آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » فيروس H3N2 هذا الشتاء.. الوقاية والعلاج

فيروس H3N2 هذا الشتاء.. الوقاية والعلاج

 

 

رزان أحمد:

 

مع دخول فصل الشتاء، يعود فيروس H3N2 إلى الواجهة بوصفه أحد أبرز أنماط الإنفلونزا الموسمية وأكثرها قدرة على الانتشار.

 

ومع تسجيل ارتفاع في أعداد الإصابات في عدد من المناطق، يتزايد تساؤل المواطنين حول مدى خطورة هذا الفيروس خلال الموسم الحالي، والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها للحدّ من الإصابة وتفادي المضاعفات المحتملة.

 

تروي كلناز محمد (36 عاماً) لـ “الثورة السورية” تجربتها مع الاشتباه بالإصابة بفيروس H3N2، مشيرة إلى أن الأعراض بدأت بألم في الحلق وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، ما أثار قلقها، ولا سيما في ظلّ الأخبار المتداولة عن انتشار الفيروس.

 

شعرت كلناز بالحيرة حيال الجهة الطبية التي ينبغي مراجعتها، متسائلة ما إذا كان طبيب الأمراض الصدرية أو الداخلية هو الخيار الأنسب، الأمر الذي زاد من مخاوفها من احتمال حدوث مضاعفات.

 

وتضيف أن هذا القلق دفعها إلى مراجعة الطبيب بشكل فوري، ليتبيّن بعد الكشف أن الحالة تعود إلى مرض موسمي لا يستدعي سوى المتابعة الطبية، مشيرة إلى أن ما يحتاجه المريض قبل أي شيء هو الحصول على معلومات دقيقة وإرشاد طبي يوضح متى تستدعي الحالة مراجعة الطبيب، بما يخفف من القلق ويحول من دون التضخيم غير المبرر للمخاوف.

 

وفيروس H3N2 هو أحد أنواع فيروس الإنفلونزا A، ويُعد من السلالات الموسمية الشائعة التي تصيب البشر، وقد يكون مسؤولاً عن موجات إنفلونزا تكون أحيانًا أشد من غيرها، خاصة لدى الفئات الهشّة، ويُعرف بسرعة تحوّره وتغيره من موسم لآخر.

 

سرعة الانتشار

الدكتور مازن قصيباتي اختصاصي بالأمراض التنفسية يوضح في حديثه لـ “الثورة السورية” أن فيروس H3N2 سريع الانتشار وتتباين خطورته بين الأشخاص حيث يتميّز بسرعة انتقاله عبر الرذاذ التنفسي، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة، منوهاً إلى أن شدّة الإصابة فيه تختلف من شخص لآخر وفق العمر والحالة الصحية ومستوى المناعة.

 

ويشير إلى أن الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات تشمل “كبار السن، مرضى القلب والرئة والسكري، الحوامل، الأطفال الصغار، المرضى ذوي المناعة الضعيفة”، داعياً إلى مراجعة الطبيب فور ظهور الحرارة المرتفعة أو ضيق التنفس، تفادياً لتطور المضاعفات مثل التهاب الرئة أو تدهور الحالة العامة.

 

وحول التشخيص والعلاج بين الفحص السريري والفحص المخبري يتابع قصيباتي حديثه مؤكداً أن التقييم السريري يكفي في معظم الحالات الخفيفة، بينما تتطلب الحالات المتوسطة أو عالية الخطورة إجراء فحص مخبري مثل اختبار PCR لضمان دقة التشخيص، خاصة لدى كبار السن أو المرضى المنوّمين.

 

السلالة الأكثر انتشاراً في سوريا

مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور ياسر الفروح يشير في تصريحات إعلامية، إلى أن فيروس الإنفلونزا H3N2 هو السلالة السائدة في سوريا منذ أكثر من عام، والإحصائيات الأخيرة أظهرت وجود أمراض تنفسية حادّة نتيجة عدة عوامل، أهمها دخول مسافرين يحملون سلالات فيروسية جديدة قد لا يمتلك الناس مناعة ضدها، لافتاً إلى أن نسبة الانتشار الحالية تتراوح بين منخفض ومتوسط وعالٍ وعالٍ جداً، والسلالة المنتشرة حالياً من النوع العالي، ما يفرض ضغطاً كبيراً على أقسام الإسعاف وغرف العناية المشددة باعتباره أكبر هاجس نعاني منه نظراً لقلة الأسرة في العناية المركزة.

 

وتابع قائلاً: “ننصح بتلقي اللقاح، وأعراضه غالباً خفيفة وتشمل حرارة قليلة وشعور بالتعب لمدّة يوم أو يومين”.

 

العلاج والأخطاء الشائعة

أما العلاج فيعتمد الأطباء عادة على مضادات الفيروسات المخصّصة للإنفلونزا وهي أدوية تعمل على كبح نشاط الفيروس وتقلل مدّة المرض وحدّة الأعراض، إضافة إلى استخدام المسكنات وخافضات الحرارة للتخفيف من الصداع والآلام المرافقة.

 

ويُجمع المختصون على أن بدء العلاج خلال الساعات الـ 48 الأولى يُحدث فارقاً واضحاً في سرعة التعافي ويحدّ من المضاعفات بشكل كبير، ويحذر الأطباء من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تفاقم المرض، ومنها تأخير بدء العلاج بمضاد الفيروسات، اللجوء العشوائي إلى المضادات الحيوية، إهمال الراحة والترطيب وشرب المياه، وتجاهل الأعراض التنفسية لدى كبار السن، فهذه الممارسات قد تؤدي إلى تطور ذات الرئة أو تدهور الحالة الصحية بسرعة.

 

كما أن اللقاح ضرورة وليس خياراً، ويشير الطبيب قصيباتي إلى أن لقاح الإنفلونزا ضروري هذا الموسم، خصوصاً للفئات عالية الخطورة، لأنه يقلل من شدّة المرض واحتمال دخول المستشفى، كما يساهم في تقليل المضاعفات عند الإصابة.

 

وفي ظلّ عودة فيروس H3N2 إلى الواجهة خلال فصل الشتاء، يؤكد الأطباء والمسؤولون الصحيون أن الوعي الصحي يبقى خط الدفاع الأول في مواجهة الإنفلونزا الموسمية، من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية، وعدم الاستهانة بالأعراض، ومراجعة الطبيب في الوقت المناسب، إلى جانب تلقي اللقاح ولا سيما للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

 

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الصح والخطأ حول الإصابة بنزلة برد

  في هذه الفترة من السنة، تعتبر الإصابة بالرشح والانفلونزا وغيرهما من أمراض الشتاء طبيعية ويصعب الإفلات منها. ورغم كونها من الأمراض الشائعة، لا تزال ...