آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » فوز بايدن وتداعياته علي الشرق الأوسط

فوز بايدن وتداعياته علي الشرق الأوسط

بروفيسور علي عايد

جاء انتخاب نائب الرئيس السابق جو بايدن ليضع نهايه مقولة ان اصوات واموال اليهود في امريكا هي التي تتحكم في مصير الانتخابات الامريكية وخصوصا انتخابات الرئاسة، بل اتت علي العكس تماما و اثبتت ان اصوات المسلمين الامريكان  تصنع الفارق و تميل الكفة لأحد المرشحين.

وقد تكون رساله بايدن للمسلمين الامريكان وحثهم علي انتخابه  هى  الاولي من نوعها في انتخابات الرئاسة النهائية، وكذلك وعدهم بانه سيكون حاكما عادلا وانهم -مسلمو امريكا- سوف يحظون بمعامله عادله ويتمتعون بكامل حقوقهم الدستوريه شانهم شان اي امريكي اخر.

بل ذهب بايدن الي ابعد من ذلك عندما وعد بانه وفي اول ايام رئاسته سوف يلغي قرار الرئيس ترامب بحظر سفر بعض الدول الاسلاميه مثل اليمن وسوريا وايران وليبيا والصومال الي الولايات المتحدة .

كذلك وعده بان يتضمن فريقه مسلمين امريكان

في بعض المناصب الرفيعة في البيت الابيض.

والسؤال هنا: لماذ ذهب بايدن الي هذا الاتجاه وجهر صراحة بدعمه لمسلمي الولايات المتحده وكيف اتت تلك الاستراتيجيه ثمارها وفاز بايدن؟

للاجابه علي الشق الاول لابد من تحليل السياسة الحاليه للرئيس ترامب، فقد اعطت الاداره الحاليه في البيت الابيض  لاسرائيل دعما سياسيا لم يعطي من قبل حتي ابان فتره الرئيسين  جونسون ونيكسون وكانا من اكثر الروساء دعما لاسرائيل. فتنفيذ ترامب قرار الكونجرس الصادر في نوفمبر من عام ١٩٩٠ بنقل السفاره الامريكيه الي القدس بالرغم من من مماطله الرؤساء السابقين من اوباما ، بوش الابن و كلينتون وبوش الاب الا ان ترامب اتخذ القرار. وكان تاثير صهره جاري كوشنر وهو من عائله يهوديه متشدده علي تاييد اسرائيل واضحا وضوح الشمس.

وايضا, لم يجاهر اي رئيس امريكي سابق بعدائه وكره للمسلمين كما فعل ترامب واصداره قرار بمنع مواطني بعض الدول الاسلاميه من السفر الي الولايات المتحدة خير دليل علي ذلك.

لذلك كان واضحا ان ذهاب اصوات يهود امريكا الي بايدن لن يحدث ونسبته ضئيلة جدا وبالتالي لافائده من محاوله استماله اصوات اليهود وعلي بايدن ان يركز علي اصوات المسلمين وقد كان.

وسبب اخر لاستمالة بايدن للمسلمين هو نتيجه انتخابات ٢٠١٦ وان اي صوت انتخابي ولو ضئيل سوف يحدث فارق في نتيجه انتخابات بعض الولايات فمثلا: فاز ترامب علي السيده هيلاري كلينتون بفارق عشره الاف صوت فقط في ولايه ميتشجان و اربع اربعين الف صوت في ولايه بنسلفانيا واثنان وعشرون الف صوت في ولايه وسكنسون وهي اصوات ضئيله بالنسبه لعدد مسلمي امريكا البالغ عددهم من ٧ الي ١٠ ملايين مواطن علي اقل التقديرات.

والاجابه علي الشق الثاني من السؤال وهو هل اتت تلك الاستراتيجية بثمارها ؟ الاجابه بدون اي تفكير ؛ نعم وقد فاز بايدن بالولايات الثلاث السابقه ووضع  قدمه في البيت الابيض.

الان وقد فاز بايدن ولايجد مايمنع في تنفيذ بايدن لتعهداته تجاه مسلمي امريكا ومما سيترتب عليه في تغيير سياسه امريكا الخارجيه خصوصا تجاه دول الشرق الاوسط وخصوصا الدول التي تعاني من الحريات وحقوق الانسان مثل مصر والسعوديه.

قال بايدن  صراحه :  لن نعطي السيسي  شيكا علي بياض في مجال حقوق الانسان كما فعل ترامب.

ومما اسمع ان فريق بايدن للسياسة الخارجيه يضع مساله حقوق الانسان في مصر علي اولي اهتمامه وسوف يتم الضغط بشده علي النظام في مصر في المجالات التاليه:

١- الافراج عن المعتقليين السياسيين الذين لم تصدر بحقهم ايه احكام جنائيه

٢-السماح لجماعات حقوق الانسان بمباشرة مهامها بدون ايه مضايقات امنيه

٣-ان تقوم مصر باستخراج/تجديد  جوازات سفر النشطاء  السياسيين المصريين المقيمين خارج مصر  والذين انتهت جوازات سفرهم وترفض الحكومه المصريه باصدار جوازات سفر جديده لهم ضاربه بالقوانين المصريه والعالمية عرض الحائط.

كيف سيكون رد النظام في مصر علي تلك المطالب الامريكيه فذلك في مقال قادم ان شاء الله.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 9/12/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...