قال سفير روسيا لدى ألمانيا سيرغي نيتشاييف: إن السياسيين الألمان من ذوي التفكير السليم يدركون تماماً أنه ليس من الممكن عزل روسيا أو هزيمتها، في حين اعتبرت صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية أن واشنطن فشلت في تجييش معظم الدول ضد روسيا.
ووفق ما نقلت وكالة أنباء «تاس»، قال نيتشاييف خلال حديث لقناة «سولوفيف لايف» التلفزيونية الروسية: إن القسم الذي يتمتع بالرؤية السليمة والتفكير الواضح من المؤسسة السياسية الألمانية يعلم أن روسيا لا يمكن أن تهزم أبداً كما يتمنون ولا يمكن عزلنا سياسياً، لافتاً إلى أن التصريحات التي يطلقها بعض السياسيين الألمان المؤيدين لأسرع حظر على النفط والغاز والفحم الروسي تقف وراءها دوافع سياسية داخلية أو لتلبية احتياجات التيار الأنغلوسكسوني السائد.
وأضاف نيتشاييف: إن الألمان يدركون أنه إذا توقف الغاز فإن كل شيء سيصبح أكثر تكلفة وأسعار الغاز والسلع الأساسية والمواد الغذائية أيضاً سترتفع بشكل كبير والشعب الألماني لا يريد ذلك بالتأكيد.
وأضاف: إن إحياء مشروع خط أنابيب «السيل الشمالي 2» سيتم في وقت ما، مشيراً إلى أن المشروع قد اكتمل تقنياً بالكامل ويمكن أن يبدأ خط الأنابيب بالعمل على الفور في إيصال الغاز إلى البنية التحتية لألمانيا.
إلى ذلك لفت نيتشاييف إلى أن السفارة الروسية في ألمانيا تسجل انخفاضاً كبيراً في الشكاوى المتعلقة بالتمييز ضد السكان الناطقين بالروسية قائلاً: لقد كنا ولا نزال نلاحظ انخفاضاً كبيراً في مثل هذه النداءات، ننطلق من حقيقة أننا ربما حققنا بعض التأثير.
في غضون ذلك اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن إخفاق الولايات المتحدة في محاولاتها تجييش العالم ضد روسيا بحجة الدفاع عن الديمقراطية بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا يعود إلى كون ديمقراطيتها الخاصة باتت مليئة بالعيوب ومريضة.
وبينت المجلة في مقال حمل عنوان «لم فشلت حملة بايدن الديمقراطية ضد بوتين؟» أنه وفيما بدت التطورات الأخيرة في أوكرانيا مبرراً مثالياً للرئيس الأميركي جو بايدن لإطلاق حملته لنشر الديمقراطية العالمية ولتصوير الأمر أمام الرأي العام على أنه ديمقراطية شجاعة تحارب الاستبداد، إلا أن الأشهر اللاحقة أثبتت إخفاق هذه الخطة.
ولفتت المجلة إلى أن الكثير من بقية دول العالم ببساطة لم تقتنع بديمقراطية بايدن الآخذة بالتدهور والتراجع ولأن الولايات المتحدة الدولة التي تقوم بالوعظ هي ديمقراطية محطمة بشدة ويجب أن تعالج نفسها أولاً.
وأوضحت المجلة أنه خلال قمة الولايات المتحدة «آسيان» التي عقدت في واشنطن بين الـ12 والـ13 من أيار الجاري أوضحت فيها معظم الدول عدم رغبتها في التورط في النزاع بشأن أوكرانيا حتى إن إندونيسيا وهي الدولة الديمقراطية والعضو البارز في آسيان، وجهت الدعوة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها في تشرين الثاني المقبل كما وانضمت دول الآسيان إلى دول عبر الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا التي أعربت عن عدم اقتناعها بفصل روسيا المصدر الرئيس لإمدادات النفط والغاز في العالم عن النظام العالمي.
وأشارت «فورين بوليسي» إلى أنه وحسب تقرير صادر عن منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية حمل عنوان «انعكاس تراجع الديمقراطية في الولايات المتحدة» فإنه وخلال سنوات من التراجع في الحريات حول العالم عانت الديمقراطية الأميركية على وجه الخصوص من تآكل خطير وانحدرت إلى مستوى الديمقراطيات المعيبة، وبالتالي فإن تراجعها وضعفها لم يبدأ مع وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وممارسته الضغوط على المؤسسات الديمقراطية والحقوقية كما أن خروجه لم ينه هذه الأزمة.
ونقلت المجلة عن الدبلوماسي الأميركي البارز السابق تشاس فريمان جونيور قوله: إن على الولايات المتحدة أن تعمل بجد لاستعادة مصداقيتها في أعقاب انتهاكاتها الأخيرة للمعايير الدولية بما في ذلك استخدام التعذيب وغزو العراق.
إلى ذلك صرح الأمين العام للناتو، أمس، في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الناتو في برلين: أوكرانيا تستطيع الانتصار في هذه الحرب، ويدافع الأوكرانيون عن وطنهم بشجاعة، مشدداً على ضرورة مواصلة وتكثيف الدعم الذي تقدمه دول حلف شمال الأطلسي، ولاسيما في المجال العسكري، إلى حكومة أوكرانيا في النزاع الحالي.
وحسب وكالة «فرانس برس» قال ستولتنبرغ: نحن متفقون على عدم تخفيف جهودنا الوطنية، ولاسيما على صعيد المساعدة العسكرية، ولن نفعل ذلك طالما تظل أوكرانيا في حاجة إلى هذه المساعدة لضمان الدفاع عن نفسها.
وحذرت روسيا دول الغرب غير مرة من مواصلة صادرات الأسلحة إلى حكومة كييف، مشددة على أن أي شحنات أسلحة تصل إلى أوكرانيا من الخارج تمثل هدفاً عسكرياً مشروعاً للقوات الروسية.
بدورها كشفت الوحدات الأمنية في جمهورية لوغانسك الشعبية عن قيام قوات الجيش الأوكراني بتفخيخ مصنع زاريا للمواد الكيميائية بـ49 طناً من المواد المتفجرة قبل أن تنسحب منه.
وحسب وكالة «نوفوستي» جاء في بيان الوحدات الأمنية في الجمهورية أن قوات الجيش الأوكراني تركت وراءها مستودعاً مليئاً بالمتفجرات ونحو 49 طناً من مادة «تي إن تي» المخزنة في مستودع المصنع رقم 406 منبهاً إلى أن هذه المتفجرات من الممكن أن تحدث دماراً هائلاً وتؤدي إلى كارثة عالمية نظراً لوجود مواد بالقرب منها تحتوي في تركيبتها على الأمونيا والنيتروجين والكبريت والأحماض والبنزين ومواد خطرة أخرى.
وأشار البيان إلى أن الوحدات المختصة ومهندسي المتفجرات تمكنوا من تحييد الخطر الذي كان قائماً ولم يعد الآن يشكل تهديداً.
يأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية تسليم مساعدات إنسانية إلى إحدى المناطق في الأراضي المحررة بجمهورية لوغانسك الشعبية، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان: قام الجيش الروسي بتسليم المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في هذه المنطقة وفي مقدمتهم النساء والأطفال وكبار السن واللاجئون من مناطق أخرى، مشيرة إلى أن المساعدات شملت المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية وغيرها.
وتواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية الخاصة لحماية سكان دونباس كما تستمر بتقديم المساعدات للسكان المتضررين في مختلف المناطق التي قامت بتحريرها من سيطرة القوات الأوكرانية.
سيرياهوم نيوز 1 _ الوطن