| حماة- محمد أحمد خبازي
منذ أول يوم دوام بعد العطلة الرسمية الأخيرة، برزت بحدة أزمة النقل الداخلي في مدينة حماة، وبينها ومدن المحافظة الأخرى وبالعكس، نتيجة شح المازوت المخصص لوسائل النقل العامة، ما أوقع المواطنين عموماً والموظفين وطلاب الكليات الجامعية خصوصاً، بمعاناة شديدة وإرباكات كثيرة، استغلها بعض ضعاف النفوس من أصحاب السرافيس وسائقيها أبشع استغلال بفرض أجور مضاعفة بحجة شرائهم المازوت من السوق السوداء.
وبيَّن موظفون وطلاب لـ«الوطن» أن أزمة النقل كانت بعد العطلة على أشدها، وخصوصاً بين حماة ومدن سلمية ومصياف والسقيلبية ومحردة والريف الشمالي، وأوضحوا أن عدد السرافيس الصغيرة والكبيرة العاملة كان قليلاً جداً، ما خلق أزمة وسبب لهم معاناة بالوصول إلى دوائرهم وكلياتهم مثل كليتي الزراعة والعمارة في سلمية.
وذكر بعضهم أن العديد من زملائهم الموظفين والطلاب عادوا إلى بيوتهم عندما شاهدوا الازدحام الشديد والتدافع على المواقف وفي الكراجات، ومن غامر منهم وقرر الذهاب إلى دوامه اضطر للركوب كل ثلاثة بمقعد وفي الممرات بين الكراسي، ولدفع أجرة مضاعفة عن الرسمية.
وبيَّن عدد من أصحاب السرافيس التي تنقل الركاب بين حماة ومناطقها وبالعكس، أن العديد من السرافيس توقفت عن العمل حتى قبل العطلة، لعدم حصولها على مخصصاتها من المازوت.
وأوضح بعضهم أن الجهات المعنية خفضت مخصصاتهم بنسبة 20 بالمئة، ما اضطرهم لشراء كفايتهم من المازوت بالسعر الحر وهو 4500 ليرة لليتر، كي لا يتوقفوا عن العمل.
من جانبه، بيَّن رئيس نقابة عمال النقل البري خالد حلبية لـ«الوطن» أنه قبل العطلة طالبت النقابة باجتماع لجنة نقل الركاب المشترك، الذي ترأسه المحافظ، بضرورة توفير المازوت للسرافيس كي لا تحدث أزمة أو تتوقف عن العمل، وأوضح أن الجواب كان الأولوية بالمازوت للمخابز ثم المشافي ثم النقل.
ولفت إلى أن حماة تضم آلاف المقيمين من محافظتي الرقة وإدلب، ووسائل النقل فيها تخدمهم مع أبناء حماة، وينبغي أن ترفد حماة بمخصصاتهما من المازوت، بل أن تضاعف كمياتها لمنع حدوث أزمة.
من جهته، كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، طاهر عيسى لـ«الوطن» أن مخصصات النقل خفضت بنسبة 20 بالمئة على مستوى المحافظة، وهو ما أثر في النقل بشكل عام، وأوضح أن الانفراج قريب لكنه مرتبط بتوافر المازوت.
وبيَّن مصدر في «محروقات» حماة لـ«الوطن» أن مخصصات المحافظة من طلبات المازوت والبنزين اليومية خفضت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأوضح أن توزيع المازوت يتم حسب الوارد والمتاح لكل القطاعات، وأهمها المخابز العامة والخاصة ثم المشافي، وبعدهما يتم التوزيع للنقل والزراعة.
ولفت إلى أن الإمكانات المتاحة حالياً ليست جيدة، ومن المتوقع تحسنها بالقريب العاجل.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن