عن محاولات أنقرة محاصرة مصر، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”:
قيام وفد تركي تمثيلي بزيارة النيجر، يتعلق على وجه التحديد بقضايا تعدين اليورانيوم. إلا أن النيجر ليست المكان الأكثر ملاءمة لتركيا.
المهام الحقيقية التي تحلها حكومة أردوغان في إفريقيا أوسع بكثير من مسألةاليورانيوم في النيجر. والهدف هناك ليس النيجر أو “النفوذ العثماني” المجرد في إفريقيا، بل بلد محدد بدقة هو مصر.
ما هي الدولة التي تقع على حدود النيجر من الشمال، في خريطة إفريقيا السياسية؟ ليبيا، حيث عززت تركيا وجودها من الناحية العسكرية والسياسية على مدى السنوات الماضية، ومع تشاد ذات الحدود مع النيجر. ففي الفترة، من 2017 إلى 2021، أبرمت أنقرة أكثر من 20 اتفاقية مع الحكومة التشادية.
تقع تشاد على الحدود مع السودان، حيث كان أردوغان يتمتع بمكانة جيدة جدًا وعلاقات ممتازة مع الرئيس السابق عمر البشير.
الأتراك يحاصرون مصر ويطوقونها، ببطء ومنهجية وإصرار.
استراتيجية أردوغان الإفريقية ليست مؤقتة، بل هي استراتيجية “الإرادة الطويلة”، وهي توضع ببساطة دون ضجة وتنفّذ على مراحل. وفي النيجر أيضا، ظهرت المهمة العسكرية التركية قبل وقت طويل من الانقلاب المناهض لفرنسا، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إبرام عقود عسكرية.
لكن الآن وصل الوفد الأكثر تمثيلا في كل السنوات إلى هناك، ما يعني أن أنقرة أصبحت أكثر نشاطا. وإذا تمكنوا من زيادة نفوذهم مع البرهان في السودان، ليس على أساس أيديولوجي، إنما سياسي ومالي، فإن أنقرة لديها فرصة جيدة لإحكامالطوق حول مصر.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم