحادثات التجارية في تشرين الأول / أكتوبر الماضي والاتفاق الذي توسطت فيه وزارة العدل الأميركية والذي أدى إلى الإفراج في أيلول / سبتمبر عن المديرة التنفيذية لشركة هواوي، منغ وانزو، اللتي تم القبض عليه في كندا في كانون الأول / ديسمبر 2018 بناء على طلب تسليم أميركي لها بتهم الاحتيال.

وقالت غلاسر: “كان ذلك عقبة كبيرة بالنسبة للصين، وقد صوروها على أنها انتصار محلي”.

ويوم الأربعاء الماضي، أصدرت الولايات المتحدة والصين بياناً مشتركاً مفاجئاً خلال قمة الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، وتعهدتا فيه باتخاذ مزيد من الإجراءات لإبطاء الاحتباس الحراري هذا العقد وتقليل انبعاثات غاز الميثان والكربون. وكان الإعلان الصادر عن أكبر بلدين في العالم لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري يفتقر إلى التفاصيل، ولكن كان يُنظر إليه على أنه علامة مهمة على استعداد بكين وواشنطن للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

وقالت كيم من معهد بروكينغز: “سأعتبر القمة القادمة نجاحاً إذا كان الزعيمان قادران على التأكيد بشكل مشترك على أنه لا أحد من الطرفين يسعى إلى صراع أو حرب باردة جديدة وأنهما يمكّنان المسؤولين على مستويات العمل من إرساء أسس المنافسة المسؤولة، بما في ذلك العمل المشترك”.

وقالت الكاتبة إن بكين لديها أيضاً سياسات داخلية تقيّدها. وأشارت غلاسر إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في بكين ومؤتمر الحزب الشيوعي الصيني العام المقبل، والذي من المتوقع أن يتوّج الزعيم شي بولاية ثالثة غير مسبوقة تقريباً. وأضافت: “يبدو أن الصينيين يشيرون إلى أنهم بحاجة إلى بيئة دولية مواتية في العام المقبل، وأعتقد أن هذا أحد الأسباب التي دفعتهم إلى تغيير لهجتهم على الأقل في التعامل مع الولايات المتحدة”.

لكن علاقة تمزّقها التحديات الاستراتيجية، قد لا تدوم طويلاً. وثمة حجر عثرة يلوح في الأفق هو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكي، المقرر أن تبدأ في شباط / فبراير 2022، إذ حض المشرعون الأميركيون وجماعات حقوق الإنسان إدارة بايدن “على عدم إرسال أي مسؤولين كبار أو دبلوماسيين إلى الألعاب احتجاجاً على الاعتقال الجماعي للأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك في منطقة شينجيانغ، التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها إبادة جماعية”، بحسب الكاتبة.

ففي حزيران / يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة تتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن هذه القضية، لكن الإدارة لم تعلن بعد ما إذا كانت سترسل وفداً إلى الألعاب.

واتخذت الإدارة الأميركية عدداً من المواقف القوية بشأن حقوق الإنسان في الصين، وحافظت على عقوبات عهد الرئيس السابق دونالد ترامب المتعلقة بـ”الإبادة الجماعية” في شينجيانغ، وحذرت الشركات الأميركية من سلامة ممارسة الأعمال التجارية في هونغ كونغ، ودعت أخيراً إلى إطلاق سراح تشانغ زان، الصحافي الصيني المسجون بعد تغطية الأيام الأولى لانتشار وباء كورونا في مدينة ووهان الصينية.

لكن صوفي ريتشاردسون، مديرة قسم الصين في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قالت إنها قلقة من تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين مثل جون كيري، كبير مبعوثي بايدن للمناخ، والتي بدت وكأنها تعزل حقوق الإنسان عن جوانب أخرى من العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. وقالت: “في ذهن الحزب الشيوعي الصيني، هذه ليست أشياء مختلفة. لقد حاولنا منذ فترة طويلة أن نوضح أنه من الصعب جداً الحصول على تعاون عملي فعلاً بشأن أي شيء … مع حكومة تُظهر بوضوح وباستمرار ازدراءً عميقاً للقانون الدولي والمعاهدات الثنائية الملزمة، والمضي قدماً من دون يبدو لنا أن وضع هذه المشكلة في مركز (المحادثات) يمثل إشكالية عميقة”.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعلام إسرائيلي يحذر من تحول مذكرتا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى شكاوى أخرى بحق مسؤولين إسرائيليين وحظر واسع على الأسلحة المورّدة إلى “إسرائيل

ذكرت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة،أنّ “إسرائيل” تخشى من أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو وغالانت، إلى فرض حظر ...