اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن فشل الولايات المتحدة في محاولاتها تجييش العالم ضد روسيا بحجة الدفاع عن الديمقراطية بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا يعود إلى كون ديمقراطيتها الخاصة باتت مليئة بالعيوب ومريضة.
وبينت المجلة في مقال حمل عنوان (لم فشلت حملة بايدن الديمقراطية ضد بوتين) أنه وفيما بدت التطورات الأخيرة في أوكرانيا مبرراً مثالياً للرئيس الأمريكي جو بايدن لإطلاق حملته لنشر الديمقراطية العالمية ولتصوير الأمر أمام الرأي العام على أنه ديمقراطية شجاعة تحارب الاستبداد إلا أن الأشهر اللاحقة أثبتت فشل هذه الخطة.
ولفتت المجلة إلى أن الكثير من بقية دول العالم ببساطة لم تقتنع بديمقراطية بايدن الآخذة بالتدهور والتراجع ولأن الولايات المتحدة الدولة التي تقوم بالوعظ هي ديمقراطية محطمة بشدة ويجب أن تعالج نفسها أولاً.
وأوضحت المجلة أنه خلال قمة الولايات المتحدة (آسيان) التي عقدت في واشنطن بين الـ 12 والـ 13 من أيار الجاري أوضحت معظم الدول عدم رغبتها في التورط في النزاع بشأن أوكرانيا حتى أن إندونيسيا وهي الدولة الديمقراطية والعضو البارز في آسيان وجهت الدعوة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها في تشرين الثاني المقبل كما وانضمت دول الآسيان إلى دول عبر الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا التي أعربت عن عدم اقتناعها بفصل روسيا المصدر الرئيسي لإمدادات النفط والغاز في العالم عن النظام العالمي.
وأشارت فورين بوليسي إلى أنه وحسب تقرير صادر عن منظمة فريدوم هاوس الأمريكية حمل عنوان (انعكاس تراجع الديمقراطية في الولايات المتحدة) أنه وخلال سنوات من التراجع في الحريات حول العالم عانت الديمقراطية الأمريكية على وجه الخصوص من تآكل خطير وانحدرت إلى مستوى الديمقراطيات المعيبة وبالتالي فإن تراجعها وضعفها لم يبدا مع وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وممارسته الضغوط على المؤسسات الديمقراطية والحقوقية كما أن خروجه لم ينه هذه الأزمة.
ونقلت المجلة عن تشاس فريمان جونيور وهو دبلوماسي أمريكي بارز سابق قوله إن على الولايات المتحدة أن تعمل بجد لاستعادة مصداقيتها في أعقاب انتهاكاتها الأخيرة للمعايير الدولية بما في ذلك استخدام التعذيب وغزو العراق.
سيرياهوم نيوز 1 _سانا