طلب الرئيس البرازيلي لولا من نظيره الاميركي دونالد ترامب رفع الرسوم الاضافية التي تشمل قسما من الصادرات البرازيلية، وذلك خلال أول اتصال هاتفي بينهما طغى عليه الطابع “الودي”، بحسب الرئاسة البرازيلية.
أجرى الرئيسان مكالمة هاتفية استمرت 30 دقيقة طغى عليها الطابع “الودي” وأثار لولا خلالها إمكان عقد لقاء مباشر في ماليزيا الشهر المقبل، وفق بيان للرئاسة البرازيلية.
وأضاف البيان أن لولا “طلب رفع” الرسوم المفروضة على سلع بلاده والعقوبات بحق مسؤولين برازيليين.
من جانبه، أعلن دونالد ترامب عبر منصته تروث سوشال عن “مكالمة هاتفية جيدة جدا”.
وقال إنه سيلتقي الرئيس البرازيلي “في مستقبل قريب، في الولايات المتحدة والبرازيل”.
وساءت العلاقات بين واشنطن وبرازيليا في الأشهر الأخيرة على خلفية محاكمة وإدانة الرئيس السابق جايير بولسونارو اليميني المتطرف، وهو ما أثار غضب حليفه ترامب.
وفرض ترامب رسوما بنسبة 50 % على السلع البرازيلية كما فرض عقوبات على مسؤولين كبار من بينهم قاض في المحكمة العليا، عقابا للبرازيل على ما اعتبره “حملة اضطهاد” بحق بولسونارو.
وقال نائب الرئيس غيرالدو الكمين المكلف مواصلة المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “نحن متفائلون جدا بأننا سنتحرك نحو وضع رابح للجانبين في هذه العلاقة”.
وأضاف أن المكالمة الهاتفية كانت “أفضل مما توقعناه” وأن الرئيسين تبادلا أرقام الهواتف الشخصية.
– “انسجام رائع” –
جاءت المكالمة بعد لقاء عرضي على ما يبدو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة جعل ترامب يتحدث عن “انسجام رائع” مع لولا.
غير أن موقع إستاداو الإخباري أفاد بأن اللقاء الوجيز الذي تضمن عناقا، جاء نتيجة “عملية دبلوماسية” مكثفة خلف الكواليس.
وذكرت الرئاسة البرازيلية أن لولا وترامب “استذكرا الانسجام بينهما في نيويورك” في المكالمة.
وتبادل الرئيسان الانتقادات في خطابيهما أمام الامم المتحدة. فقد ندد لولا بما وصفه بهجوم “غير مقبول” على القضاء البرازيلي.
ورغم الضغوط السياسية والاقتصادية، قضت المحكمة العليا البرازيلية بالسجن 27 عاما لبولسونارو بعد إدانته بالضلوع في محاولة انقلاب فاشلة إثر خسارته في انتخابات عام 2022 أمام لولا.
من ناحيته استغل ترامب خطابه في الأمم المتحدة لاتهام البرازيل بممارسة “الرقابة والقمع” و”الفساد القضائي”.
ثم غيّر لهجته وتحدث عن لقائه المقتضب بلولا معتبرا أنه “رجل لطيف جدا في الواقع”.
ويقف الرجلان على طرفي نقيض في مسائل مثل التعددية والتجارة الدولية ومكافحة تغير المناخ.
– “لا جهة نتحدث معها” –
وكثيرا ما صرّح لولا بأن البرازيل “مستعدة للتفاوض” بشأن الرسوم الجمركية، لكنه عبر عن أسفه لعدم وجود “جهة للتحدث معها” في واشنطن.
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن “الحكومة البرازيلية بذلت جهودا حثيثة لإيجاد قنوات للنقاش مع الإدارة الأميركية”.
وأضاف الدبلوماسي أن شركات برازيلية كبرى، مثل إمبرير وشركة إنتاج اللحوم “جيه بي إس”، هي التي تضغط على “السلطات الأميركية لتغيير موقفها تجاه البرازيل”.
وأعلنت الرئاسة البرازيلية أن لولا أثار مع ترامب إمكان عقد اجتماع مباشر خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا في تشرين الأول/أكتوبر.
كما جدد دعوته ترامب الى حضور مؤتمر المناخ كوب-30 في مدينة بيليم البرازيلية الواقعة في منطقة الأمازون في تشرين الثاني/نوفمبر، “وأبدى أيضا استعداده للسفر إلى الولايات المتحدة”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم